[فصل الهمزة]
  والمَأْمُومُ من الإِبِل: الذي ذهَب وَبَره عن ظَهْره من ضَرْب أو دَبَرٍ؛ قال الراجز:
  ليس بذِي عَرْكٍ ولا ذِي ضَبِّ ... ولا بِخَوّارٍ ولا أَزَبِّ،
  ولا بمأْمُومٍ ولا أَجَبِّ
  ويقال للبعير العَمِدِ المُتَأَكِّل السَّنامِ: مَأْمُومٌ.
  والأُمِّيّ: الذي لا يَكْتُبُ، قال الزجاج: الأُمِّيُّ الذي على خِلْقَة الأُمَّةِ لم يَتَعَلَّم الكِتاب فهو على جِبِلَّتِه، وفي التنزيل العزيز: ومنهم أُمِّيُّون لا يَعلَمون الكتابَ إلَّا أَمَانِيَّ؛ قال أَبو إسحق: معنى الأُمِّيّ المَنْسُوب إلى ما عليه جَبَلَتْه أُمُّه أي لا يَكتُبُ، فهو في أَنه لا يَكتُب أُمِّيٌّ، لأَن الكِتابة هي مُكْتسَبَةٌ فكأَنه نُسِب إلى ما يُولد عليه أي على ما وَلَدَته أُمُّه عليه، وكانت الكُتَّاب في العرب من أَهل الطائف تَعَلَّموها من رجل من أهل الحِيرة، وأَخذها أَهل الحيرة عن أَهل الأَنْبار.
  وفي الحديث: إنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لا نَكْتُب ولا نَحْسُب؛ أَراد أَنهم على أَصل ولادة أُمِّهم لم يَتَعَلَّموا الكِتابة والحِساب، فهم على جِبِلَّتِهم الأُولى.
  وفي الحديث: بُعِثتُ إلى أُمَّةٍ أُمِّيَّة؛ قيل للعرب الأُمِّيُّون لأَن الكِتابة كانت فيهم عَزِيزة أَو عَديمة؛ ومنه قوله: بَعَثَ في الأُمِّيِّين رسولاً منهم.
  والأُمِّيُّ: العَييّ الجِلْف الجافي القَليلُ الكلام؛ قال:
  ولا أعُودُ بعدَها كَرِيّا ... أُمارسُ الكَهْلَةَ والصَّبيَّا،
  والعَزَبَ المُنَفَّه الأُمِّيَّا
  قيل له أُمِّيٌّ لأَنه على ما وَلَدَته أُمُّه عليه من قِلَّة الكلام وعُجْمَة اللِّسان، وقيل لسيدنا محمدٍ رسول الله، ﷺ، الأُمِّي لأَن أُمَّة العرب لم تكن تَكْتُب ولا تَقْرَأ المَكْتُوبَ، وبَعَثَه الله رسولاً وهو لا يَكْتُب ولا يَقْرأُ من كِتاب، وكانت هذه الخَلَّة إحْدَى آياته المُعجِزة لأَنه، ﷺ، تَلا عليهم كِتابَ الله مَنْظُوماً، تارة بعد أُخْرَى، بالنَّظْم الذي أُنْزِل عليه فلم يُغَيِّره ولم يُبَدِّل أَلفاظَه، وكان الخطيبُ من العرب إذا ارْتَجَل خُطْبَةً ثم أَعادها زاد فيها ونَقَص، فحَفِظه الله ø على نَبيِّه كما أَنْزلَه، وأَبانَه من سائر مَن بَعَثه إليهم بهذه الآية التي بايَنَ بَينه وبينهم بها، ففي ذلك أَنْزَل الله تعالى: وما كنتَ تَتْلُو من قَبْلِه من كِتاب ولا تَخُطُّه بِيَمِينِك إذاً لارْتابَ المُبْطِلون الذين كفروا، ولَقالوا: إنه وَجَدَ هذه الأَقاصِيصَ مَكْتوبةً فَحَفِظَها من الكُتُب.
  والأَمامُ: نَقِيضُ الوَراء وهو في معنى قُدَّام، يكون اسماً وظرفاً.
  قال اللحياني: وقال الكِسائي أمام مؤنثة، وإن ذُكِّرتْ جاز، قال سيبويه: وقالوا أَمامَك إذا كنت تُحَذِّره أو تُبَصِّره شيئاً، وتقول أنت أَمامَه أي قُدَّمه.
  ابن سيده: والأَئمَّةُ كِنانة(١)؛ عن ابن الأَعرابي.
  وأُمَيْمَة وأُمامةُ: اسم امرأَة؛ قال أَبو ذؤيب:
  قالتْ أُمَيْمةُ: ما لجِسْمك شاحِباً ... مثلي ابْتُذِلْتَ، ومِثلُ ما لك يَنْفَعُ(٢)
  وروى الأَصمعي أُمامةُ بالأَلف، فَمَن روى أُمامة على الترخيم(٣).
  وأُمامةُ: ثَلَثُمائة من الإِبِلِ؛ قال:
(١) قوله: والأئمة كِنانة؛ هكذا في الأَصل، ولعله أراد ان بني كنانة يقال لهم الأَئمة.
(٢) قوله [مثلي ابتذلت] تقدم في مادة نفع بلفظ منذ ابتذلت وشرحه هناك.
(٣) قوله [فمن روى امامة على الترخيم] هكذا في الأَصل، ولعله فمن روى أمامة فعلى الأَصل ومن روى أميمة فعل تصغير الترخيم.