لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل العين المهملة]

صفحة 618 - الجزء 1

  مني، وأَنا أَعْقُب، بضم القاف، ويقال: أَعْقَبَ عليه يَضْرِبُه.

  وعَقَبَ الرَّجُلَ في أَهله: بغاه بشَرٍّ وخَلَفَه.

  وعَقَبَ في أَثر الرجل بما يكره يَعْقُبُ عَقْباً: تناوله بما يكره ووقع فيه.

  والعُقْبةُ: قدرُ فَرسخين؛ والعُقْبَة أَيضاً: قَدْرُ ما تَسِيرُه، والجمعُ عُقَبٌ؛ قال:

  خَوْداً ضِناكاً لا تَسِير العُقَبا

  أَي إِنها لا تَسير مع الرجال، لأَنها لا تَحْتَملُ ذلك لنَعْمتها وتَرَفِها؛ كقول ذي الرمة:

  فلم تَسْتَطِعْ مَيُّ مُهاواتَنا السُّرَى ... ولا لَيْلَ عِيسٍ في البُرِينَ خَواضِعُ

  والعُقْبةُ: الدُّولةُ؛ والعُقْبةُ: النَّوْبةُ؛ تقول: تَمَّتْ عُقْبَتُكَ؛ والعُقبة أَيضاً: الإِبل يَرْعاها الرجلُ، ويَسْقيها عُقْبَتَه أَي دُولَتَه، كأَنَّ الإِبلَ سميت باسم الدُّولَة؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

  إِنَّ عليَّ عُقْبَةً أَقْضِيها ... لَسْتُ بناسِيها ولا مُنْسِيها

  أَي أَنا أَسُوقُ عُقْبَتِي، وأُحْسِنُ رَعْيَها.

  وقوله: لستُ بناسِيها ولا مُنْسِيها.

  يقول: لستُ بتاركِها عَجْزاً ولا بِمُؤَخِّرِها؛ فعلى هذا إِنما أَراد: ولا مُنْسِئِها، فأَبدل الهمزةَ ياء، لإِقامة الرِّدْفِ.

  والعُقْبةُ: الموضع الذي يُرْكَبُ فيه.

  وتَعاقَبَ المُسافرانِ على الدابة: رَكِبَ كلُّ واحد منهما عُقْبةً.

  وفي الحديث: فكان الناضِحُ يَعْتَقِبُه مِنَّا الخَمْسةُ أَي يَتَعاقَبُونه في الرُّكوبِ واحداً بعدَ واحدٍ.

  يُقال: جاءَتْ عُقْبةُ فلانٍ أَي جاءَتْ نَوْبَتُه ووقتُ رُكوبه.

  وفي الحديث: مَنْ مَشى عن دابته عُقْبةً، فله كذا، أَي شَوْطاً.

  ويُقال: عاقَبْتُ الرجلَ، مِن العُقْبة، إِذا راوَحْتَه في عَمل، فكانت لك عُقْبةٌ وله عُقْبةٌ؛ وكذلك أَعْقَبْتُه.

  ويقول الرجل لزَمِيله: أَعْقِبْ وعاقِبْ أَي انْزِلْ حتى أَرْكَبَ عُقْبتِي؛ وكذلك كلُّ عَمل.

  ولما تَحَوَّلَتِ الخِلافةُ إِلى الهاشميين عن بني أُمَيَّة، قال سُدَيْفٌ شاعرُ بني العباسِ:

  أَعْقِبِي آلَ هاشِمٍ، يا مَيَّا

  يقول: انْزِلي عن الخِلافةِ حتى يَرْكَبَها بَنُو هاشم، فتكون لهم العُقْبةُ عليكم.

  واعْتَقَبْتُ فلاناً من الرُّكُوبِ أَي نَزَلْتُ فرَكِبَ.

  وأَعْقَبْتُ الرجلَ وعاقَبْتُه في الراحلة إِذا رَكِبَ عُقْبةً، ورَكِبْتَ عُقْبةً، مثلُ المُعاقَبةِ.

  والمُعاقَبةُ في الزِّحافِ: أَن تَحْذِفَ حَرْفاً لثَباتِ حَرْفٍ، كأَنْ تَحْذِفَ الياء من مفاعيلن وتُبْقي النونَ، أَو تَحْذِفَ النون وتُبْقي الياء، وهو يقع في جملة شُطُورٍ من شطور العَروض.

  والعرب تُعْقِبُ بين الفاء والثاء، وتُعاقِبُ، مثل جَدَثٍ وجَدَفٍ.

  وعاقَبَ: رَاوَحَ بين رِجْليْه.

  وعُقْبةُ الطائر: مسافة ما بين ارتفاعه وانْحطاطِه؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

  وعَرُوبٍ غَيْر فاحشةٍ ... قد مَلَكْتُ وُدَّها حِقَبا

  ثم آلتْ لا تُكَلِّمُنا ... كلُّ حَيٍّ مُعْقَبٌ عُقَبا

  معنى قوله: مُعْقَبٌ أَي يصير إِلى غير حالته التي كانَ عليها.

  وقِدْحٌ مُعَقَّبٌ: وهو المُعادُ في الرِّبابة مَرَّةً بعد مَرَّة، تَيمُّناً بفَوْزِه؛ وأَنشد:

  بمَثْنى الأَيادِي والمَنيحِ المُعَقَّبِ