لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الطاء المهملة]

صفحة 217 - الجزء 10

  سنها، وهي فَعُولَةٌ بمعنى مَفْعولة أَي مركوبة للفحل.

  ويقال للقَلُوصِ التي بلغت الضَّرابَ وأَرَبَّتْ بالفحل فاختارها من الشُّوَّل: هي طَرْوقَتُه.

  ويقال للمتزوج: كيف وجدتَ طَرُوقَتَك؟ ويقال: لا أَطْرَقَ الله عليك أَي لا صَيَّر لك ما تَنكْحِه.

  وفي حديث عمرو بن العاص: أَنه قَدِم على عمر، ¥، من مصر فجرَى بينهما كلام، وأَن عمر قال له: إِن الدجاجة لتَفْحَصُ في الرماد فَتَضَعُ لغير الفحل والبيضة منسوبة إِلى طَرْقها، فقام عمرو مُتَرَبَّدَ الوجه؛ قوله منسوبة إِلى طَرْقها أَي إِلى فحلها، وأَصل الطَّرْق الضِّرَاب ثم يقال للضارب طَرْقٌ بالمصدر، والمعنى أَنه ذو طَرْقٍ؛ قال الراعي يصف إِبلًا:

  كانَتْ هَجائِنُ مُنْذرٍ ومُحٍرَّقٍ ... أُمَّاتِهِنَّ وطَرْقُهُنَّ فَحِيلا

  أَي كان ذو طَرْقِها فحلًا فحيلًا أَي منجباً.

  وناقة مِطْراق: قريبة العهد بطَرق الفحل إِياها.

  والطَّرْق: الفحل، وجمعه طُرُوقٌ وطُرَّاقٌ؛ قال الشاعر يصف ناقة:

  مُخْلفُ الطُّرَّاقِ مَجهُولَةٌ ... مُحْدِثٌ بعد طِرَاقِ اللُّؤَم

  قال أَبو عمرو: مُخْلِفُ الطُّرَّاق: لم تلقح، مجهولة: محرَّمة الظهر لم تُرْكَبْ ولم تُحْلَبْ، مُحْدِث: أَحدثتِ لِقاحاً، والطِّراق: الضِّراب، واللؤام: الذي يلائمها.

  قال شمر: ويقال للفحل مُطْرِق؛ وأَنشد:

  يَهَبُ النَّجِيبَةَ والنَّجِيبَ، إِذا شَتَا ... والبازِلَ الكَوْمَاء مثل المُطْرِق

  وقال تيم:

  وهل تُبْلغَنِّي حَيْثُ كانَتْ دِيارُها ... جُمالِيَّةٌ كالفحل، وَجنْاءُ مُطْرِقُ؟

  قال: ويكون المُطْرِقُ من الإِطْراقِ أَي لا تَرْغو ولا تَضِجّ.

  وقال خالد بن جنبة: مُطْرِقٌ من الطَّرْق وهو سرعة المشي، وقال: العَنَقُ جَهْدُ الطَّرْق؛ قال الأَزهري: ومن هذا قيل للراجل مُطْرِق وجمعه مَطَارِيقُ، وأَما قول رؤبة:

  قَوَارِباً من واحِفٍ بعد العَنَقْ ... للعِدِّ، إِذ أَخْلَفَه ماءُ الطَّرَقْ

  فهي مناقع المياه تكون في بحائر الأَرض.

  وفي الحديث: نهى المسافر أَن يأْتي أَهله طُروقاً أَي ليلًا، وكل آتٍ بالليل طَارِقٌ، وقيل: أَصل الطُّروقِ من الطَّرْقِ وهو الدَّق، وسمي الآتي بالليل طَارِقاً لحاجته إلى دَق الباب.

  وطَرَق القومَ يَطْرُقُهم طَرْقاً وطُروقاً: جاءَهم ليلًا، فهو طارِقٌ.

  وفي حديث عليّ، #: إِنها حَارِقةٌ طارِقةٌ أَي طَرَقَتْ بخير.

  وجمع الطارِقَةِ طَوارِق.

  وفي الحديث: أَعوذ بك من طَوارِقِ الليل إِلا طارِقاً يَطْرُقُ بخير.

  وقد جُمع طارِقٌ على أَطْراقٍ مثل ناصرٍ وأَنصار؛ قال ابن الزبير:

  أَبَتْ عينُه لا تذوقُ الرُّقاد ... وعاوَدها بعضُ أَطْراقِها

  وسَهَّدَها، بعد نوع العِشاء ... تَذَكُّرُ نَبْلِي وأَفْواقِها

  كنى بنبله عن الأَقارب والأَهل.

  وقوله تعالى: والسماء والطَّارِقِ؛ قيل: هو النجم الذي يقال له كوكب الصبح، ومنه قول هند بنت عتبة، قال ابن بري: هي هند بنت بياضة بن رباح بن طارق الإِيادي قالت يوم أُحد تحض على الحرب:

  نَحْنُ بناتُ طارِق،