لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الفاء]

صفحة 450 - الجزء 12

  نَحْمَدُ مَوْلانا الأَجَلَّ الأَفْخَما

  والفَيْخَمانُ: الرئيس المُعظَّم الذي يُصدَر عن رأْيه ولا يُقطع أمرٌ دونه.

  أبو عبيد: الفَخامة في الوجه نُبله وامْتِلاؤه.

  ورجل فَخْم: كثير لحم الوَجْنَتين.

  والتفخيم في الحروف ضد الإِمالة.

  وألف التفخيم: هي التي تجدها بين الأَلف والواو كقولك سلام عليكم وقامَ زيد، وعلى هذا كتبوا الصلاة والزكاة والحياة، كل ذلك بالواو لأَن الأَلف مالت نحو الواو، وهذا كما كتبوا إحديهما وسويهن بالياء لمكان إمالة الفتحة قبل الأَلف إلى الكسرة.

  فدم: الفَدْم من الناس: العَيِيُّ عن الحجة والكلام مع ثقل ورخاوة وقلة فهم، وهو أيضاً الغليظ السمين الأَحمق الجافي، والثاء لغة فيه، وحكى يعقوب أن الثاءَ بدل من الفاء، والجمع فِدام، والأُنثى فَدْمَة وثَدْمة، وقد فَدُمَ فَدامة وفُدومة؛ قال الليث: والجمع فُدْم⁣(⁣١).

  والمُفْدَم من الثياب: المُشْبَع حمرة، وقيل: هو الذي ليست حُمرته شديدة.

  وأَحْمر فَدْم: مشبع.

  قال شمر: والمُفَدَّمة من الثياب المُشْبَعة حمرة؛ قال أبو خراش الهذلي:

  ولا بَطَلاً إذا الكُماةُ تَزَيَّنُوا ... لَدَى غَمَراتِ المَوْتِ، بالحالِكِ الفَدْمِ

  يقول: كأنَّما تزينوا في الحرب بالدّم الحالك.

  والفَدْم: الثقيلُ من الدم، والمُفَدَّم مأْخوذ منه.

  وثوب فَدْم إذا أُشبع صَبْغُه.

  وثوب فَدْم، ساكنة الدال، إذا كان مصبوغاً بحمرة مشبعاً.

  وصِبْغ مُفْدَم أي خاثِر مُشْبَع.

  قال ابن بري: والفَدم الدم؛ قال الشاعر:

  أَقولُ لكامِلٍ في الحَرْب لَمَّا ... جَرى بالحالِكِ الفَدْمِ البُحورُ

  وفي الحديث: أنه نهى عن الثوب المُفْدَم؛ هو المشبع حمرة كأنه الذي لا يُقدر على الزيادة عليه لتناهي حمرته فهو كالممتنع من قبول الصبغ؛ ومنه حديث علي: نهاني رسول الله، ، أن أَقرأَ وأنا راكع أو أَلبَسَ المُعَصْفَر المُفْدَم.

  وفي حديث عروة: أنه كره المُفْدَم للمُحرم ولم يرَ بالمُضَرَّج بأْساً؛ المُضَرَّج: دون المُفْدَم، وبعده المُوَرَّد.

  وفي حديث أبي ذرّ: أن الله ضَرَبَ النصارى بِذلّ مُفْدَم أي شديد مشبع، فاستعاره من الذوات للمعاني.

  والفَدْم: الدم؛ ومنه قيل للثقيل: فَدْم تشبيهاً به.

  والفِدامُ: شيء تشدُّه العجم على أفواهها عند السَّقْي، الواحدة فِدامَة، وأما الفِدام فإنه مِصْفاة الكوز والإِبريق ونحوه، وسُقاةُ الأَعاجم المجوس إذا سَقَوا الشِّرْبَ فَدَّمُوا أَفواههم، فالساقي مُفَدَّم، والإِبريق الذي يُسقى منه الشِّرْب مُفَدَّم.

  والفَدَّام: شيء تمسح به الأَعاجم عند السقي، واحدته فَدَّامة؛ قال العجاج:

  كأَنَّ ذا فَدَّامةٍ مُنَطَّفا ... قَطَّفَ مِن أَعْنابه ما قَطَّفا

  يريد صاحب فَدَّامة، تقول منه: فَدَّمْت الآنية تَفدِيماً.

  والمُفَدَّمات: الأَباريق والدنان.

  والفِدامُ والثِّدامُ: المِصْفاة.

  والفِدام: ما يوضع في فم الإِبريق، والفَدَّم بالفتح والتشديد مثله، قال: وكذلك الخرقة التي يَشدّ بها المجوسي فمه.

  وإبريق مُفْدَم ومَفدُوم ومُفَدَّم: عليه فِدام، الثاء عند يعقوب بدل من الفاء.

  والفَدامُ: لغة في الفِدام.

  وفَدَّم الإِبريقَ: وضع على فمه الفِدَام؛ قال عنترة:


(١) قوله والجمع فدم] كذا ضبط بالأصل. ووقع في نسخة التهذيب مضبوطاً بشكل القلم أيضاً ككتب.