لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل السين المهملة]

صفحة 445 - الجزء 10

  والسُّنْبُك: حِسْمَى جُذامَ.

  وسُنْبُكُ كل شيء: أَوّلُه.

  يقال: كان ذلك على سُنْبُك فلانٍ أي على عهد ولايته وأَوَّلها.

  وأَصابنا سُنْبُكُ السماء: أَوَّلُ غَيْثَتها؛ قال الأَسود بن يَعفُرَ:

  ولقد أُرَجِّل لِمَّتي بعَشِيَّةٍ ... للشَّرْبِ، قبل سَنابِكِ المُرْتادِ

  ابن الأَعرابي: السُّنْبُكُ الخراجُ.

  سهك: السَّهَكُ: ريح كريهة تجدها من الإِنسان إذا عَرِقَ، تقول: إنه لَسَهِكُ الريح، وقد سَهِكَ سَهَكاً، وهو سَهِكٌ؛ قال النابغة:

  سهَكِينَ من صَدَإِ الحديد كأنهم ... تَحْتَ السَّنَوَّرِ، جِنَّةُ البَقَّارِ⁣(⁣١)

  ولولا لبسهم الدروع التي صَدِئَتْ ما وصفهم بالسَّهَكِ.

  والسَّهْكُ والسَّهَكَةُ: قبحُ رائحة اللحم إذا خَنِزَ.

  وسَهكَتِ الريحُ، وسَهَكَتِ الدابةُ سُهُوكاً: جَوَتْ جَرْياً خفيفاً، وقيل سهوكُها استِنانِها يميناً وشمالًا، وأساهيكها ضُروب جريها واستِنانُها يميناً وشمالًا، وأساهيكها ضُروب جديها واستِنانِها، أَنشد ثعلب:

  أَذْرَى أَساهِيكَ عَتِيقٍ أَلَّ

  أَراد ذي أَلّ وهو السرعة، وإن شئت قلت إنه وصفه بالمصدر.

  والمَسْهكُ: مَمَرُّ الريح.

  وفرس مَسْهَكٌ أي سريع الجري.

  الجوهري: والسَّهَكُ، بالتحريك، ريح السمك وصَدَأ الحديد.

  يقال: يدي من السمك وصَدَإ الحديد سَهِكة، كما يقال يدي من اللبن والزُّبْد وَضِرةٌ، ومن اللحم غَمِرة.

  وسَهْوَكْتُه فَتَسَهْوَك أَي أَدبر وهلك.

  وسَهَكه يَسْهَكه: لغة في سَحقَه.

  وسَهَك الشيء يَسْهَكه سَهْكاً: سَحقه، وقيل: السَّهْك الكَسْر والسَّحْق بعد السَّهْك.

  وسَهَكَتِ الريحُ الترابَ عن وجه الأَرض تَسْهَكه سَهْكاً: كسحقته، وذلك التراب سَيْهَكٌ.

  ويقال: سَهَكَتِ الريحُ إذا أَطارتْ ترابَها؛ قال الكُمَيْت:

  رَماداً أَطارَتْه السَّواهِكُ رِمْدَدا

  وريح ساهِكة وسَهُوك وسَيْهَكٌ وسَيْهُوكٌ وسَهُوج وسَيْهجٌ وسَيْهُوجٌ ومَسْهَكة: عاصف قاشرة شديدة المرور؛ وأَنشد:

  بساهكاتِ دُقَقٍ وجَلْجال

  وقال النَّمِر بن تَوْلَبٍ:

  وبَوارحُ الأَرْواحِ كلَّ عَشِيَّةٍ ... هَيْفٌ تَرُوحُ وسَيْهَكٌ تَجْرِي

  وسَهَكَتِ الريح أَي مَرَّتْ مَرّاً شديداً، والمَسْهكةُ: مَمَرُّها؛ قال أَبو كَبير الهُذَليّ:

  ومَعابِلًا صُلْعَ الظُّباتِ، كأَنها ... جَمْرٌ بمَسْهَكَةٍ تُشَبُّ لمُصْطَلي

  وفي الصحاح: بمعابل صلع الظباتِ.

  وبعَيْنِه ساهكٌ مثلُ العائر أَي رَمَد وحكة، ولا فعل له إنما هو من باب الكاهل والغارب.

  وخَطيب سَهَّاك: بليغ؛ عن كراع.

  والسَّهُوكُ: العُقابُ.

  والسَّهْوَكَة: الصَّرْعُ، وقد تَسَهْوَكَ.

  وفي النوادر: يقال سُهاكَةٌ من خَبَرٍ ولُهاوَة أَي تَعِلَّة كالكَذِب.

  وتقول: سَهَكْتُ العِطْرَ ثم سَحَقْتُه، فالسَّهْكُ كسرك إياه بالفِهْر ثم تَسْحَقه؛ وقول الأَعشى:

  وحَثَثْنَ الجِمالَ، يَسْهَكن بالباغِزِ ... والأُرْجُوانِ خَمْلَ القَطيفِ


(١) قوله [جنة البقار] تقدم انشاده في س ن ر: جبة البقاربالباء بدل النون وبضم الجيم بدل كسرها، وهو تحريف والصواب ما هنا جمع جنِّي. والبقار: اسم موضع كما في الديوان. وفي ياقوت: وقنة البقار، بضم القاف: جبيل لبني أسد، وينشد تحت السنور قنة البقار. ورواية البيت هنا تتفق وروايته في ديوان النابغة.