لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الباء الموحدة]

صفحة 60 - الجزء 12

  بها النَّبْت إلى أَن تصير مثل الحَبّ، ويخرج لها إذا يَبِسَتْ شَوْك مثل شوك السُّنْبُل، وإذا وَقَع في أُنوف الغَنَم والإِبل أَنِفَت عنه حتى يَنْزِعه الناسُ من أَفواهها وأُنوفِها، فإذا عَظُمَت البُهْمى ويَبِسَتْ كانت كَلأً يَرْعاه الناس حتى يُصِيبه المطَر من عامٍ مُقْبِل، ويَنْبت من تحتِه حبُّه الذي سقَط من سُنْبُله؛ وقال الليث: البُهْى نَبْت تَجِد به الغنَم وَجْداً شديداً ما دام أَخضر، فإذا يَبِس هَرّ شَوْكُه وامتَنَع، ويقولون للواحد بُهْمى، والجمع بُهْمى؛ قال سيبويه: البُهْمى تكون واحدة وجمعاً وأَلفها للتأنيث؛ وقال قومٌ: أَلفها للإِلْحاق، والواحدة بُهْماةٌ؛ وقال المبرد: هذا لا يعرف ولا تكون أَلف فُعْلى، بالضم، لغير التأنيث؛ وأَنشد ابن السكيت:

  رَعَتْ بارِضَ البُهْمى جَمِيماً وبُسْرةً ... وصَمْعاءَ حتى آنَفَتْها نِصالُها

  والعرب تقول: البُهْمى عُقْر الدارِ وعُقارُ الدارِ؛ يُريدون أَنه من خِيار المَرْتَع في جَناب الدَّار؛ وقال بعض الرُّواة: البُهْمى ترتفِع نحو الشِّبْر ونَباتُها أَلْطَف من نَبات البُرِّ، وهي أَنْجَعُ المَرْعَى في الحافرِ ما لم تُسْفِ، واحدتُها بُهْماة؛ قال ابن سيده: هذا قولُ أَهل اللغة، وعندي أَنّ مَن قالُ بُهماةٌ فالأَلف مُلْحِقة له بِجُخْدَب، فإذا نزع الهاء أَحال إعْتِقاده الأَول عما كان عليه، وجعل الأَلف للتأنيث فيما بعد فيجعلها للإِلْحاق مع تاء التأنيث ويجعلها للتأنيث إذا فقد الهاء.

  وأَبْهَمَتِ الأَرض، فهي مبْهِمة: أَنْبَتَت البُهْمَى وكثُر بُهْماها، قال: كذلك حكاه أَبو حنيفة وهذا على النسب.

  وبَهَّم فلان بموضع كذا إذا أَقام به ولم يَبْرَحْه.

  والبهائم: اسم أَرض، وفي التهذيب: البَهائم أَجْبُل بالحِمَى على لَون واحد؛ قال الراعي:

  بَكَى خَشْرَمٌ لمَّا رأَى ذا مَعارِكٍ ... أَتى دونه، والهَضْبَ هَضْبَ البَهائِم

  والأَسماءُ المُبْهَمة عند النحويين: أَسماء الإِشارات نحو قولك هذا وهؤلاء وذاك وأُولئك، قال الأَزهري: الحُروف المُبْهَمة التي لا اشتقاقَ لها ولا يُعْرف لها أُصول مثل الذي والذين وما ومَن وعن⁣(⁣١).

  وما أَشبهها، والله أَعلم.

  بهرم: بَهْرَمَةُ النَّوْر: زَهْرُه؛ عن أَبي حنيفة.

  والبَهْرَمَةُ: عِبادةُ أَهلِ الهند.

  قال الأَصمعي: الرَّنْفُ بَهْرامَج البرِّ.

  والبَهْرَم والبَهْرَمان: العُصْفُر، وقيل: ضرْب من العصفر؛ وأَنشد ابن بري لشاعر يصف ناقة:

  كَوْماء مِعْطير كلَوْنِ البَهْرَمِ

  ويقال للعُصْفر: البَهْرَم والفَغْوُ.

  وبَهْرَمَ لِحْيَته: حَنَّأَها تحْنِئة مُشْبَعَةً؛ قال الراجز:

  أَصْبَحَ بالحِنَّاء قد تَبَهْرَما

  يعني رأسه أَي شاخَ فَخَضَب.

  وفي حديث عثمان، ¥: أَنه غَطَّى وجهَه بقَطيفَة حَمراء أُرْجُوانٍ وهو مُحْرم؛ قال: الأُرْجُوان هو الشديد الحُمْرة، ولا يقال لغير الحُمْرة أُرْجُوانٌ.

  والبَهرَمان دونه بشيء في الحُمْرة، والمُفَدَّمُ المُشْبَع حُمرة، والمُضَرَّجُ دون المُشْبَع، ثم المُوَرَّدُ بعده.

  وفي


(١) قوله [ومن وعن] كذا في الأَصل والتهذيب ونسخة من شرح القاموس غير المطبوع، وفي شرح القاموس المطبوع: ومن نحن.