لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الهمزة]

صفحة 24 - الجزء 12

  أَبو منصور⁣(⁣١): فيما فسَّروا يقع على الكُفَّار وعلى المؤمنين.

  والأُمَّةُ: الطريقة والدين.

  يقال: فلان لا أُمَّةَ له أَي لا دِينَ له ولا نِحْلة له؛ قال الشاعر:

  وهَلْ يَسْتَوي ذو أُمَّةٍ وكَفُورُ؟

  وقوله تعالى: كُنْتُمْ خير أُمَّةٍ؛ قال الأَخفش: يريد أَهْل أُمّةٍ أَي خير أَهْلِ دينٍ؛ وأَنشد للنابغة:

  حَلَفْتُ فلم أَتْرُكْ لِنَفْسِك رِيبةً ... وهل يأْثَمَنْ ذو أُمَّةٍ وهو طائعُ؟

  والإِمَّةُ: لغة في الأُمَّةِ، وهي الطريقة والدينُ.

  والإِمَّة: النِّعْمة؛ قال الأَعشى:

  ولقد جَرَرْتُ لك الغِنى ذا فاقَةٍ ... وأَصاب غَزْوُك إِمَّةً فأَزالَها

  والإِمَّةُ: الهَيْئة؛ عن اللحياني.

  والإِمَّةُ أَيضاً: الحالُ والشأْن.

  وقال ابن الأَعرابي: الإِمَّةُ غَضارةُ العَيش والنعْمةُ؛ وبه فسر قول عبد الله بن الزبير، ¥:

  فهلْ لكُمُ فيكُمْ، وأَنْتُم بإِمَّةٍ ... عليكم عَطاءُ الأَمْنِ، مَوْطِئُكم سَهْلُ

  والإِمَّةُ، بالكسر: العَيْشُ الرَّخِيُّ؛ يقال: هو في إِمَّةٍ من العَيْش وآمَةٍ أَي في خِصْبٍ.

  قال شمر: وآمَة، بتخفيف الميم: عَيْب؛ وأَنشد:

  مَهْلاً، أَبَيْتَ اللَّعْنَ مَهْلاً ... إِنَّ فيما قلتَ آمَه

  ويقال: ما أَمّي وأَمُّه وما شَكْلي وشَكله أَي ما أَمْري وأَمْره لبُعْده مني فلِمَ يَتعرَّض لي؟ ومنه قول الشاعر:

  فما إِمِّي وإمُّ الوَحْشِ لَمَّا ... تَفَرَّعَ في ذُؤابَتِيَ المُشيبُ

  يقول: ما أَنا وطَلَب الوَحْش بعدما كَبِرْت، وذكر الإِمِّ حَشْو في البيت؛ قال ابن بري: ورواه بعضهم وما أَمِّي وأَمُّ الوَحْش، بفتح الهمزة، والأَمُّ: القَصْد.

  وقال ابن بُزُرْج: قالوا ما أَمُّك وأَمّ ذات عِرْق أَي أَيْهاتَ منك ذاتُ عِرْق.

  والأَمُّ: العَلَم الذي يَتْبَعُه الجَيْش ابن سيده: والإِمَّة والأُمَّة السُّنَّةُ.

  وتَأَمَّم به وأْتَمَّ: جعله أَمَّةً.

  وأَمَّ القومَ وأَمَّ بهم: تقدَّمهم، وهي الإِمامةُ.

  والإِمامُ: كل من ائتَمَّ به قومٌ كانوا على الصراط المستقيم أَو كانوا ضالِّين.

  ابن الأَعرابي في قوله ø: يَوْمَ نَدْعُو كلَّ أُناسٍ بإِمامِهْم، قالت طائفة: بكتابهم، وقال آخرون: بنَبيّهم وشَرْعهم، وقيل: بكتابه الذي أَحصى فيه عَمَله.

  وسيدُنا رسولُ الله، ، إِمامُ أُمَّتِه، وعليهم جميعاً الائتمامُ بسُنَّته التي مَضى عليها.

  ورئيس القوم: أَمِّهم.

  ابن سيده: والإِمامُ ما ائْتُمَّ به من رئيسٍ وغيرِه، والجمع أَئِمَّة.

  وفي التنزيل العزيز: فقاتِلوا أَئِمَّةَ الكُفْر، أَي قاتِلوا رؤساءَ الكُفْر وقادَتَهم الذين ضُعَفاؤهم تَبَعٌ لهم.

  الأَزهري: أَكثر القُراء قَرَؤوا أَيِمَّة الكُفْرِ، بهمزة واحدة، وقرأَ بعضهم أَئمَّةَ، بهمزيتن، قال: وكل ذلك جائز.

  قال ابن سيده: وكذلك قوله تعالى: وجَعلْناهم أَيِمَّةً يَدْعون إِلى النارِ، أَي مَن تَبِعَهم فهو في النار يوم القيامة، قُلبت الهمزة ياء لثِقَلها لأَنها حرف سَفُل في الحَلْق وبَعُد


(١) قوله [قال أبو منصور الخ] هكذا في ا لأصل، ولعله قال أبو منصور الأمة فيما فسروا الخ.