لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل اللام]

صفحة 544 - الجزء 12

  قال ذو الرمة يَصف أَرطأة تَكنَّسَ فيها الثور الوحشي:

  كأَنَّها بيتُ عَطَّارٍ يُضَمِّنُه ... لَطائمَ المِسْكِ، يَحْويها وتُنْتَهَبُ

  قال أَبو عمرو: اللَّطِيمةُ قِطْعةُ مِسْك، ويقال فارة مِسْك؛ قال الشاعر في اللَّطيمة المسك:

  فقلت: أَعَطَّاراً نَرى في رِحالِنا؟ ... وما إِنْ بمَوْماةٍ تُباعُ اللَّطائمُ

  وقال آخر في مثله:

  عَرُفْتَ كإِتْبٍ عَرَّفَتْه اللَّطائمُ

  وفي حديث بدر: قال أَبو جهل يا قومِ اللَّطيمَة اللَّطيمةَ أَي أَدْرِكوها، وهي منصوبة بإِضمار هذا الفعل.

  واللَّطيمة: الجِمالُ التي تحمل العِطْرَ والبَزَّ غير المِيرة.

  ولَطائمُ المِسْك: أَوْعِيتُه.

  ابن الأَعرابي: اللَّطيمةُ سُوقُ الإِبل، واللَّطيمة والزَّوْمَلةُ من العِير التي عليها أَحمالها، قال: ويقال اللَّطيمةُ والعِيرُ والزَّوْملة، وهي العير التي كان عليها⁣(⁣١) حِمْل أَو لم يكن، ولا تسمى لَطيمةً ولا زَوْملة حتى تكون عليها أَحمالها؛ وقول أَبي ذؤيب:

  فجاءَ بها ما شِئتَ من لَطَمِيَّةٍ ... تَدُورُ البحارُ فوقَها وتَمُوجُ

  إِنما عنى دُرَّة.

  وقوله: ما شئت من لَطَمِيّة، في موضع الحال.

  وتَلَطَّم وجهُه: ارْبَدّ.

  والمُلَطَّم: اللئيم.

  ولَطَّم الكتاب: ختَمه؛ وقوله:

  لا يُلْطَمُ المصْبُورُ وَسْطَ بُيوتِنا ... ونَحُجُّ أَهلِ الحقِّ بالتَّحْكِيم

  يقول: لا يُظْلَم فينا فيُلْطَم ولكن نأْخذ الحق منه بالعدل عليه.

  الليث: اللَّطِيمة سُوق فيها أَوْعيةٌ من العِطْر ونحوه من البِياعات؛ وأَنشد:

  يَطُوفُ بها وَسْطَ اللَّطِيمة بائعُ

  وقال في قول ذي الرمة:

  لطائِم المِسْكِ يَحْوِيها وتُنْتَهَبُ

  يعني أَوْعِيَة المسك.

  أَبو سعيد: اللَّطيمة العَنْبَرةُ التي لُطِمَت بالمسك فتَفَتَّقت به حتى نَشِبَت رائحتها، وهي اللَّطَمِيّة، ويقال: بالةٌ لَطَمِيّةٌ؛ ومنه قول أَبي ذؤيب:

  كأَنَّ عليها بالةً لَطَمِيَّةً ... لها من خِلالِ الدَّأْيَتينِ أَرِيجُ

  أَراد بالبالة الرائحة والشَّمّة، مأْخوذ من بَلْوته أَي شَمَمْته، وأَصلها بَلوة، فقدَّم الواو وصيرها أَلفاً كقولهم قاعَ وقَعا.

  ويقال: أَعْطِني لَطِيمةً من مِسك أَي قطعة.

  واللَّطِيمة في قول النابغة⁣(⁣٢): هي الغوالي المُعَنْبَرة، ولا تسمى لَطِيمة حتى تكون مخلوطة بغيرها.

  الفراء: اللَّطِيمة سُوق العطَّارين، واللَّطيمة العِيرُ تحمل البُرَّ والطِّيبَ.

  أَبو عمرو: اللَّطيمةُ سُوقٌ فيها بَزٌّ وطِيب.

  ولاطَمَه فتَلاطما؛ والتطَمَت الأَمْواجُ: ضرب بعضها بعضاً؛ وفي حديث حسّان:

  يُلَطِّمُهنّ بالخُمُرِ النساءُ

  أَي يَنْفُضْن ما عليها من الغُبار، فاستعار له اللَّطْم، وروي يُطَلِّمُهنّ، وهو الضرب بالكف.

  لعم: انفرد بها الأَزهري وقال: لم أَسمع فيه شيئاً غير حرف واحد وجدته لابن الأَعرابي، قال: اللَّعَمُ اللُّعابُ، بالعين، قال: ويقال لم يتَلعْثَمْ في كذا ولم يتَلَعْلَمْ في كذا أَي لم يتمكَّث ولم ينتظر.


(١) قوله [وهي العير التي كان عليها إلخ] كذا في الأَصل، وعبارة التهذيب: وهي العير كان عليها حمل أو لم يكن.

(٢) قوله [واللطيمة في قول النابغة إلخ] عبارة التهذيب: واللطيمة في قول النابغة السوق، سميت لطيمة لتصافق الأَيدي فيها، قال: وأما لطائم المسك في قول ذي الرمة فهي الغوالي إلخ.