لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الفاء]

صفحة 529 - الجزء 11

  ويقال: شعر مُفْتَعَل إِذا ابتَدعه قائله ولم يَحْذُه على مِثالٍ تَقدَّمه فيه مَنْ قَبْلَه، وكان يقال: أَعذب الأَغاني ما افتُعِل وأَظرَفُ الشعر ما افتُعِل؛ قال ذو الرمة:

  غَرائِبُ قد عُرِفْن بكلِّ أُفْقٍ ... من الآفاق، تُفْتَعَل افْتِعالا

  أَي يبتدَع بها غِناء بديع وصوت محدَث.

  ويقال لكل شيء يسوَّى على غير مِثال تقدَّمه: مُفْتَعَل؛ ومنه قول لبيد:

  فرَمَيْت القوم رَشْقاً صائِباً ... ليس بالعُصْل ولا بالمُفْتَعَل

  وقوله تعالى: والذين هم للزكاة فاعِلون؛ قال الزجاج: معناه مُؤتون.

  وفِعال الفَأْس والقَدُوم والمِطْرَقة: نِصابها؛ قال ابن مقبل:

  وتَهْوِي، إِذا العِيسُ العِتاق تَفاضَلَتْ ... هُوِيَّ قَدُومِ القَيْن حال فِعالها

  يعني نِصابَها وهو العَمُود الذي يجعل في خُرْتِها يعمَل به؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

  أَتَتْه، وهي جانِحة يداها ... جُنوحَ الهِبْرقِيِّ على الفِعال

  قال ابن بري: الفَعال مفتوح أَبداً إِلَّا الفِعال لخشبة الفأْس فإِنها مكسورة الفاء، يقال: يا بابوسُ أَوْلِج الفِعال في خُرْت الحَدَثان، والحَدَثان الفَأْس التي لها رأْس واحدة.

  والفِعال أَيضاً: مصدر فاعَل.

  والفَعِلة: العادة.

  والفَعْل: كناية عن حَياء الناقة وغيرها من الإِناث.

  وقال ابن الأَعرابي: سئل الدُّبَيْريُّ عن جُرْحه فقال أَرَّقَني وجاء بالمُفْتَعَل أَي جاء بأَمر عظيم، قيل له: أَتَقولُه في كل شيء؟ قال: نعم أَقول جاء مالُ فلان بالمُفْتَعَل، وجاء بالمُفْتَعَل من الخطإِ، ويقال: عَذَّبني وجَع أَسْهرَني فجاء بالمُفْتَعَل إِذا عانى منه أَلماً لم يعهَد مثله فيما مضى له.

  ابن الأَعرابي: افْتَعل فلان حديثاً إِذا اخْتَرقه؛ وأَنشد:

  ذكْر شيءٍ، يا سُلَيْمى، قد مَضى ... ووُشاة ينطِقون المُفْتَعَل

  وافْتَعل عليه كذباً وزُوراً أَي اختلَق.

  وفَعَلْت الشيء فانْفَعَل: كقولك كسَرْته فانكسَر.

  وفَعالِ: قد جاء بمعنى افْعَلْ وجاء بمعنى فاعِلة، بكسر اللام.

  فقل: النضر في كتاب الزّرْع: الفَقْل التَّذْرِية في لغة أَهل اليمن، يقال: فَقَلُوا ما دِيسَ من كُدْسِهم وهو رفع الدِّقِّ بالمِفْقَلة، وهي الحِفْراة، ثم نَثْرُه.

  ويقال: كانت أَرضُهم العامَ كثيرة الفَقْل أَي الريْع، وقد أَفْقَلَت أَرضُهم إِفْقالاً؛ والدِّقُّ: ما قد دِيسَ ولم يُذْرَ، قال: وهذا الحرف غريب.

  فقحل: فَقْحَل الرجلُ إِذا أَسرع الغَضبَ في غير موضعه.

  الفراء: رجل فُقْحُل سريع الغضب.

  فكل: الأَفْكَلُ، على أَفْعَل: الرَّعْدة، ولا يبنى منه فِعْل.

  التهذيب عن الليث وغيره: الأَفْكَل رِعْدة تعلو الإِنسان ولا فعل له؛ وأَنشد ابن بري:

  بعَيْشكِ هاتي فغَنِّي لنا ... فإِن نَداماك لم يَنْهَلُوا

  فَباتَتْ تُغَني بغِرْبالها ... غِناءً رُويداً، له أَفْكَلُ