لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الباء الموحدة]

صفحة 399 - الجزء 10

  قال: البِرْكةُ جنس من برود اليمن، وكذلك المَرَاجل.

  والبُرْكة: الحَمَالة ورجالها الذين يسعون فيها؛ قال:

  لقد كان في لَيْلى عطاء لبُرْكةٍ ... أناخَتْ بكم تَرْجو الرغائب والرِّفْدا

  ليلى هنا ثلاثمائة من الإِبل كما سموا المائة هِنْداً، ويقال للجماعة يتحملون حَمالةً بُرْكَةٌ وجُمَّة؛ ويقال: أبرَكْتُ الناقة فَبَركَتْ بُرُوكاً.

  والتَّبْراك: البُروك؛ قال جرير:

  لقد قَرِحَتْ نَغَانِغُ ركبتيها ... من التَّبْراك، ليس من الصَّلاةِ

  وتِبْراك، بكسر التاء: موضع بحذاء تِعْشار؛ قال مرار بن مُنْقِذ:

  أعَرَفْت الدَّارَ أم أنْكَرْتها ... بين تِبْراكٍ فشَسَّيْ عَبَقُرْ؟

  والبِرْكةُ: كالحوض، والجمع البِرَكُ؛ يقال: سميت بذلك لإِقامة الماء فيها.

  ابن سيده: والبِرْكَةُ مستنقع الماء.

  والبِرْكةُ: شبه حوض يحفر في الأَرض لا يجعل له أعضاد فوق صعيد الأَرض، وهو البِرْكُ أيضاً؛ وأنشد:

  وأنْتِ التي كَلَّفْتِني البِرْكَ شاتياً ... وأوْردتِنيه، فانْظُرِي، أي مَوْرِدِ

  ابن الأَعرابي البِرْكةُ تَطْفَحُ مثل الزَّلَف، والزَّلَفُ وجه المرآة.

  قال أبو منصور: ورأيت العرب يسمون الصَّهاريج التي سُوِّيت بالآخر وضُرِّجَتْ بالنُّورة في طريق مكة ومناهلها بِرَكاً، واحدتها بِرْكةٌ، قال: وربَّ بِرْكةٍ تكون ألف ذراع وأقل وأكثر، وأما الحِياض التي تسوّى لماء السماء ولا تُطْوَى بالآجر فهي الأَصْناع، واحدها صِنْع، والبِرْكةُ: الحَلْبة من حَلَب الغداة؛ قال ابن سيده: وهي البَركَةُ، ولا أحقها، ويسمون الشاة الحَلُوبة: بِرْكةً.

  والبَروك من النساء: التي تتزوج ولها ولد كبير بالغ.

  والبِراكُ: ضرب من السمك بحري سود المناقير.

  والبُركة، بالضم: طائر من طير الماء أبيض، والجمع بُرَك وأبْراك وبُرْكان، قال: وعندي أن أبْرَاكاً وبُرْكاناً جمع الجمع.

  والبُرَكُ أيضاً: الضفادع؛ وقد فسر به بعضهم قول زهير يصف قطاة فَرَّتْ من صَقْر إلى ماء ظاهر على وجه الأَرض:

  حتى استغاثَتْ بماء لا رشاءَ لَه ... من الأَباطِح، في حافاته البُرَكُ

  والبِرْكانُ: ضرب من دِقِّ الشجر، واحدته بِرْكانة؛ قال الراعي:

  حتى غدا حَرِضاً طَلَّى فَرائصُه ... يَرعى شقائقَ من عَلْقَى وبِرْكانِ

  وقيل: هو ما كان من الحَمْض وسائر الشجر لا يطول ساقه.

  والبِرْكانُ: من دِقّ النبت وهو الحمض؛ قال الأَخطل وأنشد بيت الراعي وذكر أن صدره:

  حتى غدا حَرِضاً هَطْلى فرائصُه

  والهطلى: واحده هِطْل، وهو الذي يمشي رُوَيداً.

  وواحد البِركان بِرْكانَة، وقيل: البِرْكانُ نيت ينبت قليلًا بنجد في الرمل ظاهراً على الأَرض، له عروق دِقاقٌ حسن النبات وهو من خير الحمض؛ قال:

  بحيث الْتَقَى البِرْكانُ والحَاذُ والغَضَا ... بِبِئْشَة، وارْفَضَّتْ تِلاعاً صدورُها

  وفي رواية: وارْفَضَّتْ هَراعاً، وقيل: البِرْكانُ ضرب من شجر الرمل؛ وأنشد بيت الراعي: