لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الطاء المهملة]

صفحة 405 - الجزء 11

  لمَّا رأَتْ بُعَيْلَها زِنْجِيلا ... طَفَنْشَلاً لا يَمْنَعُ الفَصِيلا

  قالت له مقالةً تَفْصِيلا: ... ليْتَكَ كُنْت حَيْضةً تَمْصيلا

  قال: أَنشَدَنيه الإِيادِيُّ كذلك.

  طلل: الطَّلُّ: المَطَرُ الصِّغارُ القَطر الدائمُ، وهو أَرْسخُ المطر نَدًى.

  ابن سيده: الطَّلُّ أَخَفُّ المطر وأَضعفه ثم الرَّذاذُ ثم البَغْش، وقيل: هو النَّدى، وقيل: فوق النَّدى ودون المطر، وجمعه طِلالٌ؛ فأَما قوله أَنشده ابن الأَعرابي:

  مثل النَّقا لبَّدَه ضَرْبُ الطَّلَل

  فإِنه أَراد ضرْب الطَّلِّ ففَكَّ المُدْغَم ثم حرَّكه، ورواه غيره ضربُ الطِّلل، أَراد ضرب الطِّلال فحذف أَلف الجمع.

  ويومٌ طَلٌّ: ذو طَلٍّ.

  وطُلَّت الأَرضُ طَلاً: أَصابها الطَّلُّ، وطلَّت فهي طَلَّةٌ: ندِيَتْ، وطلَّها النَّدى، فهي مطلولةٌ.

  وقالوا في الدعاء: طُلَّتْ بلادُك وطَلَّتْ، فطُلَّت: أُمْطِرت، وطَلَّت: نديَتْ.

  وقال أَبو إِسحق: طُلَّتْ، بالضم لا غير.

  يقال: رحُبَتْ بلادُك وطُلَّتْ، بالضم، ولا يقال طَلَّتْ لأَن الطَّلَّ لا يكون منها إِنما هي مفعولة، وكل ندٍ طَلٌّ.

  وقال الأَصمعي: أَرضٌ طلَّة نديَةٌ وأَرضٌ مطلولة من الطَّلِّ.

  وطلَّت السماءُ: اشْتَدَّ وقعُها.

  والمُطَلِّل: الضَّباب، ويقال للنَّدى الذي تخرجه عروق الشجر إِلى غصونها طَلٌّ.

  وفي حديث أَشراط الساعة: ثم يُرْسِل الله مطراً كأَنه الطَّلُّ؛ الطَّلُّ: الذي ينزل من السماء في الصَّحْو، والطَّلُّ أَيضاً: أَضعف المطر.

  والطَّلُّ: قِلَّة لَبن الناقة، وقيل: هو اللبن قَلَّ أَو كَثُر.

  والمطلول: اللَّبَن المَحْضُ فوقه رغْوة مصبوبٌ عليه ماءٌ فتَحْسبُه طَيِّباً وهو لا خير فيه؛ قال الراعي:

  وبحَسْب قَوْمِك، إِن شَتَوْا، مطلولةٌ ... شَرَع النَّهار، ومَذْقةٌ أَحياناً

  وقيل: المَطْلولة هنا جِلدة موْدُونة بلبن مَحْضٍ يأْكلونها.

  وقالوا: ما بها طَلٌّ ولا ناطِلٌ، فالطَّلُّ اللبن، والنَّاطِلُ الخمر.

  وما بها طَلٌّ أَي طِرْقٌ.

  ويقال: ما بالناقة طَلٌّ أَي ما بها لبن.

  والطُّلَّى: الشَّرْبة من الماء.

  والطَّلُّ: هَدْرُ الدَّم وقيل: هو أَن لا يُثْأَر به أَو تُقْبَل ديَتُه، وقد ظلَّ الدمُ نفسُه طلاً وطَلَلْتُه أَنا؛ قال أَبو حيَّة النُّميري:

  ولكنْ، وبَيْتِ الله، ما طلَّ مُسْلِماً ... كغُرِّ الثَّنايا واضحاتِ المَلاغِم

  وقد طُلَّ طَلاً وطُلولاً، فهو مطلولٌ وطَليلٌ، وأُطِلَّ وأَطَلَّه الله.

  الجوهري: طَلَّه الله وأَطَلَّه أَي أَهدره.

  أَبو زيد: طُلَّ دَمُه، فهو مطلولٌ؛ قال الشاعر:

  دِماؤُهُم ليس لها طالِبٌ ... مطلولةٌ مثل دَمِ العُذْرَه

  أَبو زيد: طُلَّ دَمُه وأَطَلَّه الله، ولا يقال طَلَّ دَمُه، بالفتح، وأَبو عبيدة والكسائي يقولانه.

  ويقال: أُطِلَّ دَمُه؛ أَبو عبيدة: فيه ثلاث لغات: طَلَّ دَمُه وطُلَّ دَمُه وأُطِلَّ دَمُه.

  والطُّلَّاءُ: الدَّمُ المطلول؛ قال الفارسي: همزته منقلبة عن ياء مُبْدَلةٍ من لام وهو عنده من مُحَوّل التضعيف، كما قالوا لا أَمْلاه يريدون لا أَمَلُّه.

  وفي الحديث: أَن رجلاً عَضَّ يَدَ رجل