لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الغين المعجمة]

صفحة 435 - الجزء 12

  ماله شيئاً: أَعطاه منه شيئاً كثيراً مثل غَثَمَ؛ قال شُقْران مولى سَلامان من قُضَاعة:

  ثِقَال الجِفَانِ والحُلُوم، رَحَاهُمُ ... رَحَى الماء، يكْتالُونَ كَيلاً غَذَمْذما

  يعني جُزَافاً، وتكريره يدل على التكثير.

  الأَصمعي: إذا أَكْثَرَ من العطية قيل غَذَمَ له وغَثَمَ له وقَذَمَ له.

  والغُذَم: الكثير من اللبن، واحدته غُذْمةٌ؛ وأَنشد أَبو عمرو الفقعسي:

  قَدْ تَرَكَتْ فَصِيلَها مُكَرَّما ... ممَّا غَذَتْه غُذَماً فَغُذَما

  الجوهري: والغُذَامةُ، بالضم، شيء من اللبن.

  ووقعوا في غُذْمةٍ من الأَرض وغَذِيمَةٍ أي في واقعة مُنْكَرَة من البقل والعُشْب.

  وغَذَموا بها غُذْمةً وغَذيمةً: أَصابوها.

  وكُلُّ ما أَمْكَن من المَرْتَع فهو غَذِيمةٌ؛ وأَنشد:

  وجَعَلَتْ لا تَجِدُ الْغَذَائما ... إلا لَوِيّاً ودَوِيلاً قاشِمَا

  قال النضر: هو سَيِّدٌ مُتَغَذِّمٌ لا يُمْنَع من كل ما أَراد ولا يتعاظمه شيء.

  والغَذائمُ: البحور، الواحدة غَذِيمةٌ.

  والغذِيمة: أَوَّل سِمَنِ الإِبل في المَرْعَى.

  وأَلْقِ في غَذِيمةِ فلان ما شئت أَي في رُحْب صدره.

  وما سَمِعَ له غَذْمةً أي كلمة.

  وتَغَذَّم البعيرُ بزَبَده: تَلَمَّظَ به وأَلقاه من فيه.

  والغَذِيمةُ: كُلُّ كَلإٍ وكل شيء يَرْكَبُ بعضُه بعضاً؛ ويقال: هي بَقْلة تنبت بعد سير الناس من الدار.

  قال أَبو مالك: الغَذَائم كل متراكِبٍ بعضُه على بعض.

  والغَذَمُ، بالتحريك: نَبْت، واحدته غَذَمةٌ؛ قال القطامي:

  كأَنَّها بَيْضَةٌ غَرَّاءُ خُدَّ لَها ... في عَثعَثٍ يُنْبتُ الحَوْذانَ والغَذَما

  والغَذِيمةُ: الأَرض تُنْبِتُ الغَذَمَ.

  يقال: حَلُّوا في غَذيمةٍ مُنْكَرَة.

  والغُذَّامُ: ضرب من الحَمْض، واحدته غُذَّامة.

  ابن بري: الغُذَّامُ لغة في الغَذَمِ؛ قال رؤبة:

  مِنْ زَغَف الغُذَّامِ والهَشِيما

  والغُذَّامُ أَشهر من الغَذَم.

  غذرم: تَغَذْرَم الشيءَ: أَكله.

  وتَغَذْرَمها: حلف بها، يعني اليمين فأَضمرها لمكان العلم بها.

  ويقال: تَغَذْرَمَ فلانٌ يَمِيناً إذا حلف بها ولم يَتَتَعْتَعْ؛ وأَنشد:

  تَغَذْرَمَها في ثَأْوَةٍ مِنْ شِياهِه ... فَلا بُورِكَتْ تِلْكَ الشِّياه القلائِلُ

  والثَّأْوَةُ: المهزولة من الغنم.

  وغَذْرَمْتُ الشيءَ وغَذْمَرْتُه إذا بعته جِزافاً.

  وماءٌ غُذارِمٌ: كثير.

  والغَذْرَمَةُ: كيلٌ فيه زيادة على الوفاء.

  وكيل غُذارِمٌ أَي جُزافٌ؛ قال أَبو جندب الهذلي:

  فَلَهْفَ ابْنَةِ المَجْنُونِ أَنْ لا تُصِيبَه ... فَتُوفِيَه بالصَّاعِ كَيْلاً غُذارِما

  والغُذارِمُ: الكثير من الماء.

  قال ابن بري: أَراد فيا لَهْفَ، والهاء في تصيبه وتوفيه تعود على مذكور قبل البيت، وهو:

  فَرَّ زُهَيْرٌ خِيفَةً مِنْ عِقابِنا ... فَلَيْتَكَ لم تَغْدِرْ فَتُصْبِحَ نادِما

  والغُذارِمُ: الكثير من الماء مثل الغُذامِر.

  وفي الحديث: أَن عليّاً، ¥، لما طلب إليه أَهل الطائف أَن يكتب لهم الأَمان على تحليل الربا والخمر فامتنع قاموا ولَهُمْ تَغَذْمُرٌ وبَرْبَرَةٌ⁣(⁣١)؛ وقال الراعي:

  تَبصَّرْتُهُمْ، حَتَّى إذا حالَ بَيْنَهُمْ ... رُكامٌ وحادٍ ذو غَذامِيرَ صَيْدَحُ


(١) التغذمر: الغضب وسوء اللفظ والتخليط بالكلام وكذلك البربرة (النهاية).