لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الصاد المهملة]

صفحة 457 - الجزء 10

  ورجل مِصَكّ: قوي شديد.

  وفي الحديث: على جمل مِصَكّ، بكسر الميم وتشديد الكاف؛ هو القوي الجسيم الشديد الخَلْق، وقيل: هو من الصَّكِّ احتكاكِ العُرقوبين.

  والأَصَكُّ: كالمِصَكّ؛ قال الفرزدق:

  قَبَحَ الإِله خُصاكُما، إذ أَنتما ... رِدْفانِ، فوق أَصَكَّ كاليَعْفورِ

  قال سيبويه: والأُنثى مِصَكَّة، وهو عزيز عنده لأَن مِفْعَلًا مِفْعَالًا قلما تدخل الهاء في مؤنثه.

  والصَّكَّةُ: شدَّة الهاجرة.

  يقال: لقيته صَكَّةَ عُمَيٍّ وصَكَّةَ أَعْمَى، وهو أَشد الهاجرة حرّاً، قال بعضهم: عُمَيٌّ اسم رجل من العماليق أَغار على قوم في وقت الظهيرة فاجتاحهم، فجرى به المثل؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

  صَكَّ بها عين الظهيرة غائراً ... عُمَيٌّ، ولم يَنْعَلْنَ إلَّا ظِلالَها

  ويقال: هو تصغير أَعمى مرخماً.

  وفي الحديث: كان يُسْتظل بظل جَفْنة عبد الله بن جُدْعانَ صَكَّةَ عُمَيٍّ، يريد في الهاجرة، والأَصل فيها أَن عميّاً مصغَّراً مرخم كأنه تصغير أعمى، وقيل إن عميّاً اسم رجل من عَدَوانَ كان يُفيض بالحج عند الهاجرة وشدة الحر، وقيل: إنه أَغار على قومه في حرّ الظهيرة فضرب به المثل فيمن يخرج في شدة الحر، يقال: لقيته صَكَّةَ عُمَيٍّ، وهذه الجَفْنة كانت لابن جدعان في الجاهلية يُطعم فيها الناس وكان يأكل منها القائم والراكب لعظمها، وكان له منادٍ ينادي: هَلُمَّ إلى الفالوذِ، وربما حضر طعامَه سيدُنا رسول الله، .

  وظَليم أَصَكُّ: لتقارب ركبتيه يُصيب بعضُها بعضاً إذا عدا؛ قال الشاعر:

  إنَّ بَني وَقْدانَ قومٌ سُكُّ ... مثْلُ النَّعامِ، والنَّعامُ صُكُّ

  الجوهري: ظَليم أَصَكُّ لأَنه أَرَحُّ طويل الرجلين ربما أَصاب لتَقاربِ ركبتيه بعضُها بعضاً إذا مشى.

  وفي الحديث: مَرَّ بجَدْيٍ أَصَكَّ ميِّتٍ؛ الصَّكَكُ: أَن تضرب إحدى الركبتين الأُخرى عند العدْو فتؤثر فيها أثراً، كأَنه لما رآه ميتاً قد تقلَّصت ركبتاه وصفه بذلك، أَو كأَنَّ شعر ركبتيه قد ذهب من الاصْطكاك وانْجَرَدَ فعرَّفه به، ويروى بالسين؛ ومنه كتاب عبد الملك إلى الحجاج: قاتلك الله، أُخَيْفِشَ العينين أَصَكَّ الرجلين والصَّكُّ: الكتاب، فارسيّ معرَّب، وجمعه أَصُكُّ وصُكُوكٌ وصِكَاك؛ قال أَبو منصور: والصك الذي يُكتبُ للعُهدة، معرَّب أَصله حَكَّ، ويُجمَعُ صِكَاكاً وصُكوكاً، وكانت الأَرزاق تسمى صِكاكاً لأَنها كانت تُخْرَجُ مكتوبة؛ ومنه الحديث في النهي عن شراء الصِّكاك والقُطُوط، وفي حديث أَبي هريرة: قال لمَرْوانَ أَحْلَلْتَ بيع الصِّكاك؛ هي جمع صَكّ وهو الكتاب، وذلك أَن الأُمراء كانوا يكتبون للناس بأرزاقهم وأَعْطياتهم كتباً فيبيعون ما فيها قبل أن يقبضوها مُعَجَّلًا، ويُعطُون المشتري الصَّكَّ ليمضي ويقبضه، فنُهوا عن ذلك لأَنه بيع ما لم يُقْبَض.

  وصَكَّ البابَ صَكَّاً: أَغلقه، وصَكَكْتُه: أَطبقته.

  والمِصَكُّ: المغلاق.

  والصَّكِيكُ: الضعيف؛ عن ابن الأَنباري، حكاه الهرويّ في الغريبين.

  أَبو عمرو: كان عبد الصمد بن عليّ قُعْدُداً وكانت فيه خَصْلة لم تكن في هاشميّ: كانت أَسنانه وأَضراسه كلها ملتصقة؛ قال: وهذا يسمى أَصَكَّ، قال الأَزهري: ويقال له الأَلَصُّ أَيضاً.