لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل العين المهملة]

صفحة 280 - الجزء 10

  فَداك منهم كلُّ عَوْقٍ أَصْلَدِ

  والعَوْق: الأَمر الشاغل.

  وعَوائِقُ الدهر: الشواغل من أَحداثه.

  والتَّعَوُّق: التَّثَبُّط.

  والتَّعْوِيقُ: التَّثْبيط.

  وفي التنزيل: قد يعلم الله المُعَوِّقين منكم؛ المُعَوِّقون: قوم من المنافقين كانوا يُثَبِّطون أَنصار النبي، ، وذلك أَنهم قالوا لهم: ما محمدٌ وأَصحابه إِلَّا أُكْلَةُ رأْسٍ، ولو كانوا لَحْماً لالتقمهم أَبو سفيان وحِزْبُه، فخلُّوهم وتعالوا إِلينا فهذا تَعْويقُهم إِياهم عن نُصْرة النبي، ، وهو تَفْعِيل من عَاقَ يَعُوق؛ وأَما قول الشاعر:

  فلو أَنِّي رَمَيْتُكَ من قريبٍ ... لَعاقَك، عن دُعاء الذِّئبِ، عَاقِ

  إِنما أَراد عائق فقلب، وقيل: هو على توهُّم عَقَوْته، وهو مذكور في موضعه.

  والعَيُّوقُ: كوكب أَحمر مضيء بِحِيالِ الثُّرَيّا في ناحية الشَّمال ويطلع قبل الجوزاء، سمي بذلك لأَنه يَعُوق الدَّبَران عن لقاء الثُّرَيّا، قال أَبو ذؤَيب:

  فَوَرَدْنَ، والعَيوقُ مَقْعَدَ رابئِ الضُّرَباءِ ... خَلْفَ النجمِ، لا يَتَتَلَّعُ

  قال سيبويه: لزمته اللام لأَنه عندهم الشيء بعينه، وكأَنه جعل من أُمَّةٍ كل واحد منها عَيُّوقٌ، قال: فإِن قلت هل هذا البناء لكل ما عَاقَ شيئاً؟ قيل: هذا بناءٌ خُصَّ به هذا النجمُ كالدَّبَران والسِّمَاكِ.

  وقال ابن الأَعرابي: هذا عَيُّوق طالعاً، فحذف الأَلف واللام وهو ينويهما فلذلك يبقى على تعريفه الذي كان عليه، وكذلك كل ما فيه الأَلف واللام من أَسماء النجوم والدَّراري، فلك أَن تحذفهما منه وأَنت تنويهما، فيبقى فيه تعريفه الذي كان مع الأَلف واللام، وقيل: الدَّبَرانُ نجم يلي الثرَيّا إِذا طلع علم أَن الثُّرَيّا قد طلعت.

  قال الأَزهري: عَيُّوق فَيْعُول يحتمل أَن يكون بناؤه من عَوْق ومن عَيْق لأَنَّ الواو والياء في ذلك سواء؛ وأَنشد:

  وعاندَت الثُّرَيّا، بعد هَدْءٍ ... مُعاندةً لها العَيُّوقُ جَارَا

  قال الجوهري: العَيُّوق نجم أَحمر مضيء في طرف المَجَرَّة الأَيمن يتلو الثُّرَيّا لا يتقدمه، وأَصله فَيْعُول، فلما التقى الياء والواو والأُولى ساكنة صارتا ياءً مشددة.

  وتقول: ما عَاقتِ المرأَةُ عند زوجها ولا لاقَتْ أَي ما حَظِيَتْ عنده.

  قال الأَزهري: يقال ما لاقَتْ ولا عاقَتْ أَي لم تَلْصَق بقلبه، ومنه يقال: لاقَتِ الدَّواةُ أَي لَصِقَتْ، وأَنا أَلَقْتُها، كأَن عَاقَتْ إِتباع للاقَتْ؛ قال ابن سيده: وإِنما حملناه على الواو وإِن لم نعرف أَصله لأَن انقلاب الأَلف عن الواو عيناً أَكثر من انقلابها عن الياء، وروى شمر عن الأُموي: ما في سقائه عَيْقةٌ من الرُّبِّ؛ قال الأَزهري: كأَنه ذهب به إِلى قوله ما لاقَتْ ولا عاقَتْ، قال: وغيره يقول ما في نِحْيه عَيقةٌ ولا عَمَقَة.

  والعُوَاق والعَوِيقُ: صوت قُنْبِ الفرس، وقيل: هو الصوت من كل شيء، قال: هو العَوِيقُ والوَعيقُ؛ وأَنشد:

  إِذا ما الرَّكْبُ حلَّ بدارِ قومٍ ... سمعتَ لها، إِذا هَدَرَتْ، عُوَاقَا

  قال الأَزهري: قال اللحياني سمعت عَاقْ عَاقْ وعاقِ