لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الفاء]

صفحة 448 - الجزء 12

  قال الجوهري: لا واحد له من لفظه.

  يقال: عند فلان فِئام من الناس، والعامة تقول فِيام، بلا همز، وهي الجماعة.

  وفي الحديث: يكون الرجل على الفِئام من الناس؛ هو مهموز الجماعة الكثيرة.

  وفي ترجمة فعم: سقاء مُفْعَم ومُفْأَم أي مملوء.

  فجم: الفَجَم: غِلَظ في الشدق.

  رجل أفْجم، يمانية.

  وفَجْمة الوادي وفُجْمَته: مُتَّسَعه، وقد انْفَجَم وتَفَجَّم.

  وفُجُومة: حيّ من العرب.

  وضُبَيْعةُ أفْجَم: قبيلة.

  فجرم: الفِجْرِمُ: الجَوز الذي يؤكل، وقد جاء في بعض كلام ذي الرمة.

  فحم: الفَحْم والفَحَم، معروف مثل نَهْر ونَهَر: الجمر الطافئ.

  وفي المثل: لو كنت أنْفُخ في فَحَم أي لو كنت أعمل في عائدة؛ قال الأَغلب العجلي:

  هل غَيْرُ غارٍ هَدَّ غاراً فانْهَدَمْ؟ ... قد قاتَلُوا لو يَنْفُخُون في فَحَمْ،

  وصَبَروا لو صَبَرُوا على أَمَمْ

  يقول: لو كان قتالهم يغني شيئاً ولكنه لا يغني، فكان كالذي ينفخ نارً ولا فحم ولا حطب فلا تتقد النار؛ يضرب هذا المثل للرجل يمارس أمراً لا يُجدي عليه، واحدته فَحْمة وفَحَمة.

  والفَحِيم: كالفَحْم؛ قال امرؤ القيس:

  وإذْ هِيَ سَوْداءُ مثل الفَحِيم ... تُغَشِّي المَطانِبَ والمَنْكِبا

  وقد يجوز أن يكون الفَحِيم جمع فَحْم كعبْد وعَبِيد، وإن قلّ ذلك في الأَجناس، ونظير مَعْز ومَعِيز وضَأْن وضَئِين.

  وفَحْمة الليل: أوّله، وقيل: أشدّ سواد في أوّله، وقيل: أشدّه سواداً، وقيل: فحمته ما بين غروب الشمس إلى نوم الناس، سميت بذلك لحرّها لأَن أوّل الليل أَحرّ من آخره ولا تكون الفحمة في الشتاء، وجمعها فِحام وفُحوم مثل مَأْنة ومُؤون؛ قال كثيِّر:

  تُنازِعُ أشْرافَ الإِكامِ مَطِيَّتي ... مِن الليل، شَيحاناً شَدِيداً فُحومُها

  ويجوز أن يكون فُحومها سوادها كأنه مصدر فَحُم.

  والفَحْمة: الشراب في جميع هذه الأَوقات المذكورة.

  الأَزهري: ولا يقال للشراب فحمة كما يقال لِلجاشِرِيَّةِ والصَّبُوح والغَبُوق والقَيْل.

  وأَفْحِمُوا عنكم من الليل وفَحِّمُوا أي لا تسيروا حتى تذهب فَحمته، والتفحيم مثله.

  وانطلقنا فَحْمةَ السَّحَر أي حينه.

  وفي الحديث: أن النبي، ، قال: ضُموا فَواشِيَكم حتى تذهب فحمة الشتاء؛ والفَواشي: ما انتشر من المال والإِبل والغنم وغيرها.

  وفَحْمة العِشاء: شدة سواد الليل وظلمتِه، وإنما يكون ذلك في أوّله حتى إذا سكن فَوْرُه قَلَّت ظُلمته.

  قال ابن بري: حكى حمزة بن الحسن الأَصبهاني أن أبا المفضل قال: أخبرنا أبو معمر عبد الوارث قال كنا بباب بكر بن حبيب فقال عيسى بن عمر في عرض كلام له قَحْمة العِشاء، فقلنا: لعله فحمة العشاء، فقال: هي قحمة، بالقاف، لا يختلف فيها، فدخلنا على بكر بن حبيب فحكيناها له فقال: هي فحمة العشاء، بالفاء لا غير، أي فَورته.

  وفي الحديث: اكْفِتوا صبيانكم حتى تذهب فحمة العشاء؛ هي إقباله وأول سواده، قال: ويقال للظُّلمة التي بين صلاتي العشاء الفحمة، والتي بين العتمة والغداة العَسْعَسَةُ.

  ويقال: فَحِّموا عن العشاء؛ يقول: لا تَسِيروا في أوله حين تَفُور الظُّلمة ولكن امْهَلوا حتى تَسْكن وتَعتدل الظلمة ثم سيروا؛ وقال لَبيد: