لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الخاء]

صفحة 73 - الجزء 10

  لسائر الطير، وعم به بعضهم.

  الأَصمعي: ذَرَق الطائر وخذق ومَزَق وزَرَقَ يَخْذُق ويَخْذِق.

  الجوهري: خَذْقُ الطائِر ذَرْقُه.

  وقيل لمعاوية: أَتذكر الفِيلَ؟ قال: أَذكُر خَذْقة يعني رَوْثه.

  قال ابن الأَثير: هكذا جاء في كتاب الهروي والزمخشري وغيرهما عن معاوية، وفيه نظر لأَن معاوية يَصْبُو عن ذلك لأَنه ولد بعد الفيل بأَكثر من عشرين سنة فكيف يَبقى رَوْثُه حتى يراه؟ وإِنما الصحيح قُباثُ⁣(⁣١) بن أَشْيَمَ قيل له: أَنت أَكبَرُ أَم رسول الله؟ قال: هو أَكبر مني وأَنا أَقدمُ منه في الميلاد، وأَنا رأَيت خَذْق الفِيل أَخضَر مُحِيلًا.

  قال محمد بن مكرم، عفا الله عنه: ويحتمل أَن يكون ما رواه الهروي والزمخشري صحيحاً أَيضاً ويكون معاوية لما سئل عن ذلك قال: أَذكر خَذْقه، ويكون كنى بذلك عن إثارة السيئة وما جرى منه على الناس وما جرى عليه من البَلاء كما تقول الناس عن خطأ من تقدم وزَلَل من مضى: هذه غلَطات زيد وهذه سَقَطات عمرو، وربما قالوا في أَلفاظهم: نحن إلى الآن في خَرياتِ فلان أَو هذه من خريات فلان، وإن لم يكن ثمَّ خُرْء، والله أَعلم.

  والمِخْذَقةُ، بالكسر: الاسْتُ.

  ويقال للأَمة: يا خَذاقِ، يكنون به عن ذلك.

  وابن خَذَّاقِ، من شُعرائهم.

  خذرق: الخِذراقُ والمُخَذْرِقُ: السَّلَّاحُ.

  خذرنق: الخَذَرْنَقُ والخَدَرْنق: ذكر العَناكِب.

  خذنق: الخَذَنَّقُ والخَدَنَّقُ: ذكَر العناكب؛ عن ابن جني.

  خرق: الخَرْق: الفُرجة، وجمعه خُروق؛ خَرَقه يَخْرِقُه خَرْقاً وخرَّقه واخْتَرَقه فتخَرَّق وانخرَق واخْرَوْرَق، يكون ذلك في الثوب وغيره.

  التهذيب: الخرق الشَّقُّ في الحائط والثوب ونحوه.

  يقال: في ثوبه خَرق وهو في الأَصل مصدر.

  والخِرْقة: القِطعة من خِرَقِ الثوب، والخِرْقة المِزْقةُ منه.

  وخَرَقْت الثوب إذا شَقَقْتَه.

  ويقال للرجل المُتمزِّق الثياب: مُنْخَرِق السِّرْبال.

  وفي الحديث في صفة البقرة وآل عمران: كأَنهما خرْفان من طير صَوافَّ؛ هكذا جاءَ في حديث النَّوّاسِ، فإن كان محفوظاً بالفتح فهو من الخَرْق أَي ما انْخرقَ من الشيء وبانَ منه، وإن كان بالكسر فهو من الخِرْقة القِطعة من الجَراد، وقيل: الصواب حِزْقانِ، بالحاء المهملة والزاي، من الحِزْقةِ وهي الجماعة من الناس والطير وغيرهما؛ ومنه حديث مريم، &: فجاءت خِرْقةٌ من جَراد فاصْطادَتْ وشَوَتْ؛ وأَمّا قوله:

  إنَّ بَني سَلْمى شُيوخٌ جِلَّه ... بِيضُ الوُجوه خُرُقُ الأَخِلَّه

  فزعم ابن الأَعرابي أَنه عنى أن سيوفهم تأكل أَغمادَها من حِدّتها، فخُرُق على هذا جمع خارِق أَو خَرُوق أَي خُرُقُ السُّيوف للأَخِلَّة.

  وانْخرَقت الريح: هبَّت على غير استقامة.

  وريحٌ خَرِيقٌ: شديدة، وقيل: ليّنة سهلة، فهو ضدّ، وقيل: راجعة غير مستمرّة السير، وقيل: طويلةُ الهُبوب.

  التهذيب: والخَرِيقُ من أَسماء الريح الباردةِ الشديدة الهُبوبِ كأنها خُرِقَت، أَماتوا الفاعل بها؛ قال الأَعلم الهذلي:


(١) قوله [قباث] ضبط بنسخة من النهاية يوثق بها في غير موضع بضم القاف، وفي القاموس: وقباث كسحاب بن أشيم صحابي.