لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل اللام]

صفحة 617 - الجزء 11

  وجمعه مُحول وأَمْحال.

  الأَزهري: المُحولُ والقُحوطُ احتباس المطر.

  وأَرض مَحْلٌ وقَحْطٌ: لم يصبها المطر في حينه.

  الجوهري: المَحْل الجدبُ وهو انقطاع المطر ويُبْسُ الأَرض من الكَلإِ.

  غيره قال: وربما جمع المَحْل أَمْحالاً؛ وأَنشد:

  لا يَبْرَمُون، إِذا ما الأُفْقُ جلَّله ... صِرُّ الشتاء من الأَمْحال كالأَدَمِ

  ابن السكيت: أَمْحَلَ البلدُ، هو ماحِل، ولم يقولوا مُمْحِل، قال: وربما جاء في الشعر؛ قال حسان بن ثابت:

  إِمَّا تَرَيْ رأْسي تَغَيَّر لَوْنُه ... شَمَطاً، فأَصْبَحَ كالثَّغامِ المُمْحِلِ

  فَلَقَدْ يَراني المُوعِدي، وكأَنَّني ... في قَصْرِ دُومَةَ أَو سواء الهَيْكَلِ

  ابن سيدَه: أرض مَحْلة ومَحْلٌ ومَحُول، وفي التهذيب: ومَحُولة أَيضاً، بالهاء، لا مَرْعَى بها ولا كَلأَ؛ قال ابن سيده: وأَرى أَبا حنيفة قد حكى أَرض مُحُولٌ، بضم الميم، وأَرَضُون مَحْل ومَحْلة ومُحُولٌ وأَرض مُمْحِلة ومُمْحِل؛ الأَخيرة على النسب؛ الأَزهري: وأَرض مِمْحال؛ قال الأَخطل:

  وبَيْداء مِمْحالٍ كأَنّ نَعامَها ... بأَرْحائها القُصْوَى، أَباعِرُ هُمَّلُ

  وفي الحديث: أَمَا مَرَرتَ بِوادي أَهلِك مَحْلاً أَي جَدْباً؛ والمَحْل في الأَصْل: انقطاع المطر.

  وأَمْحَلَت الأَرْضُ والقومُ وأَمْحَل البلدُ، فهو ماحِل على غير قياس، ورجل مَحْل: لا يُنْتفع به.

  وأَمْحَل المطرُ أَي احتبس، وأَمْحَلْنا نحن، وإِذا احتبس القَطْر حتى يمضِيَ زمانُ الوَسْمِيِّ كانت الأَرض مَحُولاً حتى يصيبها المطرُ.

  ويقال: قد أَمْحَلْنا منذ ثلاث سنين؛ قال ابن سيده: وقد حكي مَحُلَت الأَرض ومَحَلَت.

  وأَمْحَل القومُ: أَجْدبوا، وأَمْحَلَ الزمانُ، وزمان ماحِلٌ؛ قال الشاعر:

  والقائل القَوْل الذي مِثْلُه ... يُمْرِعُ منه الزَّمَنُ الماحِلُ

  الجوهري: بلد ماحِلٌ وزمان ماحِلٌ وأَرض مَحْل وأَرض مُحُول، كما قالوا بلد سَبْسَب وبلد سَباسِب وأَرض جَدْبَة وأَرض جُدوب، يريدون بالواحد الجمع، وقد أَمْحَلَت.

  والمَحْل: الغُبار؛ عن كراع.

  والمُتماحِل من الرجال: الطويلُ المضطرب الخلْق؛ قال أَبو ذؤيب:

  وأَشْعَثَ بَوْشِيٍّ شَفَيْنا أُحاحَه ... غَدَاتَئِذٍ، ذِي جَرْدَةٍ مُتماحِل

  قال الجوهري: هو من صفة أَشْعَث، والبَوْشِيُّ: الكثير البَوْشِ والعِيال، وأُحاحُه: ما يجده في صَدْره من غَمَر وغَيْظٍ أَي شفَينا ما يجده من غَمَر العِيال؛ ومنه قول الآخر:

  يَطْوِي الحَيازيمَ على أُحاحِ

  والجَرْدةُ: بُرْدة خلَق.

  والمُتماحِلُ: الطويل.

  وفي حديث علي: إِنّ من وَرائكم أُموراً مُتماحِلة أَي فِتَناً طويلة المدة تطولُ أَيامها ويعظم خَطَرُها ويَشتدّ كَلَبُها، وقيل: يطول أَمرها.

  وسَبْسَب مُتماحل أَي بعيد ما بين الطرَفين.

  وفَلاة مُتماحلة: بعيدة الأَطراف؛ وأَنشد ابن بري لأَبي وجزة:

  كأَنّ حريقاً ثاقِباً في إِباءةٍ ... هَدِيرُهُما بالسَّبْسَب المُتماحل