[فصل الضاد المعجمة]
  شيء، وهو الضَّهْلُ والضَّهُول.
  وضَهَلَه يَضْهَله أَي دفع إِليه شيئاً قليلاً من الماء الضَّهْل.
  وعَطِيَّةٌ ضَهْلةٌ أَي نَزْرة.
  ويقال: هل ضَهَلَ إِليك خَيْرٌ أَي وَقَع.
  وبئر ضَهُولٌ إِذا كان يخرج ماؤها قليلاً قليلاً.
  وضَهَل الشَّرابُ: قَلَّ ورَقَّ ونَزُرَ، وضَحَلَ صار كالضَّحْضاح، وأَعطاه ضَحْلةً من مال أَي عَطِيَّةً نَزْرةً.
  وضَهَلَه حقَّه: نَقَصَه إِياه أَو أَبْطَلَه عليه، من الضَّهْل وهو الماء القليل، كما قالوا أَحْبَضَه إِذا نَقَصَه حَقَّه أَو أَبطله، من قولهم حَبَضَ ماءُ الرَّكيَّة يَحْبِض إِذا نَقَصَ.
  وقال يحيى بن يَعْمَر لرجل خاصَمَتْه امرأَتُه فماطَلَها في حَقِّها: أَأَنْ سأَلَتْك ثَمَنَ شَكْرِها وشَبرِك أَنْشأْتَ تطُلُّها وتَضْهَلُها؛ وروى الأَزهري في تفسير تَضْهَلُها قال: تُمَصِّر عليها العَطاء، أَصله من بئر ضَهُول إِذا كان ماؤُها يخرج من جَوانبها، وغُرْزُ الماء إِذا نَبَع من قَرارِها.
  وقال المبرد في قوله تَطُلُّها: أَي تسعى في بطلان حقها، أُخِذَ من الدَّمِ المَطْلول، وشَكْرُها فَرْجُها؛ قال الشاعر:
  صَناعٌ بإِشْفاها حَصانٌ بشَكْرِها
  أَي عَفِيفة الفَرْج، وقيل في قوله تَضْهَلُها: تَرُدُّها إِلى أَهْلها وتخرجها، من قولك ضَهَلْت إِلى فلان إِذا رَجَعت إِليه.
  وهل ضَهَلَ إِليك من مالك شيءٌ أَي هل عاد، وقيل: تَضْهَلُها أَي تَعْطِيها شيئاً قليلاً.
  وضَهْيَلَ الرجلُ إِذا طال سَفَره واستفاد مالاً قليلاً.
  قال أَبو عمرو: الضَّهْلُ المال القليل.
  أَبو زيد: يقال ما ضَهَلَ عندك من المال أَي ما اجتمع عندك منه.
  اللحياني: يقال قد أَضْهَلْت إِلى فلان مالاً أَي صَيَّرته إِليه.
  وأَضْهَل النخلُ إِذا أَبصرت فيه الرُّطَب.
  وأَضْهَلَ البُسْرُ إِذا بدا فيه الإِرْطاب.
  وضَهَلَ إِليه يَضْهَل ضَهْلاً: رَجَع، وقيل: هو أَن يرجع إِليه على غير وجه القِتال والمُغالَبة.
  وفلان تَضْهَل إِليه الأُمورُ أَي تَرْجِع.
  ضيل: الضَّالُ: السِّدْر البَرِّيُّ، غير مهموز، والضَّالُ من السَّدْر: ما كان عِذْياً، واحدته ضالَةٌ؛ ومنه قول ابن مَيَّادة:
  قَطَعْتُ بمِصْلالِ الخِشاشِ يَرُدُّها ... على الكُرْه منها، ضالَةٌ وجَدِيلُ(١)
  يريد الخِشاشةَ المُتَّخذة من الضالِ.
  وأَضْيَلَت الأَرْضُ وأَضالَتْ إِذا صار فيها الضَّالُ مثل أَغْيَلَتْ وأَغالَتْ.
  وفي الحديث: قال لجرير أَيْنَ مَنْزلُك؟ قال: بأَكناف بِيشَةَ بين نَخْلَةٍ وضالَةٍ؛ الضالَة، بتخفيف اللام: واحدة الضَّالِ، وهو شَجَر السِّدر من شجر الشَّوْكِ، فإِذا نَبَت على شَطِّ الأَنهار قيل له العُبْرِيُّ، وأَلفه منقلبة عن الياء.
  وأَضْيَلَ المكانُ وأَضالَ: أَنْبَتَ الضَّالَ؛ عن أَبي حنيفة عن الفراء، وإِليه ترك ابن جني ما وجده مضبوطاً بخط جَعْفر بن دِحْيةَ رَجُلٍ من أَصحاب ثعلب من الضَّأْل مهموزاً، قال ابن جني: وأَردت أَن أَحْمِله على الضَّئِيل الذي هو الشَّخْت لأَن الضَّالَ هو السِّدْر الجَبَلي، والجَبَليُّ أَرَقُّ عوداً من النَّهْري، حتى وجدت بخط أَبي إِسحق أَضْيَلَ المكانُ، فاطَّرَحْتُ ما وجدته بخَطِّ جعفر.
  قال أَبو حنيفة: الضَّالُ يَنْبُت في السُّهُول والوُعُور، وقَوْسُ الضَّالِ إِذا بُرِيَتْ بُرِيَتْ جَزْلةً ليكون أَقوى لها، وإِنما يُحْتَمَل ذلك منها لخِفَّة عُودِها؛ قال الأَعشى:
  لاحَه الصَّيْفُ والغِيارُ وإِشْفاقٌ ... على سَقْبَةٍ، كقَوْسِ الضَّالِ
(١) قوله [قطعت إلى قوله من الضال] هذه عبارة الجوهري، قال الصاغاني: وهي تصحيف والرواية ضانة، بالنون، وهي البرة.