[فصل الهمزة]
  أَبو منصور(١): فيما فسَّروا يقع على الكُفَّار وعلى المؤمنين.
  والأُمَّةُ: الطريقة والدين.
  يقال: فلان لا أُمَّةَ له أَي لا دِينَ له ولا نِحْلة له؛ قال الشاعر:
  وهَلْ يَسْتَوي ذو أُمَّةٍ وكَفُورُ؟
  وقوله تعالى: كُنْتُمْ خير أُمَّةٍ؛ قال الأَخفش: يريد أَهْل أُمّةٍ أَي خير أَهْلِ دينٍ؛ وأَنشد للنابغة:
  حَلَفْتُ فلم أَتْرُكْ لِنَفْسِك رِيبةً ... وهل يأْثَمَنْ ذو أُمَّةٍ وهو طائعُ؟
  والإِمَّةُ: لغة في الأُمَّةِ، وهي الطريقة والدينُ.
  والإِمَّة: النِّعْمة؛ قال الأَعشى:
  ولقد جَرَرْتُ لك الغِنى ذا فاقَةٍ ... وأَصاب غَزْوُك إِمَّةً فأَزالَها
  والإِمَّةُ: الهَيْئة؛ عن اللحياني.
  والإِمَّةُ أَيضاً: الحالُ والشأْن.
  وقال ابن الأَعرابي: الإِمَّةُ غَضارةُ العَيش والنعْمةُ؛ وبه فسر قول عبد الله بن الزبير، ¥:
  فهلْ لكُمُ فيكُمْ، وأَنْتُم بإِمَّةٍ ... عليكم عَطاءُ الأَمْنِ، مَوْطِئُكم سَهْلُ
  والإِمَّةُ، بالكسر: العَيْشُ الرَّخِيُّ؛ يقال: هو في إِمَّةٍ من العَيْش وآمَةٍ أَي في خِصْبٍ.
  قال شمر: وآمَة، بتخفيف الميم: عَيْب؛ وأَنشد:
  مَهْلاً، أَبَيْتَ اللَّعْنَ مَهْلاً ... إِنَّ فيما قلتَ آمَه
  ويقال: ما أَمّي وأَمُّه وما شَكْلي وشَكله أَي ما أَمْري وأَمْره لبُعْده مني فلِمَ يَتعرَّض لي؟ ومنه قول الشاعر:
  فما إِمِّي وإمُّ الوَحْشِ لَمَّا ... تَفَرَّعَ في ذُؤابَتِيَ المُشيبُ
  يقول: ما أَنا وطَلَب الوَحْش بعدما كَبِرْت، وذكر الإِمِّ حَشْو في البيت؛ قال ابن بري: ورواه بعضهم وما أَمِّي وأَمُّ الوَحْش، بفتح الهمزة، والأَمُّ: القَصْد.
  وقال ابن بُزُرْج: قالوا ما أَمُّك وأَمّ ذات عِرْق أَي أَيْهاتَ منك ذاتُ عِرْق.
  والأَمُّ: العَلَم الذي يَتْبَعُه الجَيْش ابن سيده: والإِمَّة والأُمَّة السُّنَّةُ.
  وتَأَمَّم به وأْتَمَّ: جعله أَمَّةً.
  وأَمَّ القومَ وأَمَّ بهم: تقدَّمهم، وهي الإِمامةُ.
  والإِمامُ: كل من ائتَمَّ به قومٌ كانوا على الصراط المستقيم أَو كانوا ضالِّين.
  ابن الأَعرابي في قوله ø: يَوْمَ نَدْعُو كلَّ أُناسٍ بإِمامِهْم، قالت طائفة: بكتابهم، وقال آخرون: بنَبيّهم وشَرْعهم، وقيل: بكتابه الذي أَحصى فيه عَمَله.
  وسيدُنا رسولُ الله، ﷺ، إِمامُ أُمَّتِه، وعليهم جميعاً الائتمامُ بسُنَّته التي مَضى عليها.
  ورئيس القوم: أَمِّهم.
  ابن سيده: والإِمامُ ما ائْتُمَّ به من رئيسٍ وغيرِه، والجمع أَئِمَّة.
  وفي التنزيل العزيز: فقاتِلوا أَئِمَّةَ الكُفْر، أَي قاتِلوا رؤساءَ الكُفْر وقادَتَهم الذين ضُعَفاؤهم تَبَعٌ لهم.
  الأَزهري: أَكثر القُراء قَرَؤوا أَيِمَّة الكُفْرِ، بهمزة واحدة، وقرأَ بعضهم أَئمَّةَ، بهمزيتن، قال: وكل ذلك جائز.
  قال ابن سيده: وكذلك قوله تعالى: وجَعلْناهم أَيِمَّةً يَدْعون إِلى النارِ، أَي مَن تَبِعَهم فهو في النار يوم القيامة، قُلبت الهمزة ياء لثِقَلها لأَنها حرف سَفُل في الحَلْق وبَعُد
(١) قوله [قال أبو منصور الخ] هكذا في ا لأصل، ولعله قال أبو منصور الأمة فيما فسروا الخ.