لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الحاء المهملة]

صفحة 412 - الجزء 10

  بضم الحاء وفتح السين، كان به يهود من يهود المدينة.

  ابن الأَعرابي: حَسْكك الرجلُ إِذا كان شديد السواد؛ قال الأَزهري: حقه من باب الثلاثي أُلحق بالرباعي.

  حشك: الحشَك: شدة الدِّرَّةِ في الضَّرْع، وقيل: سرعة تجمُّع اللبن فيه.

  وحَشَكَت الناقةُ في ضرعها لبناً تَحْشكه حَشْكاً وحُشُوكاً، وهي حَشُوك: جمعته؛ وكذلك قال عمرو ذو الكلب:

  يا ليتَ شِعْرِي عنكَ والأَمرُ أَمَمْ ... ما فَعَلَ اليومَ أُوَيْسٌ في الغَنَمْ؟

  صُبَّ لها في الريح مِرِّيخٌ أَشَمْ ... فاجْتالَ منها لَجْبةً ذات هَزَمْ،

  حاشِكَةَ الدِّرَّةِ ورْهاءَ الرَّخَمْ⁣(⁣١)

  والحَشْكُ: تركك الناقة لا تحلبها حتى يجتمع لبنها، وهي مَحْشُوكة.

  وحَشَكَها يَحْشِكها حشكاً إِذا تركها لا يحلبها حتى يجتمع اللبن في ضَرْعها؛ قال:

  غَدَتْ، وهي مَحْشُوكة حافِلٌ ... فَرَاح الذِّئارُ عليها صحيحا

  والاسم من كل ذلك الحَشَكُ كالنَّفْضِ والنَّفَضِ والقَبْضِ والقَبَض؛ قال زهير:

  كما استغاثَ، بِسَيْءٍ، فَزُّ غَيْطَلةٍ ... خاف العيونَ، فلم يُنْظَر به الحَشَكُ

  وقيل: أَراد الحَشْكَ فحرك للضرورة أَي لم تنتظِرْ به أُمُّه حُشوك الدِّرَّة.

  والحَشَكُ: اسم للدِّرَّة المجتمعة.

  وحَشَكَت الدرة تَحْشِكُ حَشكاً، بالتسكين، وحُشُوكاً: امتلأَت؛ وقيل الحَشْك والحَشَك لغتان.

  الجوهري: يقال ناقة حَشُوك وحَشُود للتي يجتمع اللبن في ضرعها سريعاً.

  وحَشَكْتُ الناقة: تركتها ولم أَحلبها حتى اجتمع لبنها؛ ومنه قول الشاعر:

  غَدَتْ وهي مَحْشوكة حافِلُ

  وحشَكت السحابة تَحْشِكَ حَشْكاً: كثر ماؤها.

  وحَشَكت النخلةُ، وهي حاشِك: كثر حملها.

  وحَشَكَ القومُ حَشْكاً: حَشَدُوا وتجمعُوا؛ قال الفراء: حَشَك القومُ وحَشَدوا بمعنى واحد.

  وحَشَكَ القوم على مياههم حَشَكاً، بفتح الشين: اجتمعوا؛ عن ثعلب، وخص بذلك بني سليم كأَنه إِنما فسر بذلك شعراً من أَشعارهم، وكل ذلك راجع إِلى معنى الكثرة.

  والرِّياح الحَوَاشِكُ: المختلفة، وقيل: الشديدة، واحدتها حاشكة؛ حكاه أَبو عبيد.

  وحَشَكَت الريح تَحْشِكُ حَشكاً أَي ضعفت واختلفت مَهَابُّها.

  ورياح حَواشِك: مختلفات المَهابِّ.

  والحِشَاك: الخشبة التي تشد في فم الجَدْي لئلا يرضع؛ قال الجوهري: الحِشَاك الشِّبَامُ؛ عن ابن دريد، وهو عود يُعَرَّض في فم الجدي ويشد في قفاه يمنعه من الرضاع، قال: ولم يعرف أَبو سعيد الشِّحَاكَ، بتقديم الشين.

  وحَشَك نَفسَه إِذا علاه البُهْر، والعرب تقول: اللهم اغفر لي قبل حَشْك النَّفَس وأَزِّ العروق؛ الحَشْك: اجتهادها في النزع الشديد.

  وأَزُّ العروق: ضَرَبانُها.

  وأَحْشَكْتُ الدابة إِذا أَقْضَمْتَها فَحَشِكَتْ أَي قَضِمَتْ.

  والحَشْكةُ من المطر: مثل الحَفْشة والغَبْيَة، وهي فوق البَغْشَةِ، وقد حَشَكت السماء تَحْشِك حَشْكاً.

  وحَشَكَت القَوْس: صلبت.

  قال أَبو حنيفة: إِذا كانت القوس طَرُوحاً ودامت على ذلك فهي حاشك؛ قال ساعدة


(١) قوله [مريخ] المريخ: كسكين السهم، لكن المراد به هنا الذئب على التشبيه لقوله فاجتال أي اختار، فإن الاختيار للذئب، أفاده شارح القاموس في م ر خ.