لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل العين المهملة]

صفحة 475 - الجزء 11

  والعَمَل: المِهْنة والفِعْل، والجمع أَعمال، عَمِلَ عَمَلاً، وأَعْمَلَه غَيره واسْتَعْمَله، واعْتَمَل الرجلُ: عَمِلَ بنفسه؛ أَنشد سيبويه:

  إِنَّ الكَرِيمَ، وأَبِيك، يَعْتَمِل ... إِنْ لم يَجِدْ يوماً على مَنْ يتَّكِل،

  فيَكْتَسِي مِنْ بَعْدِها ويكتحِل

  أَراد مَنْ يَتَّكِلُ عليه، فحذف عليه هذه وزاد عَلى متقدِّمةً، أَلا ترى أَنه يَعْتَمِل إِنْ لم يَجِدْ من يَتَّكِل عليه؟ وقيل: العَمَلُ لغيره والاعْتِمالُ لنفسه؛ قال الأَزهري: هذا كما يقال اخْتَدَم إِذا خَدَم نَفْسَه، واقْتَرَأَ إِذا قَرَأَ السلامَ على نفسه.

  واسْتَعْمَلَ فلان غيرَه إِذا سَأَله أَن يَعْمَل له، واسْتَعْمَلَه: طَلَب إِليه العَمَل.

  واعْتَمَل: اضطرب في العَمَل.

  واسْتُعْمِل فلان إِذا وَليَ عَمَلاً من أَعْمالِ السلطان.

  وفي حديث خيبر: دَفَع إِليهم أَرْضَهُم على أَن يَعْتَمِلوها من أَموالهم؛ الاعْتمال: افتعال من العَمَل أَي أَنهم يَقُومون بما يُحْتاج إِليه من عِمارة وزراعة وتَلقيح وحِرَاسة ونحو ذلك.

  وأَعْمَلَ فلان ذِهْنَه في كذا وكذا إِذا دَبَّره بفهمه.

  وأَعْمَل رَأْيَه وآلَتَه ولِسانَه واسْتَعْمَله: عَمِل به.

  قال الأَزهري: عَمِلَ فلان العَمَلَ يَعْمَلُه عَمَلاً، فهو عامِلٌ، قال: ولم يجيء فَعِلْتُ أَفْعَلُ فَعَلاً متعدِّياً إِلا في هذا الحرف، وفي قولهم: هَبِلَتْه أُمُّه هَبَلاً، وإِلَّا فسائر الكلام يجيء على فَعْلٍ ساكن العين كقولك سَرِطْتُ اللُّقْمَة سَرْطاً، وبَلِعْته بَلْعاً وما أَشبهه.

  ورجلٌ عَمُولٌ إِذا كان كَسُوباً.

  ورجل عَمِلٌ: ذو عَمَلٍ؛ حكاه سيبويه؛ وأَنشد لساعدة بن جُؤَبَّة:

  حَتى شَآها كَلِيلٌ مَوْهِناً عَمِلٌ ... باتت طِراباً، وبات اللَّيْلَ لم يَنَمِ

  نَصَب سيبويه مَوْهِناً بعَمِل⁣(⁣١) ودَفَعَه غيرُه من النحويين فقال: إِنما هو ظرف، وهذا حَسَنٌ منه لأَنه إِنما يُحْمَل الشيء على إِعْمال فَعِلٍ إِذا لم يوجد من إِعْماله بُدٌّ.

  ورجل عَمُولٌ: بمعنى رجل عَمِلٌ أَي مطبوع على العَمَل.

  وتَعَمَّل فلان لكذا، والتعميل: تولية العَمَل.

  يقال: عَمَّلْت فلاناً على البصرة؛ قال ابن الأَثير: قد يكون عَمَّلْته بمعنى وَلَّيته وجعلته عامِلاً؛ وأَما ما أَنشده الفراء للبيد:

  أَو مِسْحَل عَمِل عِضادَة سَمْحَجٍ ... بَسَراتِها نَدَبٌ له وكُلوم

  فقال: أَوقع عَمِل على عِضادَة سَمْحَج، قال: ولو كانت عامِل لكان أَبْيَنَ في العربية، قال الأَزهري: العِضَادة في بيت لبيد جمع العَضُد، وإِنما وَصَفَ عَيْراً وأَتانه فجعل عَمِل بمعنى مُعْمِل⁣(⁣٢) أَو عامِل، ثم جعله عَمِلاً، والله أَعلم.

  واسْتَعْمَل فلان اللَّبِنَ إِذا ما بَنى به بِناءً.

  والعَمِلةُ: العَمَلُ، إِذا أَدخلوا الهاء كسروا الميم.

  والعَمِلَة والعِمْلة: ما عُمِلَ.

  والعِمْلة: حالَةُ العَمَل.

  ورَجُلٌ خبيثُ العِمْلة إِذا كان خبيث الكسب.

  وعِمْلةُ الرجل: باطِنَته في الشرِّ خاصة،


(١) قوله [نصب سيبويه موهناً بعمل] هي عبارة المحكم، وفي المغني: وردّ على سيبويه في استدلاله على إِعمال فعيل بقوله: حتى شآها كليل.

(٢) قوله [فجعل عمل بمعنى معمل الخ] عبارة التهذيب في ترجمة عضد ويقال: فلان عضد فلان وعضادته ومعاضده إِذا كان يعاونه ويرافقه، وقال لبيد: أَو مسحل سنق عضادة الخ ثم قال في تفسيره: يقول هو يعضدها، يكون مرة عن يمينها ومرة عن يسارها لا يفارقها.