لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الضاد المعجمة]

صفحة 208 - الجزء 10

  صيق: الصّيقُ والصِّيقةُ: الغبارُ الجائلُ في الهواء؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

  لي كلَّ يَوْمٍ صِيقةٌ ... فَوْقِي، تَأَجَّلُ كالظُّلالَه

  وقال سلامة بن جندل:

  بوادِي جدود، وقد بُوكِرَت ... بِصيقِ السَّنابِك أَعْطانُها

  وقال آخر:

  كما انْقَضَّ تحْتَ الصِّيقِ عُوَّارُ

  والجمع صِيَقٌ مثل جِيفةٍ وجِيَف؛ وأَنشد ابن بري في ترجمة لرؤبة يصف أُتُناً وفحلها:

  يَدَعْنَ تُرْبَ الأَرْضِ مَجْنون الصِّيَقْ ... والمَرْوَ ذا القَدَّاحِ مَضْبوحَ الفِلَقْ

  وقال: الصِّيقُ الغبار، وجُنونه تطايره.

  والصِّيقُ: الصوتُ.

  والصِّيقُ: الريح المُنْتِنة من الناس والدواب؛ عن الليث، وقال بعضهم: هي كلمة معرّبة أَصلها زيقا، بالعبرانية.

  أَبو عمرو: الصّائِقُ والصائِكُ اللأَزِقُ؛ قال جندل:

  أَسْوَد جَعْد ذي صُنانٍ صائِق

  والصِّيقُ: بطن منهم⁣(⁣١).

فصل الضاد المعجمة

  ضفق: الضَّفْقُ: الوَضْع بمرَّة وكذلك الضَّفْعُ.

  ضيق: الضِّيقُ: نقيض السّعة، ضاقَ الشيءُ يضيق ضِيقاً وضَيْقاً وتَضَيَّقَ وتَضايَقَ وضَيَّقَه هو، وحكى ابن جني أَضاقَه، وهو أَمر ضَيِّقٌ.

  أَبو عمر: الضَّيْقُ الشيء الضَّيِّقُ، والضِّيقُ المصدر، والمَضايِق: جمع المَضِيق.

  والضَّيْقُ أَيضاً: تخفيف الضَّيِّق؛ قال الراجز:

  دُرْنا ودارَتْ بَكْرةٌ نَخِيسُ ... لا ضَيْقةُ المَجْرَى ولا مَرُوسُ

  والضَّيْقُ: جمع الضَّيقاة والضِّيقة وهي الفقر وسوء الحال، وقد ضاقَ عن كل الشيء.

  يقال: لا يَسَعُني شيء ويَضِيق عنك.

  وضاقَ الرجلُ أَي بخل، وضَيَّقْت عليك الموضع.

  وقولهم: ضِقْتُ به ذَرْعاً أَي ضاقَ ذرْعي به.

  وتَضايَقَ القومُ إِذا لم يتوسَّعوا في خُلُق أَو مكان.

  والضُّوقى والضِّيقى: تأْنيث الأَضْيَق، صارت الياء واواً لسكونها وضمة ما قبلها.

  ويقال: ضاقَ المكانُ، فهو ضَيِّق، فرق بينهما، ويقال في جمع ضائِقٍ ضاقَة؛ قال زهير:

  يَكْرَهها الجُبَناءُ الضاقةُ العَطَنِ

  فهذا جمع ضائِقٍ، ومثله سادَةٌ جمع سائِدٍ لا سيِّد؛ ومكان ضَيِّقٌ وضَيْقٌ وضائِقٌ.

  وفي التنزيل: فلعلَّك تارِكَ بعضَ ما يُوحَى إِليك وضائقْ به صَدْرُك.

  وهو في ضِيقٍ من أَمره وضَيْقٍ أَي في أَمر ضَيِّقٍ، والنعت ضَيِّقٌ، والاسم ضَيْق.

  ويقال: في صدر فلان ضِيقٌ علينا وضَيْقٌ.

  والضَّيْق: الشكَ يكون في القلب من قوله تعالى: ولا تكُ في ضَيْقٍ ممّا يَمْكُرون.

  وقال الفراء: الضَّيْقُ ما ضاق عنه صدرُك، والضِّيقُ ما يكون في الذي يتسَّع ويضيق مثل الدار والثوب؛ وإِذا رأَيت الضَّيْقَ قد وقع في موضع الضَّيق كان على أَمرين: أَحدهما أَن يكون جمعاً للضَّيْقةِ كما قال الأَعشى:

  فلئن رَبُّك، من رحمته ... كَشَفَ الضَّيْقةَ عنا وفَسَح


(١) قوله بطن منهم: هكذا في الأَصل.