لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الضاد المعجمة]

صفحة 549 - الجزء 1

  والضَّرْبُ من بيت الشِّعْر: آخرُه، كقوله: [فَحَوْمَلِ] من قوله:

  بسقْطِ اللِّوَى بين الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ

  والجمع: أَضْرُبٌ وضُرُوبٌ.

  والضَّوارِبُ: كالرِّحابِ في الأَوْدية، واحدها ضارِب.

  وقيل: الضارِبُ المكان المُطمئِنّ من الأَرضِ به شَجَرٌ، والجمعُ كالجَمع، قال ذو الرمة:

  قد اكْتَفَلَتْ بالحَزْنِ، واعْوَجَّ دُونَها ... ضَواربُ، من غَسَّانَ، مُعْوَجَّةٌ سَدْرَا⁣(⁣١)

  وقيل: الضارِبُ قِطْعة من الأَرض غليظة، تَسْتَطِيلُ في السَّهْل.

  والضارِبُ: المكانُ ذو الشجر.

  والضَّارِبُ: الوادي الذي يكون فيه الشجر.

  يقال: عليك بذلك الضَّارِبِ فأَنْزِلْه؛ وأَنشد:

  لَعمرُكَ إِنَّ البيتَ بالضارِبِ الذي ... رَأَيتَ، وإِنْ لم آتِه، لِيَ شَائِقُ

  والضاربُ: السابحُ في الماءِ؛ قال ذو الرمة:

  لياليَ اللَّهْوِ تُطْبِينِي فأَتْبَعُه ... كأَنَّنِي ضارِبٌ في غَمْرةٍ لَعِبُ

  والضَّرْبُ: الرَّجل الخفيفُ اللحم؛ وقيل: النَّدْبُ الماضي الذي ليس برَهْل؛ قال طرفة:

  أَنا الرجلُ الضَّرْبُ، الذي تَعْرِفُونَه ... خَشاشٌ كرأْسِ الحَيَّةِ المُتَوَقِّدِ

  وفي صفة موسى، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: أَنه ضَرْبٌ من الرجال؛ هو الخفيف اللحم، المَمْشُوقُ المُسْتَدِقُّ.

  وفي رواية: فإِذا رجلٌ مُضْطَرِبٌ رَجْلُ الرأْسِ، وهو مُفتَعلٌ من الضَّرْبِ، والطاء بدل من تاء الافتعال.

  وفي صفة الدجال: طُوَالٌ ضَرْبٌ من الرجال؛ وقول أَبي العِيالِ:

  صُلاةُ الحَرْبِ لم تُخْشِعْهُمُ ... ومَصَالِتٌ ضُرُبُ

  قال ابن جني: ضُرُبٌ جمع ضَرْبٍ، وقد يجوز أَن يكون جمع ضَرُوب.

  وضَرَّبَ النَّجَّادُ المُضَرَّبةَ إِذا خاطَها.

  والضَّريبة: الطبيعة والسَّجِيَّة، وهذه ضَريبَتُه التي ضُرِبَ عليها وضُرِبَها.

  وضُرِبَ، عن اللحياني، لم يزد على ذلك شيئاً أَي طُبِعَ.

  وفي الحديث: أَنَّ المُسْلِمَ المُسَدِّدَ لَيُدْرِكُ دَرَجةَ الصُّوَّامِ، بحُسنِ ضَرِيبَتِه أَي سَجِيَّته وطبيعته.

  تقول: فلانٌ كَريمُ الضَّرِيبة، ولَئيم الضَّرِيبةِ، وكذلك تقول في النَّحِيتَةِ والسَّلِيقةِ والنَّحِيزَة والتُّوس؟ والسُّوسِ والغَرِيزةِ والنِّحَاسِ والخِيمِ.

  والضَّريبةُ: الخلِيقةُ.

  يقال: خُلِقَ الناسُ على ضَرَائبَ شَتَّى.

  ويقال: إِنه لكريمُ الضَّرائبِ.

  والضَّرْبُ: الصِّفَة.

  والضَّرْبُ: الصِّنْفُ من الأَشياءِ.

  ويقال: هذا من ضَرْبِ ذلك أَي من نحوه وصِنْفِه، والجمع ضُروبٌ؛ أَنشد ثعلب:

  أَراكَ من الضَّرْبِ الذي يَجْمَعُ الهَوَى ... وحَوْلَكَ نِسْوانٌ، لَهُنَّ ضُرُوبُ

  وكذلك الضَّرِيبُ.

  وضَرَبَ اللَّه مَثَلاً أَي وَصَفَ وبَيَّن، وقولهم: ضَرَبَ له المثلَ بكذا، إِنما معناه بَيَّن له ضَرْباً من الأَمثال أَي صِنْفاً منها.

  وقد تَكَرَّر في الحديث


(١) قوله [من غسان] الذي في المحكم من خفان بفتح فشدّ أيضاً ولعله روي بهما إذ هما موضعان كما في ياقوت وأنشده في ك ف ل تجتابه سدرا وأنشده في الأَساس مجتابة سدراً.