لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الكاف]

صفحة 525 - الجزء 12

  عليها الشيخ كالأَسدِ الكليم إذا جُرِح فَحَمِي أَنْفاً، والرفع على قولك عليها الشيخُ الكلِيمُ كالأَسد، والجمع كَلْمى.

  وقوله تعالى: أَخرجنا لهم دابّة من الأَرض تُكَلِّمهم؛ قرئت: تَكْلِمُهم وتُكَلِّمُهم، فتَكْلِمُهم: تجرحهم وتَسِمهُم، وتُكَلِّمُهم: من الكلام، وقيل: تَكْلِمهم وتُكَلِّمهم سواء كما تقول تَجْرحهُم وتُجَرِّحهم، قال الفراء: اجتمع القراء على تشديد تُكَلِّمهم وهو من الكلام، وقال أَبو حاتم: قرأَ بعضهم تَكْلِمهُم وفسر تَجْرحهُم، والكِلام: الجراح، وكذلك إن شدد تُكلِّمهم فذلك المعنى تُجَرِّحهم، وفسر فقيل: تَسِمهُم في وجوههم، تَسِمُ المؤمن بنقطة بيضاء فيبيضُّ وجهه، وتَسِم الكافر بنقطة سوداء فيسودّ وجهه.

  والتَّكْلِيمُ: التَّجْرِيح؛ قال عنترة:

  إذ لا أَزال على رِحالةِ سابِحٍ ... نَهْدٍ، تَعاوَرَه الكُماة، مُكَلَّمِ

  وفي الحديث: ذهَب الأَوَّلون لم تَكْلِمهم الدنيا من حسناتهم شيئاً أي لم تؤثِّر فيهم ولم تَقْدح في أَديانهم، وأَصل الكَلْم الجُرْح.

  وفي الحديث: إنا نَقُوم على المَرْضى ونُداوي الكَلْمَى؛ جمع كَلِيم وهو الجَريح، فعيل بمعنى مفعول، وقد تكرر ذكره اسماً وفعلاً مفرداً ومجموعاً.

  وفي التهذيب في ترجمة مسح في قوله ø: بِكَلِمةٍ منه اسمه المَسِيح؛ قال أَبو منصور: سمى الله ابتداء أَمره كَلِمة لأَنه أَلْقَى إليها الكَلِمة ثم كَوَّن الكلمة بشَراً، ومعنى الكَلِمة معنى الولد، والمعنى يُبَشِّرُك بولد اسمه المسيح؛ وقال الجوهري: وعيسى، #، كلمة الله لأَنه لما انتُفع به في الدّين كما انتُفع بكلامه سمي به كما يقال فلان سَيْفُ الله وأَسَدُ الله.

  والكُلام: أَرض غَليظة صَليبة أو طين يابس، قال ابن دريد: ولا أَدري ما صحته، والله أَعلم.

  كلثم: الكُلْثُوم: الفِيلُ، وهو الزَّنْدَبِيل والكُلْثُوم: الكثير لحم الخدّين والوجه.

  والكَلْثمة: اجتماع لحم الوجه.

  وجارية مُكَلْثَمة: حسنَة دوائر الوجه ذات وجنتين فاتَتْهما سُهولة الخدَّين ولم تلزمهما جُهومة القُبْح.

  ووجه مُكَلْثَمٌ: مُستدير كثير اللحم وفيه كالجَوْز من اللحم، وقيل: هو المُتقارب الجَعْدُ المُدَوَّر، وقيل: هو نحو الجَهْم غير أَنه أَضيق منه وأَملَح، والمصدر الكَلْثَمة.

  قال شمر: قال أَبو عبيد في صفة النبي، : إنه لم يكن بالمُكَلْثَم؛ قال: معناه أَنه لم يكن مستدير الوجه ولكنه كان أَسِيلاً، .

  وقال شمر: المُكَلْثَمُ من الوجوه القَصِيرُ الحنكِ الدّاني الجَبهة المستدير الوجه؛ وفي النهاية لابن الأَثير: مستدير الوجه مع خفة اللحم، قال: ولا تكون الكَلْثَمة إلَّا مع كثرة اللحم؛ وقال شَبِيب بن البَرْصاء يَصِف أَخلاف ناقة:

  وأَخْلافٌ مُكَلْثَمةٌ وثَجْرُ

  صيَّر أَخْلافَها مُكَلْثَمة لغلَظها وعِظَمها.

  وكُلْثُوم: رجل.

  وأُمّ كُلْثُوم: امرأَة.

  كلحم: الكِلْحِمُ والكِلْمِحُ: التراب؛ كلاهما عن كراع والليحاني.

  وحكى اللحياني: بفيه الكِلْحِمُ والكِلْمِحُ، فاستعمل في الدعاء، كقولك وأَنت تدعو عليه: التُّرْب له.

  كلدم: الكُلْدُوم: كالكُرْدُوم.

  كلذم: الكَلْذَمُ: الصُّلْب.

  كلسم: الكَلْسَمةُ: الذَّهاب في سُرْعة، وهي الكَلْمسة أَيضاً، تقول: كَلْمَسَ الرجلُ وكَلْسَم إذا ذهب ابن الأَعرابي: يقال كَلْسَمَ فلان إذا تمادى كَسَلاً عن قضاء الحُقوق.