لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الشين المعجمة]

صفحة 513 - الجزء 1

  الرِّجالِ؛ قال ابن السكيت في قول عَدِيّ:

  تَصْبُو، وأَنَّى لَكَ التَّصابي؟ ... والرأْسُ قَدْ شابَه المَشِيبُ

  يعني بَيَّضَه المَشِيبُ، وليس معناه خَالَطَه؛ قال ابن برّي: هذا البيتُ زَعَم الجوهري أَنه لعَدِيٍّ، وهو لعَبِيدِ بنِ الأَبرَصِ؛ وقول الشاعر:

  قَدْ رابَه، ولِمِثْلِ ذلِكَ رَابَه ... وَقَعَ المَشِيبُ عَلى السَّوادِ، فشَابَه

  أَي بَيَّضَ مُسْوَدَّه.

  والأَشْيَبُ: المُبْيَضُّ الرأْس.

  وشَيَّبَه الحُزْنُ، وشَيَّبَ الحُزْنُ رَأْسَه، وبرأْسِه، وأَشابَ رَأْسَه وبِرَأْسِه، وقَوْمٌ شِيبٌ، ويجوز في الشِّعر شُيُبٌ، على التَّمامِ؛ هذا قولُ أَهلِ اللغة.

  قال ابن سيده: وعِندِي أَنَّ شُيُباً إِنما هو جمعُ شَائِبٍ، كما قالوا بازِلٌ وبُزُلٌ، أَو جمع شَيُوبٍ، على لُغةِ الحجازيِّين، كما قالوا دُجاجَةٌ بَيُوضٌ، ودُجاجٌ بُيُضٌ؛ وقول الرائد: وجَدْتُ عُشْباً وتَعَاشِيب، وكَمْأَةً شِيب، إِنما يعني به البِيضَ الكِبارَ.

  والشِّيبُ: جمعُ أَشْيَبَ.

  والشِّيبُ: الجِبالُ يَسْقُطُ عليها الثَّلْجُ، فتَشِيبُ به؛ وقول عَدِيٍّ ابنِ زيد:

  أَرِقْتُ لمُكْفَهِرٍّ، بَاتَ فيه ... بَوارِقُ، يَرْتَقِينَ رُؤُوسَ شِيبِ

  وقال بعضهم: الشِّيبُ ههنا سَحائِبُ بيضٌ، واحِدُها أَشْيَبُ؛ وقيل: هِيَ جِبالٌ مُبْيَضَّةٌ منَ الثَّلْجِ، أَو مِنَ الغُبارِ؛ وقيل: شِيبٌ اسمُ جَبَلٍ، ذكره الكُمَيْت، فقال:

  وما فُدُرٌ عَواقِلُ أَحْرَزَتْها ... عَمَاية، أَوْ تَضَمَّنَهُنَّ شِيبُ

  وشَيْبٌ شائِبٌ: أَرادُوا به المبالغةَ على حَدِّ قَوْلِهِم: شِعْرٌ شاعِرٌ، ولا فِعْلَ له.

  واشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً، نَصْبٌ على التَّمْييز؛ وقيل على المصدر، لأَنه حين قال: اشْتَعَلَ كأَنه قال شابَ فقال شَيْباً.

  وأَشابَ الرَّجُلُ: شابَ وَلَدُه، وكانت العرب تقولُ للبِكْرِ إِذا زُفَّتْ إِلى زَوْجِها، فدَخَلَ بها ولم يَفْتَرِعْها ليلةَ زِفافِها: باتت بلَيلةِ حُرَّةٍ؛ وإِن افْتَرَعَها تلك الليلة، قالوا: باتَتْ بلَيلَةِ شَيْباءَ؛ وقال عُرْوةُ بنُ الوَرْد:

  كلَيْلَةِ شَيْباءَ، التي لَسْتُ ناسِياً ... ولَيْلَتِنا، إِذْ مَنَّ، ما مَنَّ، قَرْمَلُ

  فكنت كليلةِ الشَّيْباءِ، هَمَّتْ ... بِمَنْعِ الشَّكْرِ، أَتْأَمَها القَبِيلُ

  وقيل: ياءُ شَيْباءَ بَدلٌ من واوٍ، لأَنَّ ماءَ الرَّجُلِ شابَ ماءَ المرأَةِ، غيرَ أَنَّا لَم نَسْمَعْهم قالوا بليلةِ شَوْباءَ؛ جَعَلوا هذا بَدلاً لازِماً كعِيدٍ وأَعيادٍ.

  وليلةُ شَيْباءَ: آخِرُ ليلةٍ من الشهرِ، ويومٌ أَشْيَبُ شَيْبان: فيه غَيْمٌ وصُرَّادٌ وبَرْدٌ.

  وشِيبانُ ومِلْحانُ: شَهْرا قِماحٍ، وهما أَشدُّ شهورِ الشِّتاءِ بَرْداً، وهما اللَّذان يقولُ مَن لا يَعْرِفُهما: كانونٌ وكانُونُ؛ قال الكميت:

  إِذا أَمْسَتِ الآفاقُ غُبْراً جُنُوبُها ... بشِيبانَ، أَو مِلْحانَ، واليَوْمُ أَشْهَبُ

  أَي من الثَّلْج؛ هكذا رواه ابن سَلَمة، بكسر الشينِ