لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الكاف]

صفحة 586 - الجزء 11

  قيس بن نُشْبة في الجاهلية وكان مُنَجِّماً متفلسِفاً يخبر بمبعث النبي، ، فلما بعث أَتاه قيس فقال له: يا محمد ما كَحْلة؟ فقال: السماء، فقال: ما مَحْلة؟ فقال: الأَرض، فقال: أَشهد أَنك الرسول الله فإِنَّا قد وجدنا في بعض الكتب أَنه لا يعرف هذا إِلَّا نبيّ؛ وقد يقال لها الكَحْل، قال الأُموي: كَحْلٌ السماء؛ وأَنشد للكميت:

  إِذا ما المراضِيعُ الخِماصُ تأَوَّهَتْ ... ولم تَنْدَ من أَنْواءِ كَحْلٍ جَنُوبها

  والأَكْحَل: عِرْق في اليد يُفْصَد، قال: ولا يقال عرق الأَكْحَل.

  قال ابن سيده: يقال له النَّسا في الفخِذ، وفي الظهر الأَبْهَرَ، وقيل: الأَكْحَل عِرْق الحياة يُدْعى نَهْرَ البدَن، وفي كل عضو منه شعبة لها اسم على حِدَة، فإِذا قطع في اليد لم يَرْقإِ الدمُ.

  وفي الحديث: أَن سعداً رمي في أَكْحَله؛ الأَكْحَل: عرق في وسط الذراع يكثر فصده.

  والمِكْحالان: عظمان شاخِصان مما يلي باطنَ الذراعين من مركبهما، وقيل: هما في أَسفل باطن الذراع، وقيل: هما عَظْما الوَرِكين من الفرس.

  والكُحَيْل، مبني على التصغير: الذي تطلى به الإِبل للجرَب، لا يستعمل إِلَّا مصغَّراً؛ قال الشاعر:

  مثل الكُحَيْل أَو عَقِيد الرُّبِّ

  قيل: هو النِّفْط والقَطِران، إِنما يطلى به لِلدَّبَر والقِرْدان وأَشباه ذلك؛ قال علي بن حمزة: هذا من مشهور غلط الأَصمعي لأَن النِّفْط لا يطلى به للجرَب وإِنما يطلى بالقَطِران، وليس القَطِران مخصوصاً بالدَّبَر والقِرْدان كما ذكر؛ ويفسد ذلك قول القَطِران الشاعر:

  أَنا القَطِران والشُّعَراءُ جَرْبى ... وفي القَطِران للجَرْبى شِفاءُ

  وكذلك قول القُلَّاخ المِنْقَري:

  إِني أَنا القَطِرانُ أَشْفي ذا الجَرَبْ

  وكُحَيْلَةُ وكُحْل: موضعان.

  كحثل: الكَحْثلة: عِظَم البطن.

  كدل: قال الأَزهري: أَهمله الليث، قال: ووجدت أَنا فيه بيتاً لتأَبَّط شرّاً:

  أَلا أَبلغا سعد بن ليث وجُنْدُعاً ... وكَلْباً: أَنيبوا المَنَّ غير المُكَدَّل

  وقيل: المُكَدَّل والمُكَدَّر واحد، واللام مبدلة من الراء.

  كربل: كَرْبَل الشيءَ: خلطه.

  أَبو عمرو: كَرْبَلْت الطعام كَرْبَلةً هذَّبته ونقَّيته مثل غَرْبَلَتْه؛ وأَنشد في صفة حنطة:

  يَحْمِلْنَ حمراءَ رَسُوباً بالنَّقَلْ ... قد غُرْبِلَتْ وكُرْبِلَتْ من القَصَلْ

  والكِرْبالُ: المِنْدَف الذي يُنْدَف به القُطْن؛ وأَنشد الشيباني:

  تَرْمي اللُّغامَ على هاماتها قَزَعاً ... كالبِرْس طَيَّره ضرْبُ الكَرابِيلِ

  والكَرْبَلة: رَخاوة في القَدَمين.

  يقال: جاء يمشي مُكَرْبِلاً أَي كأَنه يمشي في طين.

  وكَرْبَل: اسم نبت، وقيل: إِنه الحُمَّاض، قال أَبو وجزة يصف عُهُون الهَوْدج: