لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الشين المعجمة]

صفحة 489 - الجزء 1

  إِذا الشَّريبُ أَخَذَتْه أَكَّه ... فخلِّه، حتى يَبُكَّ بَكَّه

  وبه فسر ابن الأَعرابي قوله:

  رُبَّ شَرِيب لك ذي حُساس

  قال: الشَّرِيبُ هنا الذي يُسْقَى مَعَك.

  والحُساسُ: الشُّؤْم والقَتْلُ؛ يقول: انتِظارُك إِيَّاه على الحوضِ، قَتْلٌ لك ولإِبلِك.

  قال: وأَما نحن ففَسَّرْنا الحُساسَ هنا، بأَنه الأَذَى والسَّوْرَةُ في الشَّراب، وهو شَرِيبٌ، فَعِيلٌ بمعنى مُفاعِل، مثل نَديم وأَكِيل.

  وأَشْرَبَ الإِبِلَ فَشرِبَتْ، وأَشْرَبَ الإِبل حتى شَرِبَتْ، وأَشْرَبْنَا نحن: رَوِيَتْ إِبلُنا، وأَشْرَبْنا: عَطِشْنا، أَو عَطِشَت إِبلُنا؛ وقوله:

  اسْقِنِي، فإِنَّنِي مُشْرِب

  رواه ابن الأَعرابي، وفسره بأَنَّ معناه عطشان، يعني نفسه، أَو إِبله.

  قال ويروى: فإِنَّكَ مُشْرِب أَي قد وجَدْتَ مَن يَشْرَبُ.

  التهذيب: المُشْرِبُ العَطْشان.

  يقال: اسْقِنِي، فإِنِّي مُشْرِب.

  والمُشْرِبُ: الرجُل الذي قد عَطِشَت إِبلُه أَيضاً.

  قال: وهذا قول ابن الأَعرابي.

  قال وقال غيره: رَجل مُشْرِبٌ قد شَرِبَت إِبله.

  ورجل مُشرِبٌ: حانَ لإِبلِه أَن تَشْرَبَ.

  قال: وهذا عنده من الأَضداد.

  والمَشْرَبُ: الماء الذي يُشْرَبُ.

  والمَشْرَبةُ: كالمَشْرَعةِ؛ وفي الحديث: مَلْعُونٌ ملعونٌ من أَحاطَ على مَشْرَبةٍ؛ المَشْرَبة، بفتح الراءِ من غير ضم: الموضع الذي يُشْرَبُ منه كالمَشْرَعةِ؛ ويريد بالإِحاطة تَملُّكَه، ومنعَ غيره منه.

  والمَشْرَبُ: الوجه الذي يُشْرَبُ منه، ويكون موضعاً، ويكون مصدراً؛ وأَنشد:

  ويُدْعَى ابنُ مَنْجُوفٍ أَمامي، كأَنه ... خَصِيٌّ، أَتَى للماءِ مِنْ غَيْرِ مَشْرَبِ

  أَي من غير وجه الشُّرْب؛ والمَشْرَبُ: شَرِيعةُ النَّهر؛ والمَشْرَبُ: المَشْروبُ نفسُه.

  والشَّرابُ: اسم لما يُشْرَبُ.

  وكلُّ شيء لا يُمْضَغُ، فإِنه يقال فيه: يُشْرَبُ.

  والشَّرُوبُ: ما شُرِبَ.

  والماء الشَّرُوب والشَّريبُ: الذي بَيْنَ العَذْبِ والمِلْح؛ وقيل: الشَّروب الذي فيه شيء من عُذوبةٍ، وقد يَشْرَبُه الناس، على ما فيه.

  والشَّرِيبُ: دونه في العُذوبةِ، وليس يَشْرَبُه الناس إِلَّا عند ضرورة، وقد تَشْرَبُه البهائم؛ وقيل: الشَّرِيبُ العَذْبُ؛ وقيل: الماء الشَّرُوب الذي يُشْرَبُ.

  والمأْجُ: المِلْحُ؛ قال ابن هرمة:

  فإِنَّكَ، بالقَريحةِ، عامَ تُمْهى ... شَروبُ الماء، ثم تَعُودُ مَأْجا

  قال: هكذا أَنشده أَبو عبيد بالقَريحة، والصواب كالقَرِيحةِ.

  التهذيب أَبو زيد: الماء الشَّريبُ الذي ليس فيه عُذوبةٌ، وقد يَشْرَبُه الناسُ على ما فيه.

  والشَّرُوبُ: دُونه في العُذوبةِ، وليس يَشْرَبُه الناس إِلَّا عند الضَّرُورة.

  وقال الليث: ماء شَرِيبٌ وشَرُوب فيه مَرارةٌ ومُلُوحة، ولم يمتنع من الشُّرْب؛ وماء شَرُوبٌ وماء طَعِيمٌ بمعنى واحد.

  وفي حديث الشورى: جُرْعةٌ شَرُوبٌ أَنْفَع من عَذْبٍ مُوبٍ؛ الشَّرُوبُ من الماءِ: الذي لا يُشْرَب إِلَّا عند الضرورة، يستوي فيه المذكر والمؤنث، ولهذا وصف به الجُرْعةَ؛ ضرب الحديث