لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الهاء]

صفحة 696 - الجزء 11

  الجوهري: الهرولة ضرْب من العَدْو وهو بين المشي والعَدْو.

  وفي الحديث: مَن أَتاني يمشي أَتَيْته هَرْوَلة، وهو كناية عن سرعة إِجابة الله ø وقبول توبة العبد ولُطْفه ورحمته.

  هَرْوَل الرجل هَرْولة: بين المشي والعَدْو، وقيل: الهَرْولة فوق المشي ودون الخبب، والخَبَبُ دون العَدْو.

  هزل: الهَزْل: نقيض الجِدّ، هَزَل يَهْزِلُ هَزْلاً؛ قال الكميت:

  أَرانا على حُبِّ الحياةِ وطُولِها ... تَجِدُّ بنا في كل يوم ونَهْزِلُ

  قال ابن بري: الذي في شعره.

  يُجَدُّ بنا؛ قال: وهو الصحيح.

  وهَزِل في اللعب هَزَلاً؛ الأَخيرة عن اللحياني، وهَزَل الرجلُ في الأَمر إِذا لم يجدَّ، وهازَلني؛ قال:

  ذو الجِدِّ، إِنْ جدَّ الرجال به ... ومُهازِلٌ، إِن كان في هَزْل

  ورجل هِزِّيلٌ: كثير الهَزْل.

  وأَهْزله: وجَدَه لَعَّاباً.

  حكى ابن بري عن ابن خالويه قال: كلُّ الناس يقولون هَزَل يَهْزِل مثل ضرَب يضرِب، إِلا أَن أَبا الجراح العقيلي قال: هَزِل يَهْزَل من الهَزْل ضدّ الجِدّ.

  وفي الحديث: كان تحت الهَيْزَلةِ؛ قيل: هي الرَّايةُ لأَن الريحَ تَلْعَب بها كأَنها تَهْزِل معها، والهَزْل واللَّعِب من وادٍ واحِد، والياء زائدة.

  وفي حديث عُمر وأَهل خيبر: إِنما كانت هُزَيْلة من أَبي القاسم؛ تصغير هَزْلة، وهي المرَّة الواحدة من الهَزْل ضد الجِدّ.

  وقولٌ هَزْل: هُذاءٌ.

  وفي التنزيل: وما هو بالهَزْل؛ قال ثعلب: أَي ليس بِهَذَيان، وفي التهذيب: أَي ما هو باللَّعِب.

  وفلان يَهْزِل في كلامه إِذا لم يكن جادًّا؛ تقول: أَجادٌّ أَنت أَم هازِل؟ والمُشَعْوِذُ إِذا خفَّت يداه بالتَّخاييل الكاذبة ففِعْله يقال له الهُزَيْلى⁣(⁣١) لأَنها هَزْل لا جِدَّ فيها.

  والهُزَالة: الفُكاهة.

  ابن الأَعرابي: الهَزْل استرخاء الكلام وتَفْنينه.

  والهُزال: نقيض السِّمَن، وقد هُزِل الرجل والدابَّة هزالاً، على ما لم يُسمَّ فاعله، وهَزَل هو هَزْلاً وهُزْلاً؛ وقوله أَنشده أَبو إِسحق:

  والله لولا حَنَفٌ بِرِجْلِه ... ودِقَّةٌ في ساقِه من هُزْلِه،

  ما كان في فِتْيانِكم مِنْ مِثْله

  وهَزَلَتْه أَنا أَهْزِلُه هَزْلاً فهو مَهْزُول، قال ابن بري: كل ضُرٍّ هُزال؛ قال الشاعر:

  أَمِنْ حَذَرِ الهُزال نَكَحْتِ عبداً؟ ... وعَبْدُ السَّوْءِ أَدْنى لِلهُزال

  ابن الأَعرابي قال: والهَزْل يكون لازماً ومتعدياً، يقال: هَزَل الفرسُ وهَزَله صاحبه وأَهْزَله وهَزَّله.

  وهَزَل الرجلُ يَهْزِل هَزْلاً: مَوَّتَتْ ماشِيَتُه، وأَهْزَل يُهْزِل إِذا هُزِلت ماشيته، زاد ابن سيده: ولم تَمُت؛ قال:

  يا أُمَّ عبدِ الله، لا تَسْتَعْجِلي ... ورَفِّعِي ذَلاذِلَ المُرَجَّلِ،

  إِنِّي إِذا مُرُّ زَمانٍ مُعْضِلِ ... يُهْزِلْ ومَنْ يُهْزِل ومن لا يُهْزَلِ

  يَعِه، وكلٌّ يَبْتَلِيه مُبْتَلي

  يُهْزِل موضعه رَفْعٌ ولكنه أُسكن للضرورة وهو فعل للزمان، ويَعِه كان في الأَصل يَعِيه فلما سقطت


(١) قوله [يقال له الهزيلى] هكذا ضبط في الأَصل، وفي التهذيب ضبط بتشديد الزاي كقبيطي.