لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الصاد المهملة]

صفحة 535 - الجزء 1

  قبلَها، بدليل قولهم مَلائكة، فأُعيدت الهمزة في الجمع، وبقول الشاعر: ولكن لمْلأَك، فأَعاد الهمزة، والأَصل في الهمزة أَن تكون قبل اللام لأَنه من الأَلُوكَة، وهي الرسالة، فكأَنَّ أَصلَ مَلأَكٍ أَن يكون مأْلَكاً، وإِنما أَخروها بعد اللام ليكون طريقاً إِلى حذفها، لأَن الهمزة متى ما سكن ما قبلها، جاز حذفها وإِلقاء حركتها على ما قبلها.

  والصَّوْبُ مثل الصَّيْبِ، وتقول: صابَه المَطَرُ أَي مُطِرَ.

  وفي حديث الاستسقاء: اللهم اسقِنا غيثاً صَيِّباً؛ أَي مُنْهَمِراً متدفقاً.

  وصَوَّبْتُ الفرسَ إِذا أَرسلته في الجَرْيِ؛ قال امرؤُ القيس:

  فَصَوَّبْتُه، كأَنه صَوْبُ غَبْيَةٍ ... على الأَمْعَزِ الضاحي، إِذا سِيطَ أَحْضَرا

  والصَّوابُ: ضدُّ الخطإِ.

  وصَوَّبه: قال له أَصَبْتَ.

  وأَصابَ: جاءَ بالصواب.

  وأَصابَ: أَراد الصوابَ؛ وأَصابَ في قوله، وأَصابَ القِرْطاسَ، وأَصابَ في القِرْطاس.

  وفي حديث أَبي وائل: كان يُسْأَلُ عن التفسير، فيقول: أَصابَ اللَّه الذي أَرادَ، يعني أَرادَ اللَّه الذي أَرادَ؛ وأَصله من الصواب، وهو ضدُّ الخطإِ.

  يقال أَصاب فلانٌ في قوله وفِعْلِه؛ وأَصابَ السهمُ القِرْطاسَ إِذا لم يُخْطِئْ؛ وقولٌ صَوْبٌ وصَوابٌ.

  قال الأَصمعي: يقال أَصابَ فلانٌ الصوابَ فأَخطأَ الجواب؛ معناه أَنه قَصَدَ قَصْدَ الصوابِ وأَراده، فأَخْطَأَ مُرادَه، ولم يَعْمِدِ الخطأَ ولم يُصِبْ.

  وقولهم: دَعْني وعليَّ خطَئي وصَوْبي أَي صَوابي؛ قال أَوسُ بن غَلْفاء:

  أَلا قالَتْ أُمامةُ يَوْمَ غُولٍ ... تَقَطَّع، بابنِ غَلْفاءَ، الحِبالُ:

  دَعِيني إِنما خَطَئي وصَوْبي ... عليَّ، وإِنَّ ما أَهْلَكْتُ مالُ

  وإِنَّ ما: كذا منفصلة.

  قوله: مالُ، بالرفع، أَي وإِنَّ الذي أَهلكتُ إِنما هو مالٌ.

  واسْتَصْوَبَه واسْتَصابَه وأَصابَه: رآه صَواباً.

  وقال ثعلب: اسْتَصَبْتُه قياسٌ.

  والعرب تقول: اسْتَصْوَبْتُ رأْيَك.

  وأَصابه بكذا: فَجَعَه به.

  وأَصابهم الدهرُ بنفوسهم وأَموالهم.

  جاحَهُم فيها فَفَجَعَهم.

  ابن الأَعرابي: ما كنتُ مُصاباً ولقد أُصِبْتُ.

  وإِذا قال الرجلُ لآخر: أَنتَ مُصابٌ، قال: أَنتَ أَصْوَبُ مِني؛ حكاه ابن الأَعرابي؛ وأَصابَتْه مُصِيبةٌ فهو مُصابٌ.

  والصَّابةُ والمُصِيبةُ: ما أَصابَك من الدهر، وكذلك المُصابةُ والمَصُوبة، بضم الصاد، والتاء للداهية أَو للمبالغة، والجمع مَصاوِبُ ومَصائِبُ، الأَخيرة على غير قياس، تَوَهَّموا مُفْعِلة فَعِيلة التي ليس لها في الياءِ ولا الواو أَصل.

  التهذيب: قال الزجَّاج أَجمع النحويون على أَنْ حَكَوْا مَصائِبَ في جمع مُصِيبة، بالهمز، وأَجمعوا أَنَّ الاختيارَ مَصاوِبُ، وإِنما مَصائبُ عندهم بالهمز من الشاذ.

  قال: وهذا عندي إِنما هو بدل من الواو المكسورة، كما قالوا وسادة وإِسادة؛ قال: وزعم الأَخفش أَن مَصائِبَ إِنما وقعت الهمزة فيها بدلاً من الواو، لأَنها أُعِلَّتْ في مُصِيبة.

  قال الزجّاج: وهذا رديء لأَنه يلزم أَن يقال في مَقَام مَقَائِم، وفي مَعُونة مَعائِن.

  وقال أَحمدُ بن يحيى: مُصِيبَة كانت في الأَصل مُصْوِبة.

  ومثله: أَقيموا الصلاة، أَصله أَقْوِمُوا، فأَلْقَوْا حركةَ الواو على القاف فانكسرت، وقلبوا الواو ياء لكسرة القاف.

  وقال الفراء: يُجْمَعُ