لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الكاف]

صفحة 595 - الجزء 11

  الخالق .

  قال ابن بري: وقال نفطويه في قوله وهو كَلٌّ على مولاه: هو أُسيد بن أَبي العيص وهو الأَبْكم، قال: وقال ابن خالويه ورأْس الكَلّ رئيس اليهود.

  الجوهري: الكَلُّ العِيال والثِّقْل.

  وفي حديث خديجة: كَلَّا إِنَّك لَتَحْمِل الكَلَّ؛ هو، بالفتح: الثِّقْل من كل ما يُتكلَّف.

  والكَلُّ: العِيال؛ ومنه الحديث: مَنْ تَرك كَلاً فَإِلَيَّ وعليَّ.

  وفي حديث طَهْفة: ولا يُوكَل كَلُّكم أَي لا يوكَل إِليكم عِيالكم وما لم تطيقوه، ويُروى: أُكْلُكم أَي لا يُفْتات عليكم مالكم.

  وكَلَّلَ الرجلُ: ذهب وترك أَهلَه وعيالَه بمضْيَعَةٍ.

  وكَلَّل عن الأَمر: أَحْجَم.

  وكَلَّلَ عليه بالسيف وكَلَّل السبعُ: حمل.

  ابن الأَعرابي: والكِلَّة أَيضاً حالُ الإِنسان، وهي البِكْلَة؛ يقال: بات فلان بكِلَّة سواء أَي بحال سوء قال: والكِلَّة مصدر قولك سيف كَلِيل بيّن الكِلَّة.

  ويقال: ثقُل سمعه وكَلَّ بصره وذَرَأَ سِنُّه.

  والمُكَلِّل: الجادُّ، يقال: حَمَل وكَلَّل أَي مضى قُدُماً ولم يَخِم؛ وأَنشد الأَصمعي:

  حَسَمَ عِرْقَ الداءِ عنه فقَضَبْ ... تَكْلِيلَةَ اللَّيْثِ إِذا الليثُ وَثَبْ

  قال: وقد يكون كَلَّل بمعنى جَبُن، يقال: حمل فما كَلَّل أَي فما كذَب وما جبُن كأَنه من الأَضداد؛ وأَنشد أَبو زيد لجَهْم بن سَبَل: ولا

  أُكَلِّلُ عن حَرْبٍ مُجَلَّحةٍ ... ولا أُخَدِّرُ للمُلْقِين بالسَّلَمِ

  وروى المنذري عن أَبي الهيثم أَنه يقال: إِن الأَسد يُهَلِّل ويُكَلِّل، وإِن النمر يُكَلِّل ولا يُهَلِّل، قال: والمُكَلِّل الذي يحمِل فلا يرجع حتى يقَع بقِرْنه، والمُهَلِّل يحمل على قِرْنه ثم يُحْجِم فيرجع؛ وقال النابغة الجعدي:

  بَكَرَتْ تلوم، وأَمْسِ ما كَلَّلْتها ... ولقد ضَلَلْت بذاك أَيَّ ضلال

  ما: صِلة، كَلَّلْتها: أَدْعَصْتها.

  يقال: كَلَّلَ فلان فلاناً أَي لم يُطِعه.

  وكَلَلْتُه بالحجارة أَي علوته بها؛ وقال:

  وفرحه بِحَصَى المَعْزاءِ مَكْلولُ⁣(⁣١)

  والكُلَّة: الصَّوْقَعة، وهي صُوفة حمراء في رأْس الهَوْدَج.

  وجاء في الحديث: نَهَى عن تَقْصِيص القُبور وتَكْلِيلها؛ قيل: التّكْلِيل رفعُها تبنى مثل الكِلَل، وهي الصَّوامع والقِباب التي تبنى على القبور، وقيل: هو ضَرْب الكِلَّة عليها وهي سِتْر مربَّع يضرَب على القبور، وقال أَبو عبيد: الكِلَّة من السُّتور ما خِيطَ فصار كالبيت؛ وأَنشد⁣(⁣٢):

  من كُلِّ مَحْفوفٍ يُظِلُّ عِصِيَّه ... زَوْجٌ عليه كِلَّةٌ وقِرامُها

  والكِلَّة: السِّتر الرقيق يُخاط كالبيت يُتَوَقّى فيه من البَقِّ، وفي المحكم: الكِلَّة السِّتر الرقيق، قال: والكِلَّة غشاءٌ من ثوب رقيق يُتوقَّى به من البَعُوض.

  والإِكْلِيل: شبه عِصابة مزيَّنة بالجواهر، والجمع أَكالِيل على القياس، ويسمى التاج إِكْلِيلاً.

  وكَلَّله أَي أَلبسه الإِكْلِيل؛ فأَما قوله⁣(⁣٣) أَنشده ابن جني:

  قد دَنا الفِصْحُ، فالْوَلائدُ يَنْظِمْنَ ... سِراعاً أَكِلَّةَ المَرْجانِ


(١) قوله [وفرحه الخ] هكذا في الأَصل.

(٢) لبيد في معلقته.

(٣) البيت لحسَّان بن ثابت من قصيدة في مدح الغساسنة.