لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل النون]

صفحة 652 - الجزء 11

  مُنْصُل ومُنْصَل، وهو أَحد ما جاء من الأَدوات على مُفْعل، بالضم.

  وأَما قولهم فيه مُنْغُل، فعَلى البدل للمضارعة.

  وانتَخَلْتُ الشيء: استقصبت أَفضله، وتَنَخَّلْتُه: تَخَيَّرْته.

  ورجل ناخِلُ الصَّدْر أَي ناصحٌ.

  وإِذا نخلْت الأَدوية لتَسْتَصْفي أَجودَها قلت: نَخَلْت وانْتَخَلْت، فالنَّخْل التَّصْفِية، والانتِخالُ الاختيار لنفسك أَفضله، وكذلك التَّنَخُّل؛ وأَنشد:

  تنَخَّلْتُها مَدْحاً لقومٍ، ولم أَكنْ ... لِغيرهمُ، فيما مضَى، أَتَنَخَّل

  وانتَخَلْت الشيء: استَقْصَيْت أَفضَله، وتنَخَّلْته: تخيَّرته.

  وفي الحديث: لا يقبل الله من الدعاء إِلَّا الناخِلة أَي المنخولة الخالصة، فاعلة بمعنى مفعولة كماءٍ دافِق؛ وفيه أَيضاً: لا يقبلُ الله إِلا نخائلَ القلوب أَي النِّيّات الخالصة.

  يقال: نخَلْتُ له النصيحة إِذا أَخلصتها.

  والنَّخْلُ: تَنْخيلُ الثَّلج والوَدْق؛ تقول: انتَخَلتْ ليلتُنا الثلجَ أَو مطراً غير جَوْد.

  والسَّحاب يَنْخُل البرَدَ والرَّذاذَ ويَنْتَخِلُه.

  والنَّخلة: شجرة التمر، الجمع نَخْل ونَخِيل وثلاث نَخَلات، واستعار أَبو حنيفة النخْلَ لشجر النارَجيل تحمِل كَبائِس فيها الفَوْفَل⁣(⁣١) أَمثال التمر؛ وقال مرة يصف شجر الكاذِي: هو نخْلة في كل شيء من حِليتها، وإِنما يريد في كل ذلك أَنه يشبه النَّخْلة، قال: وأَهل الحجاز يؤنثون النخل؛ وفي التنزيل العزيز: والنخلُ ذاتُ الأَكمام؛ وأَهل نجد يذكِّرون؛ قال الشاعر في تذكيره:

  كنَخْل من الأَعْراض غير مُنَبَّقِ

  قال: وقد يُشْبِه غيرُ النَّخْل في النِّبْتة النَّخْلَ ولا يسمى شيء منه نَخْلاً كالدَّوْم والنارَجيل والكاذِي والفَوْفَل والغَضَف والخَزَم.

  وفي حديث ابن عمر: مَثَل المؤمن كمثَل النَّحْلة، والمشهور في الرواية: كمثل النَّخْلة؛ بالخاء المعجمة، وهي واحدة النَّخْل، وروي بالحاء المهملة، يريد نحْلة العسَل، وقد تقدم.

  وأَبو نَخْلة: كنية؛ قال أَنشده بن جني عن أَبي علي:

  أُطْلُبْ، أَبا نخْلة، مَنْ يأْبُوكا ... فقد سأَلنا عنك مَنْ يَعْزُوكا

  إِلى أَبٍ، فكلُّهم يَنْفِيكا

  وأَبو نُخَيلة: شاعر معروف كُنِّي بذلك لأَنه وُلِد عند جِذْع نخلة، وقيل: لأَنه كانت له نُخَيْلة يَعْتَهِدها؛ وسماه بَخْدَجٌ الشاعر النُّخَيْلات فقال يهجوه:

  لاقى النُّخَيْلاتُ حِناذاً مِحْنَذا ... مِنِّي، وشَلاً لِلِّئام مِشْقَذا⁣(⁣٢)

  ونَخْلة: موضع؛ أَنشد الأَخفش:

  يا نخْلَ ذاتِ السِّدْر والجَراوِلِ ... تَطاوَلي ما شئتِ أَن تَطاوَلي،

  إِنَّا سَنَرْمِيكِ بكلِّ بازِلِ

  جمع بين الكسرة والفتحة.

  ونُخَيْلةُ: موضع بالبادية.

  وبَطن نَخْلة بالحجاز: موضع بين مكة والطائف.

  ونَخْل: ماءٌ معروف.

  وعَين نَخْل: موضع؛ قال:


(١) قوله [لشجر النارجيل تحمل كبائس فيها الفوفل] كذا في الأَصل. وعبارة المحكم: لشجر النارجيل وما شاكله، فقال: أخبرت ان شجرة الفوفل نخلة مثل نخلة النارجيل تحمل كبائس فيها الفوفل الخ. ففي عبارة الأَصل سقط ظاهر.

(٢) قوله [للئام] هو رواية المحكم هنا، وروايته في حنذ: للأعادي.