لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل العين المهملة]

صفحة 477 - الجزء 11

  أَعْمَلْت الناقةَ فَعَمِلَت.

  وفي الحديث: لا تُعْمَلُ المَطِيُّ إِلا إِلى ثلاثة مساجد أَي لا تُحَثُّ ولا تُساق؛ ومنه حديث الإِسْراء والبُراق: فعَمِلَتْ بأُذُنَيْها أَي أَسرعت لأَنها إِذا أَسْرَعَتْ حَرَّكت أُذُنيها لشدَّة السير.

  وفي حديث لقمان: يُعْمِل الناقةَ والسَّاقَ،؛ أَخبر أَنه قَوِيٌّ على السير راكباً وماشياً، فهو يجمع بين الأَمرين، وأَنه حاذِقٌ بالرُّكُوب والمَشْي.

  وعَمِلَ البَرْقُ عَمَلاً، فهو عَمِلٌ: دامَ؛ قال ساعدة بن جُؤَيَّة وأَنشد:

  حَتى شآها كَلِيلٌ مَوْهِناً عَمِلٌ

  وعُمِّلَ فلان على القوم: أُمِّرَ.

  والعَوامِلُ: الأَرجل؛ قال الأَزهري: عَوامِلُ الدابة قوائمه، واحدتها عامِلة.

  والعَوامِل: بَقَر الحَرْث والدِّياسة.

  وفي حديث الزكاة: ليس في العَوامِل شيء؛ العَوامِل من البقر: جمع عاملة وهي التي يُسْتَقى عليها ويُحْرَث وتستعمل في الأَشغال، وهذا الحكم مطَّرد في الإِبل.

  وعامِلُ الرُّمح وعامِلته: صَدْرُه دون السِّنان ويجمع عَوامِل، وقيل: عامِلُ الرُّمْح ما يَلي السِّنان، وهو دون الثَّعْلب.

  وطريق مُعْمَلٌ أَي لحْبٌ مسلوك، وحكى اللحياني: لم أَرَ النَّفَقة تَعْمَل كما تَعْمَل بمكة، ولم يُفَسِّره إِلَّا أَنه أَتبعه بقوله: وكما تُنْفَق بمكة، فعسى أَن يكون الأَول في هذا المعنى: وعَمَلٌ: اسم رجل؛ قالت امرأَة تُرَقِّص ولدها:

  أَشْبِه أَبا أُمِّك، أَو أَشبِه عَمَل ... وارْقَ إِلى الخَيرات زَنْأً في الجَبَل

  قال ابن بري: قال أَبوه زيد الذي رَقَّصه هو أَبو وهو قيس بن عاصم، واسم الولد حكيم، واسم أُمه منفوسة بنت زَيْد الخَيْل؛ وأَما الذي قالته أُمه فيه فهو:

  أَشْبِه أَخي، أَو أَشبِهَنْ أَباكا ... أَمَّا أَبي فَلَنْ تَنالَ ذاكا،

  تَقْصُرُ أَن تَنالَه يَداكا

  قال الأَزهري: والمسافرون إِذا مَشَوْا على أَرجلهم يُسَمَّوْن بني العَمَل؛ وأَنشد الأَصمعي:

  فذَكَرَ الله وسَمَّى ونَزَل ... (⁣١). بِمَنْزِل يَنْزِله بَنُو عَمَل،

  لا ضَفَفٌ يَشْغَلُه ولا ثَقَل

  وبنو عامِلة وبنو عُمَيْلة: حَيَّان من العرب؛ قال الأَزهري: عاملة قبيلة إِليها يُنْسَب عَدِيُّ بن الرِّقاع العامِليُّ، وعامِلة حيٌّ من اليمن، وهو عاملة بن سَبإٍ، وتزعم نُسَّاب مُضَر أَنهم من ولد قاسط؛ قال الأَعشى:

  أَعامِلَ حَتَّى مَتى تَذْهَبِين ... إِلى غَيْرِ والدِكِ الأَكْرم؟

  ووالِدُكُم قاسِطٌ، فارْجِعوا ... إِلى النسب الأَتْلَد الأَقْدَم

  وعَمَلى: موضع.

  وفي الحديث: سئل عن أَولاد المشركين فقال: الله أَعلم بما كانوا عاملين؛ روى ابن الأَثير عن الخطابي قال: ظاهر هذا الكلام يوهم أَنه لم يُفْتِ السائل عنهم وأَنه رد الأَمر في ذلك إِلى علم الله ø، وإِنما معناه أَنهم مُلْحَقون في الكفر بآبائهم، لأَن الله تعالى قد علم أَنهم لو بَقُوا أَحياءً حتى يَكْبَروا لعَمِلوا عَمَلَ الكفَّار، ويدل عليه حديث عائشة، ^: قلت فذراريّ المشركين؟ قال: هم من آبائهم، قلت: بِلا عَملٍ، قال: الله


(١) قوله [ونزل] قال في التهذيب: أي أقام بمنى.