لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الراء المهملة]

صفحة 122 - الجزء 10

  ندى: في موضع نصب.

  ومَراقُّ البطن: أَسفله وما حوله مما اسْتَرَقَّ منه، ولا واحد لها.

  التهذيب: والمَراقُّ ما سَفَل من البطن عند الصِّفاق أَسفل من السُّرَّةِ.

  ومَراقُّ الإِبِلِ: أَرْفاغُها.

  وفي حديث عائشة قالت: كان رسول الله، ، إِذا أَرادَ أَنْ يغْتسِلَ من الجنابةِ بَدأَ بيمينه فغَسلها، ثم غسل مَراقَّه بشِماله ويُفِيضُ عليها بيمينه، فإِذا أَنْقاها أَهْوى بيده إِلى الحائط فدَلَكَها ثم أَفاضَ عليها الماء؛ أَراد بمراقِّه ما سفل من بطنه ورُفْغَيْه ومَذاكيره والمواضع التي تَرِقُّ جلودها كنَى عن جميعها بالمَراقِّ، وهو جمع المَرَقِّ؛ قال الهروي: واحدها مَرَقٌّ، وقال الجوهري: لا واحد لها.

  وفي الحديث: أَنه اطَّلى حتى إِذا بلغ المَراقّ وليَ هو ذلك بنفْسه.

  واستعمل أَبو حنيفة الرِّقَّة في الأَرض فقال: أَرض رَقيقة.

  وعيش رَقيق الحَواشي: ناعِم.

  والرَّقَقُ: رِقَّة الطعام.

  وفي ماله رَقَقٌ ورقَّة أَي قِلَّةٌ، وقد أَرَقَّ؛ وذكره الفرَّاءُ بالنفي فقال: يقال ما في ماله رَقَقٌ أَي قلة.

  والرَّقَقُ: الضَّعْفُ.

  ورجل فيه رَقَقٌ أَي ضَعف؛ ومنه قول الشاعر:

  لم تَلْقَ في عَظْمِها وَهْناً ولا رَقَقا

  والرِّقَّةُ: مصدر الرقيق عامٌّ في كل شيء حتى يقال: فلان رَقيقُ الدِّين.

  وفي حديث: اسْتَوْصُوا بالمِعْزَى فإِنه مالٌ رَقيقٌ؛ قال القتيبي: يعني أَنه ليس له صبر الضأْن على الجَفاء وفساد العَطَن وشِدَّة البَرْد، وهم يضربون المثل فيقولون: أَصْرَدُ من عَنْز جَرْباء.

  وفي حديث عائشة، ^: أَن أَبا بكر، ¥، رجل رَقيقٌ أَي ضعيف هَيِّن؛ ومنه الحديث: أَهلُ اليمن هم أَرَقُّ قلوباً أَي أَليَن وأَقبل للمَوْعِظة، والمراد بالرِّقَّة ضدّ القَسوة والشدَّة.

  وتَرَقَّقته الجارية: فَتَنتْه حتى رَقَّ أَي ضَعُف صبره؛ قال ابن هَرْمة:

  دَعتْه عَنْوةً فَتَرَقَّقَتْه ... فَرَقَّ، ولا خَلالةَ للرَّقِيقِ

  ابن الأَعرابي في قول الساجع حين قالت له المرأَة: أَين شَبابُكَ وجَلَدُكَ؟ فقال: مَن طال أَمَدُه، وكثر ولدُه، ورَقَّ عدَده، ذهب جَلَدُه؛ قوله رَقَّ عدده أَي سِنُوه التي يَعُدُّها ذهب أَكثرُها وبقي أَقلُّها، فكان ذلك الأَقل عنده رَقِيقاً.

  والرَّقَقُ: ضَعْفُ العِظام؛ وأَنشد:

  حَلَّتْ نَوارُ بأَرْضِ لا يُبَلِّغُها ... إِلا صَمُوتُ السُّرَى لا تَسأَم العَنَقا

  خَطَّارةٌ بعد غِبِّ الجَهْدِ ناجِيةٌ ... لم تَلْقَ في عَظْمِها وَهْناً ولا رَقَقا

  وأَنشد ابن بري لأَبي الهيثم الثعلبي:

  لها مسائحُ زورٌ في مَراكِضها ... لِينٌ، وليس بها وَهْنٌ ولا رَقَقُ⁣(⁣١)

  ويقال: رقَّت عظامُ فلان إِذا كَبِر وأَسَنَّ.

  وأَرَقَّ فلان إِذا رَقَّتْ حالُه وقلَّ ماله.

  وفي حديث عثمان، ¥: كَبِرَتْ سِنِّي ورَقَّ عظمي أَي ضَعُفت.

  والرِّقَّةُ: الرحمة.

  ورقَقْت له أَرِقُّ: رحِمْتُه.

  ورَقَّ وجهُه: استحيا؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

  إِذا تَرَكَتْ شُرْبَ الرَّثيئةِ هاجَرٌ ... وهَكَّ الخَلايا، لم تَرِقَّ عُيُونُها


(١) قوله [لها] كذا بالأَصل، وصوب ابن بري كما في مادة مسح: لنا.