[فصل النون]
  نذل: النَّذْل والنَّذِيل من الناس: الذي تَزْدَرِيه في خِلْقته وعَقْله، وفي المحكم: الخَسِيسُ المُحْتَقَر في جميع أَحواله، والجمع أَنْذال ونُذُول ونُذَلاءُ، وقد نَذُل نَذالة ونُذُولة.
  الجوهري: النَّذالةُ السَّفالة.
  وقد نَذُل، بالضم، فهو نَذْل ونَذِيل أَي خسيسٌ؛ وقال أَبو خراش:
  مُنِيباً، وقد أَمْسى يُقدّم وِرْدَها ... أُقَيْدِرُ مَحْمُوزُ القِطاع نَذِيلُ
  مُنِيب: مُقْبل، وأَناب: أَقبل، وأُقَيْدِرُ: يريد به الصائد، والأَقْدَرُ: القصير العُنُق.
  والقِطاع: جمع قِطْع وهو نَصْل قصير عَرِيض، وقال: نَذِيل ونُذال مثل فَرِير وفُرار؛ حكاه ابن بري عن أَبي حاتم؛ قال: وشاهد نَذْل قول الشاعر:
  لكلِّ امْرِئ شَكْلٌ يُقِرّ بعَيْنه ... وقُرَّةُ عينِ الفَسْلِ أَن يصحَب الفَسْلا
  ويُعْرَفُ في جُودِ امرئ جودُ خاله ... ويَنْذُل إِن تَلْقى أَخا أُمِّه نَذْلا(١)
  نرجل: النَّارَجِيلُ: جَوْزُ الهنْدِ، واحدته نارَجِيلة؛ قال أَبو حنيفة: أَخبرني الخبير أَن شجرته مثل النخلة سواء إِلَّا أَنها لا تكون غَلْباء تَمِيدُ بمُرْتَقيها حتى تُدْنِيه من الأَرض لِيناً، قال: ويكون في القِنْوِ الكريم منه ثلاثون نارَجِيلة.
  نزل: النُّزُول: الحلول، وقد نَزَلَهم ونَزَل عليهم ونَزَل بهم يَنْزل نُزُولاً ومَنْزَلاً ومَنْزِلاً، بالكسر شاذ؛ أَنشد ثعلب:
  أَإِنْ ذَكَّرَتْك الدارَ مَنْزِلُها جُمْلُ
  أَراد: أَإِن ذكَّرتكُ نُزولُ جُمْلٍ إِياها، الرفع في قوله منزلُها صحيح، وأَنَّث النزولَ حين أَضافه إِلى مؤنَّث؛ قال ابن بري: تقديره أَإِن ذكَّرتك الدار نُزولَها جُمْلُ، فَجُمْلُ فاعل بالنُّزول، والنُّزولُ مفعول ثانٍ بذكَّرتك.
  وتَنَزَّله وأَنْزَله ونَزَّله بمعنىً؛ قال سيبويه: وكان أَبو عمرو يفرُق بين نَزَّلْت وأَنْزَلْت ولم يذكر وجه الفَرْق؛ قال أَبو الحسن: لا فرق عندي بين نَزَّلْت وأَنزلت إِلا صيغة التكثير في نزَّلت في قراءة ابن مسعود: وأَنزَل الملائكة تَنْزِيلاً؛ أَنزل: كنَزَّل؛ وقول ابن جني: المضاف والمضاف إِليه عندهم وفي كثير من تَنْزِيلاتِهم كالاسم الواحد، إِنما جمع تَنْزِيلاً هنا لأَنه أَراد للمضاف والمضاف إِليه تَنْزيلات في وجُوه كثيرة منزلةَ الاسم الواحد، فكنى بالتَّنْزيلات عن الوجوه المختلفة، أَلا ترى أَن المصدر لا وجه له إِلَّا تشعُّب الأَنواع وكثرتُها؟ مع أَن ابن جني تسمَّح بهذا تسمُّح تحضُّرٍ وتحذُّق، فأَما على مذهب العرب فلا وجه له إِلَّا ما قلنا.
  والنُّزُل: المَنْزِل؛ عن الزجاج، وبذلك فسر قوله تعالى: وجعلنا جهنم للكافرين نُزُلاً؛ وقال في قوله ø: جناتٌ تجري من تحتها الأَنهارُ خالدين فيها نُزُلاً من عِند الله؛ قال: نُزُلاً مصدر مؤكد لقوله خالدين فيها لأَن خُلودهم فيها إِنْزالُهم فيها.
  وقال الجوهري: جناتُ الفِرْدَوْسِ نُزُلاً؛ قال الأَخفش: هو من نُزول الناس بعضهم على بعض.
  يقال: ما وجدْنا عندكم نُزُلاً.
  والمَنْزَل، بفتح الميم والزاي: النُّزول وهو الحلول، تقول: نزلْت نُزولاً ومَنْزَلاً؛ وأَنشد أَيضاً:
  أَإِن ذَكَّرَتك الدارُ مَنْزَلَها جُمْلُ ... بَكيْتَ، فدَمْعُ العَيْنِ مُنْحَدِر سَجْلُ؟
(١) قوله [إن تلقى] هكذا في الأَصل، والوجه إن تلقَ، بالجزم، ولعله أشبع الفتحة فتولدت من ذلك الألف.