لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الهمزة]

صفحة 15 - الجزء 11

  بالعراق، وإِنما سُمِّي القَنَا أَسَلاً تشبيهاً بطوله واستوائه؛ قال الشاعر:

  تَعدُو المَنايا على أُسامةَ في الخِيس ... عليه الطَّرْفاءُ والأَسَلُ

  والأَسَل: الرِّماح على التشبيه به في اعتداله وطوله واستوائه ودقة أَطرافه، والواحد كالواحد.

  والأَسَل: النَّبْل.

  والأَسَلة: شوكة النخل، وجمعها أَسَل.

  قال أَبو حنيفة: الأَسَل عِيدانٌ تنبت طِوَالاً دِقَاقاً مستوية لا ورق لها يُعْمَل منها الحُصُر.

  والأَسَل: شجر.

  ويقال: كل شجر له شوك طويل فهو أَسَل، وتسمى الرماح أَسَلاً.

  وأَسَلة اللسان: طَرَف شَبَاته إِلى مُسْتَدَقّه، ومنه قيل للصاد والزاي والسين أَسَلِيَّة، لأَن مبدأَها من أَسَلة اللسان، وهو مُسْتَدَقُّ طَرَفِه، والأَسَلة: مُسْتَدَقّ اللسان والذراع.

  وفي كلام عليّ: لم تَجِفَّ لطُول المناجاة أَسَلاتُ أَلسنتهم؛ هي جمع أَسَلة وهي طَرَف اللسان.

  وفي حديث مجاهد: إِن قُطِعَت الأَسَلة فبَيَّن بعض الحروف ولم يُبَيِّن بعضاً يُحْسَب بالحروف أَي تُقسم دية اللسان على قدر ما بقي من حروف كلامه التي ينطق بها في لُغَته، فما نَطَق به فلا يستحق ديته، وما لم ينطق به استحق ديته.

  وأَسَلة البعير: طَرَف قَضيبه.

  وأَسَلة الذراع: مُسْتَدَقّ الساعد مما يلي الكف.

  وكَفٌّ أَسِيلة الأَصابع: وهي اللطيفة السَّبْطة الأَصابع.

  وأَسْل الثَّرى: بَلَغ الأَسَلة.

  وأَسَلة النَّصْل: مُسْتَدَقُّه.

  والمُؤَسَّل: المُحَدَّد من كل شيء.

  وروي عن عليّ، #، أنه قال: لا قَوَد إِلا بالأَسَل؛ فالأَسَل عند عليّ، #: كل ما أُرِقَّ من الحديد وحُدِّد من سيف أَو سكين أَو سِنان، وأَصل الأَسَل نبات له أَغصان دِقاق كثيرة لا وَرَق لها.

  وأَسَّلْت الحديد إِذا رَقَّقْتَه؛ وقال مُزاحِم العُقَيلي:

  تَبارى سَدِيساها، إِذا ما تَلَمَّجَتْ ... شَباً مِثْلَ إِبزِيمِ السِّلاحِ المُؤَسَّل

  وقال عمر: وإِياكم وحَذْف الأَرنب⁣(⁣١) بالعصا وليُذَكِّ لكم الأَسَل الرِّماح والنَّبْل؛ قال أَبو عبيد: لم يُرد بالأَسل الرماح دون غيرها من سائر السلاح الذي حُدِّد ورُقِّق، وقوله الرماح والنبل يردّ قول من قال الأَسل الرماح خاصة لأَنه قد جعل النبل مع الرماح أَسَلاً، والأَصل في الأَسل الرماح الطِّوال وحدها، وقد جعلها في هذا الحديث كنايةً عن الرماح والنبل معاً، قال: وقيل النبل معطوف على الأَسل لا على الرماح، والرماح بيان للأَسَل وبدل؛ وجمع الفرزدق الأَسَل الرماحَ أَسَلاتٍ فقال:

  قَدْ مات في أَسَلاتِنا، أَو عَضَّه ... عَضْبٌ برَوْنَقِه المُلوكُ تُقَتَّلُ

  أَي في رماحنا.

  والأَسَلة: طَرَف السِّنان، وقيل للقَنا أَسَل لِما رُكِّب فيها من أَطراف الأَسِنَّة.

  وأُذُن مُؤَسَّلة: دقيقة مُحَدَّدة مُنْتَصبة.

  وكل شيء لا عوج فيه أَسَلة.

  وأَسَلة النعل: رأْسُها المسْتدِقّ.

  والأَسِيلُ: الأَمْلس المستوي، وقد أَسُل أَسالة.

  وأَسُل خَدُّه أَسالة: امَّلَسَ وطال.

  وخدٌّ أَسِيل: وهو السهل الليِّن، وقد أَسُل أَسالة.

  أَبو زيد: من الخدود الأَسِيلُ وهو السهل اللين الدقيق المستوي والمسنون اللطيف الدقيق الأَنف.

  ورجل أَسِيل الخَدِّ


(١) قوله [وإياكم وحذف الأرنب] عبارة الأشموني في شرح الألفية: وشذ، التحذير بغير ضمير المخاطب نحو إياي في قول عمر، ¥: لتذك لكم الأسل والرماح والسهام وإياي وان يحذف أحدكم الأرنب.