لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الراء المهملة]

صفحة 120 - الجزء 10

  فيكون سَدْوُهما واحداً.

  وجمل مِرْفاق إِذا كان مِرْفَقُه يُصيب جنبه.

  ورافَق الرجلَ: صاحَبَه.

  ورَفِيقُك: الذي يُرافِقُك، وقيل: هو الصاحب في السفر خاصّة، الواحد والجمع في ذلك سواء مثل الصَّدِيق.

  قال الله تعالى: وحَسُن أُولئكَ رَفِيقاً؛ وقد يجمع على رُفَقاء، وقيل: إِذا عَدا الرَّجلان بلا عمل فهما رَفِيقانِ، فإِن عَمِلا على بَعِيرَيْهما فهما زَمِيلانِ.

  وتَرافَق القوم وارْتفَقُوا: صاروا رُفَقاء.

  والرُّفاقةُ والرُّفْقةُ والرِّفْقة واحد: الجماعة المُترافِقون في السفر؛ قال ابن سيده: وعندي أَن الرِّفْقةَ جمع رَفِيق، والرُّفْقة اسم للجمع، والجمع رِفَقٌ ورُفَقٌ ورِفاقٌ.

  ابن بري: الرِّفاقُ جمع رُفْقةٍ كعُلْبةٍ وعِلابٍ؛ قال ذو الرمة:

  قِياماً يَنْظُرُونَ إِلى بِلالٍ ... رِفاقَ الحَجِّ أَبْصَرَتِ الهِلالا

  قالوا في تفسير الرِّفاق: جمع رُفْقة، ويجمع رُفَق أَيضاً، ومَن قال رِفْقة قال رِفَقٌ ورِفاقٌ، وقيس تقول: رِفْقة، وتميم: رُفْقة.

  ورِفاقٌ أَيضاً: جمع رَفِيق ككريم وكِرام.

  والرِّفاقُ أَيضاً: مصدر رافَقْتُه.

  الليث: الرّفقة يُسمون رفقة ما داموا منضمين في مجلس واحد ومَسير واحد، فإِذا تفرَّقوا ذهب عنهم اسم الرّفْقة؛ والرّفْقة: القوم يَنْهَضُونَ في سَفَر يسيرون معاً وينزلون معاً ولا يَفْترِقون، وأَكثرُ ما يُسمَّوْن رفقة إِذا نهضوا مُيّاراً، وهما رَفِيقانِ وهم رُفقاء.

  ورَفِيقُك: الذي يُرافِقُك في السفر تَجْمَعُك وإِيّاه رفقة واحدة، والواحد رَفِيق والجمع أَيضاً رَفِيق، تقول: رافَقْته وتَرافَقْنا في السفر.

  والرَّفِيق: المُرافِقُ، والجمع الرُّفقاء فإِذا تفرَّقوا ذهب اسم الرفقة ولا يذهب اسم الرفيق.

  وقال أَبو إِسحاق في معنى قوله: وحسُن أُولئك رفيقاً، قال: يعني النبيين، صلوات الله عليهم أَجمعين، لأَنه قال: ومَن يُطِع الله والرسول فأُولئك، يعني المُطِيعين مع الذين أَنعم الله عليهم من النبيين والصدِّيقين والشُّهداء والصالحين، وحسُن أُولئك رفيقاً، يعني الأَنبياء ومَن معهم، قال: ورفيقاً منصوب على التمييز ينوب عن رُفقاء؛ وقال الفراء: لا يجوز أَن ينوب الواحد عن الجمع إِلا أَن يكون من أَسماء الفاعلين، لا يجوز حسُن أُولئك رجلًا، وأَجازه الزجاج وقال: هو مذهب سيبويه.

  وروي عن النبي، ، أَنه خُيِّرَ عند موته بين البَقاء في الدنيا والتوسِعة عليه فيها وبين ما عند الله فقال: بل مع الرفيقِ الأَعلى، وذلك أَنه خُيِّر بين البقاء في الدنيا وبين ما عند الله فاختار ما عند الله، وكأَنه أَراد قوله ø: وحَسُنَ أُولئك رفيقاً، ولما كان الرفيق مشتقّاً من فعل وجاز أَن ينوب عن المصدر وُضع مَوْضع الجميع.

  وقال شمر في حديث عائشة: فوجدت رسول الله، ، يَثْقُل في حِجْري، قالت: فذهبت أَنظر في وجهه فإِذا بصره قد شَخَص وهو يقول: بل الرفِيقَ الأَعْلى من الجنة، وقُبِضَ؛ قال أَبو عَدْنانَ: قوله في الدعاء اللهم أَلْحِقْني بالرَّفيق الأَعلى، سمعت أَبا الفَهْدِ الباهِليّ يقول: إِنه تبارك وتعالى رَفِيقٌ وَفِيقٌ، فكأَن معناه أَلحقني بالرَّفيق أَي بالله، يقال: الله رَفيق بعباده، من الرِّفْق والرأْفة، فهو فَعِيل بمعنى فاعل؛ قال أَبو منصور: والعلماء على أَن معناه أَلحقني بجماعة الأَنبياء الذين يسكنون أَعلى عِلِّيِّين، وهو اسم جاء على فَعِيل، ومعناه الجَماعة كالصَّدِيق والخَليط يقع على الواحد والجمع، والله ø أَعلم بما أَراد؛ قال: ولا أَعرف الرفيق في صفات الله تعالى.

  وروى الأَزهري من طريق آخر عن عائشة قالت: كان