[فصل الظاء المعجمة]
  ويروى:
  لقد سِرْتُ غَوْرِيَّ البِلادِ وجَلْسَها
  والظِّلَّة: الظِّلال.
  والظِّلال: ظِلال الجَنَّة؛ وقال العباس بن عبد المطلب:
  مِنْ قَبْلِها طِبْتَ في الظِّلال وفي ... مُسْتَوْدَعٍ، حَيْثُ يُخْصَفُ الوَرَقُ
  أَراد ظِلال الجنات التي لا شمس فيها.
  والظِّلال: ما أَظَلَّكَ من سَحابٍ ونحوه.
  وظِلُّ الليلِ: سَوادُه، يقال: أَتانا في ظِلِّ الليل؛ قال ذو الرُّمَّة:
  قد أَعْسِفُ النَّازِحَ المَجْهولَ مَعْسِفُه ... في ظِلِّ أَخْضَرَ يَدْعُو هامَه البُومُ
  وهو استعارة لأَن الظِّلَّ في الحقيقة إِنما هو ضوء شُعاع الشمس دون الشُّعاع، فإِذا لم يكن ضَوْءٌ فهو ظُلْمة وليس بظِلٍّ.
  والظُّلَّةُ أَيضاً(١): أَوّل سحابة تُظِلُّ؛ عن أَبي زيد.
  وقوله تعالى: يَتَفَيَّأُ ظِلاله عن اليمين؛ قال أَبو الهيثم: الظِّلُّ كلُّ ما لم تَطْلُع عليه الشمسُ فهو ظِلٌّ، قال: والفَيْء لا يُدْعى فَيْئاً إِلا بعد الزوال إِذا فاءت الشمسُ أَي رَجَعَتْ إِلى الجانب الغَرْبيِّ، فما فاءت منه الشمسُ وبَقِيَ ظِلاً فهو فَيْء، والفَيْءُ شرقيٌّ والظِّلُّ غَرْبيٌّ، وإِنما يُدْعى الظِّلُّ ظِلاً من أَوَّل النهار إِلى الزوال، ثم يُدْعى فيئاً بعد الزوال إِلى الليل؛ وأَنشد:
  فلا الظِّلَّ من بَرْدِ الضُّحَى تَسْتَطِيعُه ... ولا الفَيْءَ من بَرْدِ العَشِيِّ تَذُوق
  قال: وسَوادُ اللَّيلِ كلِّه ظِلٌّ، وقال غيره: يقال أَظَلَّ يومُنا هذا إِذا كان ذا سحاب أَو غيره وصار ذا ظِلٍّ، فهو مُظِلٌّ.
  والعرب تقول: ليس شيء أَظَلَّ من حَجَر، ولا أَدْفأَ من شَجَر، ولا أَشَدَّ سَواداً من ظِلّ؛ وكلُّ ما كان أَرْفع سَمْكاً كان مَسْقَطُ الشَّمس أَبْعَد، وكلُّ ما كان أَكثر عَرْضا وأَشَد اكتنازاً كان أَشد لسَوادِ ظِلِّه.
  وظِلُّ الليل: جُنْحُه، وقيل: هو الليل نفسه، ويزعم المنجِّمون أَن الليل ظِلٌّ وإِنما اسْوَدَّ جدّاً لأَنه ظِلُّ كُرَة الأَرض، وبِقَدْر ما زاد بَدَنُها في العِظَم ازداد سواد ظِلِّها.
  وأَظَلَّتْني الشجرةُ وغيرُها، واسْتَظَلَّ بالشجرة: اسْتَذْرى بها.
  وفي الحديث: إِنَّ في الجنة شَجَرةً يَسِير الراكبُ في ظِلِّها مائةَ عامٍ أَي في ذَراها وناحيتها.
  وفي قول العباس: مِنْ قَبْلِها طِبْتَ في الظِّلال؛ أَراد ظِلال الجنة أَي كنتَ طَيِّباً في صُلْب آدم حيث كان في الجنة، وقوله من قبلها أَي من قبل نزولك إِلى الأَرض، فكَنى عنها ولم يتقدم ذكرها لبيان المعنى.
  وقوله ø: ولله يَسْجُد مَنْ في السماوات والأَرض طَوْعاً وكَرْهاً وظِلالُهُم بالغُدُوِّ والآصال؛ أَي ويَسْجُد ظِلالُهم؛ وجاء في التفسير: أَن الكافر يَسْجُدُ لغير الله وظِلُّه يسجد لله، وقيل ظِلالُهم أَي أَشخاصهم، وهذا مخالف للتفسير.
  وفي حديث ابن عباس: الكافر يَسْجُد لغير الله وظِلُّه يَسْجُد لله؛ قالوا: معناه يَسْجُد له جِسْمُه الذي عنه الظِّلُّ.
  ويقال للمَيِّت: قد ضَحَا ظِلُّه.
  وقوله ø: ولا الظِّلُّ ولا الحَزورُ؛ قال ثعلب: قيل الظِّلُّ هنا الجنة، والحَرور النار، قال: وأَنا أَقول الظِّلُّ الظِّلُّ بعينه، والحَرُور الحَرُّ بعينه.
  واسْتَظَلَّ الرجلُ: اكْتَنَّ بالظِّلِّ.
  واسْتَظَلَّ بالظِّلِّ: مال إِليه وقَعَد فيه.
(١) قوله [والظلة أيضاً الخ] هذه بقية عبارة للجوهري ستأتي، وهي قوله: والظلة، بالضم، كهيئة الصفة، إلى أن قال: والظلة أيضاً إلى آخر ما هنا.