لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الغين المعجمة]

صفحة 293 - الجزء 10

  ابن الأَعرابي في حديث داحسٍ والغبراء: إن قيساً أتى حذيفة بن بدرٍ فقال له حذيفة: ما غَدَا بك؟ قال: غَدَوْتُ لأَواضِعَك الرِّهانَ؛ أراد بالواضعة إبطال الرِّهان أي أَضعه وتَضعه، فقال حذيفة: بل غدوتَ لتُغْلِقَه أي لتوجبه وتؤكده.

  وأَغْلَقْتُ الرهن أي أَوجبته فَغَلِقَ للمرتهن أي وجب له.

  وقال أبو عبيد: غَلِقَ الرهنُ إذا استحقه المرتهن غَلَقاً.

  وروي عن النبي، : لا يغْلَقُ الرهن أي لا يستحقه المرتهن إذا لم يَرُدَّ الراهن ما رهنه فيه، وكان هذا من فعل الجاهلية فأَبطله النبي، ، بقوله: لا يغْلَقُ الرهنُ.

  أَبو عمرو: الغَلَقُ الضَّجَر.

  ومكان غَلِقٌ وضَجِرٌ أي ضيق، والضَّجْرُ الاسم، والضَّجَرُ المصدر.

  والغَلَقُ: الهلاك؛ ومعنى لا يَغْلَق الرهنُ أي لا يهلك.

  وفي كتاب عمر إلى أبي موسى: إياك والغَلَقَ؛ قال المبرد: الغلق ضيق الصدر وقلة الصبر.

  وأَغْلَقَ عليه الأَمرُ إذا لم يَنْفسح.

  وغَلِقَ الأَسيرُ والجاني، فهو غَلِقٌ: لم يُفْدَ؛ قال أَبو دَهْبَلٍ:

  ما زِلْتَ في الغَفْرِ للذنوب وإطْلاقٍ ... لِعَانٍ، بجُرْمِه، غَلِق

  شمر: يقال لكل شيء نَشِبَ في شيء فلزمه قد غَلِقَ، غَلِقَ في الباطل، وغَلِقَ في البيع، وغَلَق بيعه فاسْتَغْلَقَ⁣(⁣١).

  واسْتَغْلَق الرجلُ إذا أُرْتِجَ عليه فلم يتكلم.

  وقال ابن شميل: اسْتَغْلَقَني فلان في بَيْعي إذا لم يجعل لي خياراً في ردِّه، قال: واسْتَغْلَقتُ على بيعته؛ وأَنشد شمر للفرزدق:

  وعَرَّد عن بَنِيه الكَسْبَ منه ... ولو كانوا أُولي غَلَقٍ سِغَابا

  أُولي غَلَقٍ أي قد غَلِقُوا في الفقر والجوع.

  جمل غَلْق وغَلْقَةٌ إذا هزل وكبر.

  النوادر: شيْخٌ غَلْقٌ وجمل غَلْقٌ، وهو الكبير الأَعْجَفُ.

  وغَلِقَ ظهرُ البعير غَلَقاً، فهو غَلِقٌ: انتقض دَبَره تحت الأَدَاةِ وكثُر غَلَقاً لا يبرأُ.

  ويقال: إن بعيرك لغَلِقُ الظهر، وقد غَلِقَ ظهره غَلَقاً، وهو أَن ترى ظهره أَجْمَعَ جُلْبَتَين آثار دبَرٍ قد برأَت فأَنت تنظر إلى صفحتيه تَبْرُقان.

  ابن شميل: الغَلَقُ شرُّ دَبَر البعير لا يقدر أن تُعادَى الأَداةُ عنه أي ترفع عنه حتى يكون مرتفعاً، وقد عادَيْت عنه الأَداةَ: وهو أن تجوب عنه القَتَب والحِلْس.

  وفي حديث جابر: شفاعة النبي، ، لمن أوثَقَ نفسَه وأَغْلَقَ ظهرَه.

  وغَلِقَ ظهرُ البعير إذا دَبِرَ، وأَغْلَقَه صاحبه إذا أَثقل حمله حتى يَدْبَرَ؛ شبه الذنوب التي أَثقلت ظهر الإِنسان بذلك.

  وغَلِقَت النخلة غَلَقاً، فهي غَلِقةٌ: دوَّدَتْ أُصول سَعَفها وانقطع حَمْلُها.

  والغِلْقةُ والغَلْقةُ: شجرة يَعْطِنُ بها أَهلُ الطائف وقال أَبو حنيفة: الغَلْقة شجرة لا تطاق حِدَّة يَتَوَقَّعُ جانيها علي عينيه من بخارها أو مائها، وهي التي تُمَرَّطُ بها الجلود فلا تترك عليها شعرة ولا لحمة إلَّا حلقته؛ قال المرار:

  جَرِبْنَ فلا يُهْنَأْنَ إلَّا بِغَلْقَةٍ ... عَطِينٍ، وأَبوالِ النِّساءِ القَواعِدِ

  وأورد الأَزهري هذا البيت ونسبه لمزَزَّدّ.

  ابن السكيت: إهَابٌ مَغْلُوق إذا جعلت فيه الغَلْقَة


(١) قوله [وغلق بيعه فاستغلق] هكذا هو بهذا الضبط في الأَصل.