لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الغين المعجمة]

صفحة 645 - الجزء 1

  والغُرابانِ: طَرَفا الوَرِكَينِ الأَسْفَلانِ اللَّذان يَلِيانِ أَعالي الفَخِذَين؛ وقيل: هما رُؤُوس الوَرِكَين، وأَعالي فُرُوعهما؛ وقيل: بل هما عَظْمانِ رَقيقانِ أَسفل من الفَراشة.

  وقيل: هما عَظْمانِ شاخصانِ، يَبْتَدّانِ الصُّلْبَ.

  والغُرابانِ، من الفَرس والبعير: حَرفا الوَرِكينِ الأَيْسَرِ والأَيمنِ، اللَّذانِ فوقَ الذَّنَب، حيث التَقَى رأْسا الوَرِكِ اليُمْنى واليُسْرى، والجمع غِربانٌ؛ قال الراجز:

  يا عَجَبا للعَجَبِ العُجابِ ... خَمْسَةُ غِرْبانٍ على غُرابِ

  وقال ذو الرمة:

  وقَرَّبْنَ بالزُّرْقِ الحَمائلَ، بَعْدما ... تَقَوَّبَ، عن غِرْبان أَوْراكها، الخَطْرُ

  أَراد: تَقَوَّبَتْ غِرْبانُها عن الخَطْرِ، فقلبه لأَن المعنى معروف؛ كقولك: لا يَدْخُلُ الخاتَمُ في إِصْبَعِي أَي لا يَدْخُلُ إِصْبَعي في خاتَمي.

  وقيل: الغِرْبانُ أَوْراكُ الإِبل أَنْفُسها؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

  سأَرْفَعُ قَوْلاً للحُصَينِ ومُنْذِرٍ ... تَطِيرُ به الغِرْبانُ شَطْرَ المَواسم

  قال: الغِرْبانُ هنا أَوْراكُ الإِبِلِ أَي تَحْمِلُه الرواةُ إِلى المواسم.

  والغِرْبانُ: غِرْبانُ الإِبِلِ، والغُرابانِ: طَرَفا الوَرِك، اللَّذانِ يَكونانِ خَلْفَ القَطاةِ؛ والمعنى: أَن هذا الشِّعْرَ يُذْهَبُ به على الإِبِل إِلى المَواسم، وليس يُرِيدُ الغِربانَ دونَ غيرِها؛ وهذا كما قال الآخر:

  وإِنَّ عِتاقَ العِيسِ، سَوْفَ يَزُورُكُمْ ... ثَنائي، على أَعْجازِهِنَّ مُعَلَّقُ

  فليس يريد الأَعجاز دون الصُّدور.

  وقيل: إِنما خصَّ الأَعْجازَ والأَوْراكَ، لأَنَّ قائِلَها جَعل كِتابَها في قَعْبَةٍ احْتَقَبها، وشدَّها على عَجُز بعيره.

  والغُرابُ: حَدُّ الوَرك الذي يلي الظهْرَ.

  والغُرابُ: الطائرُ الأَسْوَدُ، والجمع أَغْرِبة، وأَغْرُبٌ، وغِرْبانٌ، وغُرُبٌ؛ قال:

  وأَنْتُم خِفافٌ مِثْلُ أَجْنحةِ الغُرُبْ

  وغَرابِينُ: جمعُ الجمع.

  والعرب تقول: فلانٌ أَبْصَرُ من غُرابٍ، وأَحْذَرُ من غُرابٍ، وأَزْهَى من غُرابٍ، وأَصْفَى عَيْشاً من غُرابٍ، وأَشدُّ سواداً من غُرابٍ.

  وإِذا نَعَتُوا أَرْضاً بالخِصْبِ، قالوا: وَقَعَ في أَرْضٍ لا يَطِير غُرابُها.

  ويقولون: وجَدَ تَمْرَةَ الغُرابِ؛ وذلك أَنه يتَّبِعُ أَجودَ التَّمْر فيَنْتَقِيه.

  ويقولون: أَشْأَمُ من غُرابٍ، وأَفْسَقُ من غُراب.

  ويقولون: طارَ غُرابُ فلانٍ إِذا شاب رأْسُه؛ ومنه قوله:

  ولمَّا رَأَيْتُ النَّسْرَ عَزَّ ابنَ دَايةٍ

  أَراد بابْنِ دايةٍ الغُرابَ.

  وفي الحديث: أَنه غيَّرَ اسمَ غُرابٍ، لمَا فيه من البُعْدِ، ولأَنه من أَخْبَث الطُّيور.

  وفي حديث عائشة، لمّا نَزَلَ قولُه تعالى: ولْيَضْرِبْنَ بخُمُرِهِنَّ على جُيوبِهِنَّ: فأَصْبَحْنَ على رؤوسِهِنَّ الغِرْبانُ.

  شَبَّهَتِ الخُمُرَ في سوادها بالغِرْبان، جمع غُراب؛ كما قال الكميت:

  كغِرْبانِ الكُروم الدوالِجِ

  وقوله:

  زَمانَ عَليَّ غُرابٌ غُدافٌ ... فطَيَّرَه الشَّيْبُ عنِّي فطارا

  إِنما عَنى به شِدَّةَ سوادِ شعره زمانَ شَبابِه.

  وقوله: