لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل السين المهملة]

صفحة 184 - الجزء 10

  المَشَقَّة؛ قال ابن بري؛ شاهد الكسر قول النمر بن تولب:

  وذي إبِلٍ يَسْعَى ويحْسِبُها له ... أَخي نَصَبٍ مِنْ شِقِّها ودُؤُوبِ

  وقول العجاج:

  أَصْبَحَ مَسْحولٌ يُوازِي شِقّا

  مَسْحولٌ: يعني بَعِيره، ويُوازي: يُقاسي.

  ابن سيده: وحكى أَبو زيد فيه الشَّقّ، بالفتح، شَقَّ عليه يَشُقُّ شَقّاً.

  والشُّقَّةُ، بالضم: معروفة من الثياب السبِيبةُ المستطيلة، والجمع شِقاقٌ وشُقَقٌ.

  وفي حديث عثمان: أَنه أَرسل إلى امرأَة بشُقَيْقةٍ؛ الشُّقّة: جنس من الثياب وتصغيرُها شُقَيْقةٌ، وقيل: هي نصب ثوب.

  والشُّقَّة والشِّقّةُ: السفر البعيد، يقال: شُقَّةٌ شاقَّةٌ وربما قالوه بالكسر.

  الأَزهري: والشُّقَّةُ بُعْدُ مَسيرٍ إلى الأَرض البعيدة.

  قال الله تعالى: ولكن بَعُدَت عليهم الشُّقَّةُ.

  وفي حديث وفد عبد القيس: إنَّا نَأْتِيكَ من شُقَّةٍ بعيدة أَي مسافة بعيدة.

  والشُّقَّةُ أَيضاً: السفرُ الطويل.

  وفي حديث زُهَير: على فَرسٍ شَقَّاءَ مَقَّاءَ أَي طويلة.

  والأَشْقُّ: الطويلُ من الرجال والخيل، والاسم الشَّققُ والأُنثى شَقَّاء؛ قال جابر أَخو بني معاوية بن بكر التغلبي:

  ويومَ الكُلابِ اسْتَنْزَلَتْ أَسَلاتُنا ... شُرَحْبِيلَ، إذْ آلى أَلِيَّة مُقْسِمِ

  لَيَنْتَزِعَنْ أَرماحَنا، فأَزالَة ... أَبو خَنَشٍ عن ظَهْرِ شَقّاءَ صِلْدِمِ

  ويروى: عن سَرْج؛ يقول: حلف عدوّنا لينتزعَنْ أَرماحَنا من أَيدينا فقتلناه.

  أَبو عبيد: تَشَقَّقَ الفرسُ تَشَقُّقاً إذا ضمَرَ؛ وأَنشد:

  وبالجِلالِ بَعْدَ ذاكَ يُعْلَيْن ... حتى تَشَقَّقْنَ ولَمَّا يَشْقَيْن

  واشْتِقاقُ الشيء: بُنْيانُه من المُرتَجَل.

  واشِتِقاقُ الكلام: الأَخذُ فيه يميناً وشمالًا.

  واشْتِقاقُ الحرف من الحرف: أَخْذُه منه.

  ويقال: شَقَّقَ الكلامَ إذا أَخرجه أَحْسَنَ مَخْرَج.

  وفي حديث البيعة: تَشْقِيقُ الكلام عليكم شديدٌ أي التطلُّبُ فيه لِيُخْرِجَه أَحسنَ مخرج.

  واشْتَقَّ الخصمان وتَشاقَّا: تلاحّا وأَخذا في الخصومة يميناً وشمالًا مع ترك القصد وهو الاشتِقاق.

  والشَّقَقةُ: الأَعْداءُ.

  واشْتَقَّ الفرسُ في عَدْوِه: ذهب يميناً وشمالًا.

  وفرس أَشَقُّ وقد اشْتَقَّ في عَدْوِه: كأَنه يميل في أَحد شِقَّيْه؛ وأَنشد:

  وتَبارَيْت كما يمْشِي الأَشَقّ

  الأَزهري: فرس أَشَقُّ له معنيان، فالأَصمعي يقول الأَشَقُّ الطويل، قال: وسمعت عقبة بن رؤبة يصف فرساً فقال أَشَقُّ أَمَقُّ خِبَقٌّ فجعله كله طولًا.

  وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي: الأَشَقُّ من الخيل الواسعُ ما بين الرجلين.

  والشَّقَّاءُ المَقَّاءُ من الخيل: الواسعة الأَرْفاغِ، قال: وسمعت أَعرابيّاً يسُبُّ أَمَةً فقال لها: يا شَقَّاء مقَّاءُ، فسأَلتْه عن تفسيرهما فأَشار إلى سَعة مَشَقِّ جَهازها.

  والشّقِيقةُ: قطعة غليظة بين كل حَبْلَي رَمْلٍ وهي مَكْرُمةٌ للنبات؛ قال الأَزهري: هكذا فسره لي أَعْرابيٌّ، قال: وسمعته يقول في صفة الدَّهْناء وشقائِقها: وهي سبعة أَحْبُلٍ بين كل حبلين شَقِيقةٌ