لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الفاء]

صفحة 303 - الجزء 10

  أَراد التوراة فسَمّى جلّ ثناؤه الكتاب المنزل على محمد، ، فُرْقاناً وسمى الكتاب المنزل على موسى، ، فُرْقاناً، والمعنى أَنه تعالى فَرَقَ بكل واحد منهما بين الحق والباطل، وقال الفراء: آتينا موسى الكتاب وآتينا محمداً الفُرْقانَ، قال: والقول الذي ذكرناه قبله واحتججنا له من الكتاب بما احتججنا هو القول.

  والفَارُوقُ: ما فَرَّقَ بين شيئين.

  ورجل فارُوقٌ: يُفَرِّقُ ما بين الحق والباطل.

  والفارُوقُ: عمر بن الخطاب، ¥، سماه الله به لتَفْريقه بين الحق والباطل، وفي التهذيب: لأَنه ضرب بالحق على لسانه في حديث ذكره، وقيل: إِنه أَظهر الإِسلام بمكة فَفَرَّقَ بين الكفر والإِيمان؛ وقال الفرزدق يمدح عمر بن عبد العزيز:

  أَشْبَهْتَ من عُمَرَ الفارُوقِ سِيرَتَه ... فاقَ البَرِيَّةَ وأْتَمَّتْ به الأُمَمُ

  وقال عتبة بن شماس يمدح عمر بن عبد العزيز أَيضاً:

  إن أَوْلى بالحقّ في كلّ حَقٍّ ... ثم أَحْرَى بأَن يَكُونَ حَقِيقا،

  مَنْ أَبوه عبدُ العَزِيزِ بنُ مَرْوانَ ... ومَنْ كان جَدُّه الفارُوقا

  والفَرَقُ: ما انفلق من عمود الصبح لأَنه فارَقَ سواد الليل، وقد انْفَرَقَ، وعلى هذا أَضافوا فقالوا أَبْين من فَرَق الصبح، لغة في فَلَق الصبح، وقيل: الفَرَقُ الصبح نفسه.

  وانْفَرَقَ الفجرُ وانْفَلَق، قال: وهو الفَرَق والفَلَقُ للصبح؛ وأَنشد:

  حتى إِذا انْشَقَّ عن إِنسانه فَرَقٌ ... هادِيه في أُخْرَياتِ الليلِ مُنْتَصِبُ

  والفارِقُ من الإِبل: التي تُفارق إِلْفَها فَتَنْتَتِجُ وحدها، وقيل: هي التي أَخذها المَخاض فذهبت نادَّةً في الأَرض، وجمعها فُرَّق وفَوارِق، وقد فَرَقَتْ تَفْرُق فُروقاً، وكذلك الأَتان؛ وأَنشد الأَصمعي لعُمارة بن طارق:

  اعْجَلْ بغَرْبٍ مثل غَرْبِ طارقِ ... ومَنْجَنُون كالأَتان الفارق،

  من أَثْلِ ذاتِ العَرْض والمَضايقِ

  قال: وكذلك السحابة المنفردة لا تخلف وربما كان قبلها رعد وبرق؛ قال ذو الرمة:

  أَو مُزْنَة فارِق يَجْلُو غوارِبَها ... تَبوُّجُ البرقِ والظلماءُ عُلْجُومُ

  الجوهري: وربما شبهوا السحابة التي تنفرد من السحاب بهذه الناقة فيقال فارق.

  وقال ابن سيده: سحابة فارِقٌ منقطعة من معظم السحاب تشبه بالفارِقِ من الإِبل؛ قال عبد بني الحَسْحاسِ يصف سحاباً:

  له فُرَّقٌ منه يُنَتَّجْنَ حَوْلَه ... يفَقِّئْنَ بالمِيثِ الدِّماثِ السَّوابيا

  فجعل له سوابي كسوابي الإِبل اتساعاً في الكلام، قال ابن بري: ويجمع أَيضاً على فُرَّاق؛ قال الأَعشى:

  أَخرجَتْه قَهْباءُ مُسْبِلةُ الوَدْقِ ... رَجُوسٌ، قدَّامَها فُرّاقُ

  ابن الأَعرابي: الفارقُ من الإِبل التي تشتد ثم تُلْقي ولدها من شدة ما يمرّ بها من الوجع.

  وأَفْرَقَتِ الناقة: أَخرجت ولدها فكأَنها فارَقَتْه.

  وناقة مُفْرق: فارقها ولدها، وقيل: فارقها بموت، والجمع مَفارِيق.

  وناقة مُفْرِق: تمكث سنتين أَو ثلاثاً لا تَلْقَح.

  ابن