لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل النون]

صفحة 681 - الجزء 11

  تحول دون الأَعراض، فتفَّهمه، وكذلك غيرها من الماشية والناس.

  والنَّهَل: الرِّيُّ والعَطَش، ضِدُّ، والفعل كالفعل.

  والمَنْهَل: المشرَب ثم كثر ذلك حتى سميت مَنازل السُّفَّار على المِياه مَناهِل.

  وفي حديث الدجال أَنه يَرِد كلَّ مَنْهَل.

  وقال ثعلب: المَنْهَل الموضع الذي فيه المشرَب.

  والمَنْهَل: الشُّرْب، قال: وهذا الأَخير يتجه أَن يكون مصدر نَهِل وقد كان ينبغي أَن لا يذكره لأَنه مُطَّرد.

  والناهِلة: المختلِفة إِلى المَنْهَل، وكذلك النازِلة؛ وأَنشد:

  ولم تُراقِب هناك ناهِلَةَ ... الواشِينَ، لَمَّا اجْرَهَدَّ ناهِلُها

  قال أَبو مالك: المَنازِل والمَناهِل واحد، وهي المَنازِل على الماء.

  وأَنْهَل القومُ: نَهِلَت إِبِلُهم.

  ورجل مِنْهال: كثير الإِنْهال.

  قال خالد بن جنبة الغنوي وغيره: المَنْهَل كل ما يَطَؤه الطريقُ مثل الرُّحَيل والحفِير، قال: وما بين المَناهِل مَراحِل، والمَنْهَل من المياه: كلُّ ما يَطَؤه الطريق، وما كان على غير الطريق لا يُدْعَى مَنْهَلاً، ولكن يضاف إِلى موضعه أَو إِلى من هو مختصٌّ به فيقال: مَنْهَل بني فلان أَي مَشْرَبهم وموضع نَهَلهم؛ وفي قصيد كعب بن زهير:

  كأَنه مُنْهَلٌ بالرَّاحِ مَعْلول

  أَي مَسْقِيٌّ بالراحِ.

  يقال: أَنْهَلْته فهو مُنْهَل، بضم الميم.

  وفي حديث معاوية: النُّهُل الشُّروع؛ هو جمع ناهِل وشارع أَي الإِبل العِطاش الشارِعة في الماء.

  ويقال: من أَين نَهِلْت اليوم؟ فتقول: بماء بني فلان وبمَنْهَل بني فلان؛ وقوله أَين نَهِلت أَي شَرِبت فَرَوِيت؛ وأَنشد: ما زال منها ناهِلٌ ونائِب قال: الناهِلُ الذي روي فاعتزَل، والنائبُ الذي يَنُوب عَوداً بعد شُرْبها لأَنها لم تُنْضَح رِيّاً.

  الجوهري: المَنْهَل المَوْرِد وهو عين ماءٍ تَرِدُه الإِبِل في المَراعي، وتسمّى المَنازل التي في المَفاوِز على طريق السُّفَّار مَناهِل لأَن فيها ماءً.

  الجوهري وغيره: الناهِل في كلام العرب العَطْشان، والناهِل الذي قد شرِب حتى روِي، والأُنثى ناهِلة، والناهِل العَطْشان، والناهِل الرَّيَّان، وهو من الأَضداد؛ وقال النابغة:

  الطاعِن الطَّعْنة، يوم الوَغَى ... يَنْهَل منها الأَسَلُ الناهِلُ

  جعل الرِّماح كأَنها تعطَش إِلى الدَّمِ فإِذا شرعت فيه رَوِيتْ؛ وقال أَبو عبيد: هو ههنا الشارِب وإِن شئت العَطْشان أَي يروى منه العطشان.

  وقال أَبو الوليد: يَنْهَل يشرب منه الأَسَلُ الشارِب؛ قال الأَزهري⁣(⁣١): وقول جرير يدل على أَن العِطاش تسمَّى نِهالاً؛ وهو قوله:

  وأَخُوهُما السَّفَّاحُ ظَمَّأَ خَيْلَه ... حتى وَرَدْنَ جِبَا الكُلابِ نِهالا

  قال: وقال عمرة⁣(⁣٢) بن طارق في مثله:

  فما ذُقْت طَعْم النَّوْم، حتى رأَيتُني ... أُعارِضُهم وِرْدَ الخماسِ النَّواهِل


(١) قوله [قال الأَزهري الخ] نسب المؤلف الشطر الأَخير في مادة جبى إلى الأَخطل.

(٢) قوله [وقال عمرة] عبارة التهذيب: عميرة.