لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الهمزة]

صفحة 25 - الجزء 11

  التهذيب: الأَلِيل الأَنين؛ قال الشاعر:

  أَما تراني أَشتكي الأَلِيلا

  أَبو عمرو: يقال له الوَيْل والأَلِيل، والأَليل الأَنين؛ وأَنشد لابن مَيّادة:

  وقُولا لها: ما تَأْمُرينَ بوامقٍ ... له بَعْدَ نَوْماتِ العُيُونِ أَلِيلُ؟

  أَي تَوَجُّع وأَنين؛ وقد أَلَّ يَئِلُّ أَلاً وأَلِيلاً.

  قال ابن بري: فسر الشيباني الأَلِيل بالحَنين؛ وأَنشد المرّار:

  دَنَوْنَ، فكُلُّهنَّ كَذَاتِ بَوٍّ ... إِذا حُشِيَت سَمِعْتَ لها أَلِيلا

  وقد أَلَّ يئِلُّ وأَلَّ يؤُلُّ أَلاً وأَلَلاً وأَلِيلاً: رفع صوته بالدعاء.

  وفي حديث عائشة: أَن امرأَة سأَلت عن المرأَة تَحْتَلِم فقالت لها عائشة: تَرِبَتْ يَدَاك وأَلَّتْ وهل ترى المرأَة ذلك؟ أَلَّتْ أَي صاحت لما أَصابها من شدّة هذا الكلام، ويروى بضم الهمزة مع تشديد اللام، أَي طُعِنَت بالأَلَّة وهي الحَرْبة؛ قال ابن الأَثير: وفيه بُعد لأَنه لا يلائم لفظ الحديث.

  والأَلِيلُ والأَلِيلة: الثُّكْلُ؛ قال الشاعر:

  فَلِيَ الأَلِيلةُ، إِن قَتَلْتُ خُؤُولتي ... ولِيَ الأَلِيلَة إِنْ هُمُ لم يُقْتَلوا

  وقال آخر:

  يا أَيها الذِّئْبُ، لك الأَلِيل ... هل لك في باعٍ كما تقول؟⁣(⁣١)

  قال: معناه ثَكِلتك أُمُّك هل لك في باع كما تُحِبُّ؛ قال الكُمَيت:

  وضِياءُ الأُمُور في كل خَطْبٍ ... قيل للأُمَّهاتِ منه الأَلِيل

  أَي بكاء وصياح من الأَلَلِيِّ؛ وقال الكميتُ أَيضاً:

  بضَرْبٍ يُتْبِعُ الأَلَلِيّ منه ... فَتاة الحَيِّ، وَسْطَهُمُ، الرَّنِينا

  والأَلُّ، بالفتح: السُّرْعةُ والبريق ورفع الصوت، وجمع أَلَّة للحَرْبة.

  والأَلِيلُ: صَلِيلُ الحَصَى، وقيل: هو صليل الحَجَر أَيًّا كان؛ الأُولى عن ثعلب.

  والأَلِيل: خَرِيرُ الماءِ.

  وأَلِيلُ الماءِ: خَرِيرُه وقَسِيبُه.

  وأَلِلَ السِّقاء، بالكسر، أَي تغيرت ريحه، وهذا أَحد ما جاء بإِظهار التضعيف.

  التهذيب: قال عبد الوهاب أَلَّ فلان فأَطال المسأَلة إِذا سأَل، وقد أَطال الأَلَّ إِذا أَطال السؤَال؛ وقول بعض الرُّجّاز:

  قَامَ إِلى حَمْراءَ كالطِّرْبال ... فَهَمَّ بالصَّحْن بلا ائتِلال،

  غَمامةً تَرْعُدُ من دَلال

  يقول: هَمَّ اللبَن في الصَّحن وهو القَدَح، ومعنى هَمَّ حَلَب، وقوله بلا ائتلال أَي بلا رفق ولا حُسْن تَأَتٍّ للحَلْب، ونَصَب الغَمامةَ بِهَمَّ فشَبَّه حَلب اللبن بسحابة تُمْطِر.

  التهذيب: اللحياني: في أَسنانه يَلَلٌ وأَلَلٌ، وهو أَن تُقْبل الأَسنان على باطن الفم.

  وأَلِلَتْ أَسنانُه أَيضاً: فسدت.

  وحكى ابن بري: رجل مِئَلٌّ يقع في الناس.

  والإِلُّ: الحِلْف والعَهْد.

  وبه فسَّر أَبو عبيدة قوله تعالى: لا يَرْقُبون في مؤمن إِلٌّا ولا ذمة.

  وفي حديث أُم زرع: وَفِيُّ الإِلِّ كرِيمُ الخِلِّ؛ أَرادت أَنها وَفِيَّة العهد، وإِنما ذُكِّر لأَنه إِنما ذُهِبَ به إِلى


(١) قوله [في باع] كذا في الأصل، وفي شرح القاموس: في راع، بالراء.