لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الظاء المعجمة]

صفحة 570 - الجزء 1

  دَبْرَةٌ؛ وقال المُفَضَّلُ: المُظَرَّبُ الذي لَوَّحَتْه الظِّرابُ؛ قال رؤُبة:

  شَدَّ الشَّظِيُّ الجَنْدَلَ المُظَرَّبا

  وقال غيره: ظُرِّبَتْ حَوافِرُ الدابةِ تَظْريباً، فهي مُظَرَّبة، إِذا صَلُبَتْ واشْتَدَّتْ.

  وفي الحديث: كان له فرسٌ يقال له الظَّرِبُ، تشبيهاً بالجُبَيْل، لقُوَّته.

  وأَظْرابُ اللِّجَامِ: العُقَدُ التي في أَطْرافِ الحَديدِ؛ قال:

  بادٍ نَواجِذُه عنِ الأَظْرابِ

  وهذا البيتُ ذكره الجوهريّ شاهداً على قوله: والأَظْرابُ أَسْناخُ الأَسْنانِ؛ قال عامر بن الطُّفَيْلِ:

  ومُقَطِّعٍ حَلَقَ الرِّحالةِ سابِحٍ ... بادٍ نَواجِذُه عنِ الأَظْرابِ

  وقال ابن بري: البيت للَبيد يصف فرساً، وليس لعامر بن الطفيل، وكذلك أَورده الأَزهري للبيد أَيضاً، وقال: يقول يُقَطِّعُ حَلَقَ الرِّحالةِ بوثُوبِه، وتَبْدو نَواجِذُه، إِذا وَطِئَ على الظِّرابِ أَي كَلَح.

  يقول: هو هكذا، وهذه قُوَّتُه، قال: وصوابه ومُقَطِّعٌ، بالرفع، لأَن قبله:

  تَهْدي أَوائِلَهُنَّ كلُّ طِمِرَّةٍ ... جَرْداءُ مثلُ هِراوةِ الأَعْزابِ

  والنَّواجذُ، ههنا: الضَّواحِكُ؛ وهو الذي اختاره الهروي.

  وفي الحديث: أَنه، ، ضَحِكَ حتى بَدَتْ نواجذُه؛ قال: لأَن جُلَّ ضَحِكِه كان التَّبَسُّمَ.

  والنواجذُ: هنا: آخر الأَضراس، وذلك لا يَبينُ عند الضَّحِك.

  ويقوّي أَن الناجذَ الضاحكُ قول الفرزدق:

  ولو سأَلَتْ عنِّي النَّوارُ وقَوْمُها ... إِذَنْ لم تُوارِ الناجِذَ الشَّفَتانِ

  وقال أَبو زُبَيْدٍ الطائي:

  بارِزاً ناجذاه، قد بَرَدَ المَوْتُ ... على مُصْطَلاه، أَيَّ بُرودِ

  والظُّرُبُ، على مثال عُتُلٍّ: القصير الغليظُ اللَّحِيمُ، عن اللحياني؛ وأَنشد:

  يا أُمَّ عبدِ اللَّه أُمَّ العبدِ ... يا أَحسَنَ الناسِ مَناطَ عِقْدِ،

  لا تَعْدِليني بظُرُبٍّ جَعْدِ

  أَبو زيد: الظَّرِباءُ، ممدود على فَعِلاءَ⁣(⁣١): دابة شبه القرد.

  قال أَبو عمرو: هو الظَّرِبانُ، بالنون، وهو على قدر الهِرِّ ونحوه.

  وقال أَبو الهيثم: هو الظَّرِبَى، مقصور، والظَّرِباءُ، ممدود، لحن؛ وأَنشد قول الفرزدق:

  فكيف تُكَلِّمُ الظَّرِبَى، عليها ... فِراءُ اللُّؤْمِ، أَرْباباً غِضابا

  قال: والظَّرِبَى جمع، على غير معنى التوحيد.

  قال أَبو منصور وقال الليث: هو الظَّرِبَى، مقصور، كما قال أَبو الهيثم، وهو الصواب.

  وروى شمر عن أَبي زيد: هي الظَّرِبانُ، وهي الظَّرابِيُّ، بغير نون، وهي الظِّرْبَى، الظاء مكسورة، والراء جزم، والباء مفتوحة، وكلاهما جِماعٌ: وهي دابة تشبه القرد؛ وأَنشد:

  لو كنتُ في نارٍ جحيمٍ، لأَصْبَحَت ... ظَرابِيُّ، من حِمّانَ، عنِّي تُثيرُها


(١) قوله [الظرباء ممدود الخ] أي بفتح الظاء وكسر الراء مخفف الباء ويقصر كما في التكملة، وبكسر الظاء وسكون الراء ممدوداً ومقصوراً كما في الصحاح والقاموس.