لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الهمزة]

صفحة 4 - الجزء 12

  النِّساء لا غير، قال: وليس كذلك؛ وقال ابن مقبل في الفَرَح:

  ومَأْتَمٍ كالدُّمى حور مَدامِعها ... لم تَيْأَس العَيْشَ أَبكاراً ولا عُونا⁣(⁣١)

  قال أبو بكر: والعامة تَغْلَط فتظنُّ أَن المأْتم النَّوْح والنياحة، وإِنما المَأْتَمُ النساء المجتَمِعات في فَرَح أَو حُزْن؛ وأَنشد بيت أَبي عَطاء السِّنْدي:

  عَشِيَّة قام النائحاتُ، وشُقِّقت ... جُيوبٌ بأَيْدي مَأْتَمٍ وخُدُودُ

  فجعل المأْتم النساء ولم يجعله النِّياحة؛ قال: وكان أَبو عطاء فصيحاً، ثم ذكر بيت ابن مقبل:

  ومَأْتمٍ كالدُّمى حور مَدامِعها ... لم تيْأَس العَيْشَ أَبكاراً ولا عُونا

  وقال: أَراد ونِساء كالدُّمى؛ وأَنشد الجوهري بيت أَبي حَيَّة النميري:

  رَمَتْه أَناةٌ من رَبيعةِ عامِرٍ ... نَؤُومُ الضُّحى في مَأْتَمٍ أَيّ مَأْتَمِ

  يريد في نِساء أَي نِساء، والجمع المَآتِم، وهو عند العامَّة المُصيبة؛ يقولون: كنّا في مَأْتَمِ فلان والصواب أَن يقال: كُنّا في مَناحة فلان.

  قال ابن بري: لا يمتنع أَن يقَع المَأْتَم بمعنى المَناحةِ والحزْن والنَّوْحِ والبُكاءِ لأَن النساء لذلك اجْتَمَعْنَ، والحُزْن هو السبب الجامع؛ وعلى ذلك قول التيمي في منصور بن زِياد:

  والناسُ مَأْتَمُهُم عليه واحدٌ ... في كل دار رَنَّةٌ وزَفِيرُ

  وقال زيد الخيل:

  أَفي كلِّ عامٍ مَأْتَمٌ تَبْعَثُونَه ... على مِحْمَرٍ، ثَوَّبْتُموه وما رضَا

  وقال آخر:

  أَضْحى بَناتُ النَّبِّي، إِذْ قُتلوا ... في مَأْتَمٍ، والسِّباعُ في عُرُسِ⁣(⁣٢)

  أَي هُنَّ في حُزْن والسِّباع في سُرورٍ؛ وقال الفرزدق:

  فَما ابْنُكِ إِلا ابنٌ من الناس، فاصْبِري ... فَلن يُرْجِع المَوْتَى حَنِينُ المَآتِمِ

  فهذا كله في الشرّ والحُزْن، وبيت أَبي حية النميري في الخير.

  قال ابن سيده: وزعم بعضهم أَن المأْتَم مشتقٌّ من الأَتْمِ في الخُرْزَتَيْنِ، ومن المرأَة الأَتُوم، والتقاؤهما أَنَّ المَأْتَم النساء يجتمعن ويَتقابلن في الخير والشرِّ.

  وما في سيره أَتَمٌ ويَتَمٌ أَي إِبطاء.

  وخطب فما زال على... (⁣٣).

  شيء واحد.

  والأُتُم: شجر يشبه شجر الزيْتون ينبت بالسَّراة في الجبال، وهو عِظام لا يحمل، واحدته أُتُمة، قال: حكاها أَبو حنيفة.

  والأَتْم: موضع؛ قال النابغة:

  فأَوْرَدَهُنَّ بَطْنَ الأَتْمِ، شُعْثاً ... يَصُنَّ المَشْيَ كالحِدَإِ التُّؤامِ

  وقيل: اسم واد؛ قال ابن بري: ومثله قول الآخر:

  أُكَلَّفُ، أَن تَحُلَّ بنو سُلَيم ... بطونَ الأَتْمِ؛ ظُلْم عَبْقَريّ


(١) قوله [تيأس] كذا في التهذيب بمثناة تحتية.

(٢) قوله [النبي] كذا في الأَصل، والذي في شرح القاموس: السبي.

(٣) كذا بياض بالأصل المعول عليه قدر هذا.