لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل النون]

صفحة 568 - الجزء 12

  كأَنه افْتَعَل من نَتَم، كما تقول مِنْ نَتَل انتَتَل، ومِن نَتَقَ انتَتَقَ، على افتعل؛ وأَنشد أَبو عمرو لمنظور الأَسدي:

  قد انتَتَمتْ علَيَّ بقَوْلِ سُوءٍ ... بُهَيْصِلةٌ، لها وَجْه ذَمِيمُ

  حَليلةُ فاحِشٍ وأْنٍ بَئِيلٍ ... مُزَوْزِكَةٌ، لها حَسَبٌ لَئِيمُ

  يقال: ضَئيلٌ بَئِيلٌ أَي قَبيح، والمُزَوْزِكة: التي إِذا مشَتْ أَسْرَعت وحركت أَلْيَتَيْها، قال أَبو منصور: لا أَدري انتَثَمتْ، بالثاء، أَو انتَتَمتْ، بتاءَين، قال: والأَقرب أَنه مِن نَثَمَ يَنْثِمُ لأَنه أَشبه بالصواب، قال: ولا أَعرفُ واحداً منهما.

  وقال الأَصمعي: امرأَة وَأْنَةٌ إِذا كانت مقاربة الخَلْق.

  نثم: لم أَرَ فيها غيرَ ما قال أَبو منصور في ترجمة نتم قبلها: لا أَدري انتَثَمتْ، بالثاء، أَو انتَتَمتْ، بتاءَين، في قول الشاعر:

  قد انتَتمتْ عليَّ بقول سوءٍ ... بُهَيْصِلةٌ، لها وجه ذميم

  قال: والأَقرب أَنه من نَثَمَ يَنْثِمُ لأَنه أَشبه بالصواب، قال: ولا أَعرف واحداً منهما.

  نجم: نَجَمَ الشيءُ يَنْجُم، بالضم، نُجوماً: طَلَعَ وظهر.

  ونَجَمَ النباتُ والنابُ والقَرْنُ والكوكبُ وغيرُ ذلك: طلَعَ.

  قال الله تعالى: والنَّجْمُ والشجرُ يَسْجُدانِ.

  وفي الحديث: هذا إِبَّانُ نُجومِه أَي وقتُ ظهورِه، يعني النبيّ، .

  يقال: نَجَم النبتُ يَنْجُم إِذا طلع.

  وكلُّ ما طلع وظهر فقد نَجَم.

  وقد خُصَّ بالنَّجْم منه ما لا يقوم على ساقٍ، كما خُصَّ القائمُ على الساق منه بالشجر.

  وفي حديث حُذَيفة: سِراجٌ من النارِ يَظْهَرُ في أَكتافِهم حتى يَنْجُم في صُدورِهم.

  والنَّجْمُ من النباتِ: كلُّ ما نبتَ على وجه الأَرض ونَجَمَ على غيرِ ساقٍ وتسطَّح فلم يَنْهَض، والشجرُ كلُّ ما له ساقٌ: ومعنى سُجودِهما دَوَرانُ الظلِّ معهما.

  قال أَبو إِسحق: قد قيل إِن النَّجْمَ يُراد به النجومُ، قال: وجائز أَن يكون النَّجْمُ ههنا ما نبت على وجه الأَرض وما طلع من نُجومِ السماء.

  ويقال لكل ما طلع: قد نَجمَ، والنَّجِيمُ منه الطَّرِيُّ حين نَجمَ فنبَت؛ قال ذو الرمة:

  يُصَعِّدْنَ رُقْشاً بَيْنَ عُوجٍ كأَنها ... زِجاجُ القَنا، منها نَجِيمٌ وعارِدُ

  والنُّجومُ: ما نَجَمَ من العروق أَيامَ الربيع، ترى رؤوسها أَمثالَ المَسالِّ تَشُقُّ الأَرضَ شقّاً.

  ابن الأَعرابي: النَّجْمةُ شجرةٌ، والنَّجْمةُ الكَلِمةُ، والنَّجْمةُ نَبْتةٌ صغيرة، وجمعها نَجْمٌ، فما كان له ساقٌ فهو شجر، وما لم يكن له ساقٌ فهو نَجْمٌ.

  أَبو عبيد: السَّرادِيحُ أَماكنُ ليِّنةٌ تُنْبت النَّجَمةَ والنَّصِيَّ، قال: والنَّجَمة شجرة تنبت ممتدة على وجه الأَرض، وقال شمر: النَّجَمة ههنا، بالفتح⁣(⁣١)، قال: وقد رأَيتها في البادية وفسرها غير واحد منهم، وهي الثَّيِّلةُ، وهي شجرة خضراء كأَنها أَوَّلُ بَذْر الحبّ حين يخرج صِغاراً، قال: وأَما النَّجْمةُ فهو شيءٌ ينبت في أُصول النخلة، وفي الصحاح: ضرْبٌ من النبت؛ وأَنشد للحرث بن ظالم المُرّيّ يهجو النعمان:

  أَخُصْيَيْ حِمارٍ ظَلَّ يَكْدِمُ نَجْمةً ... أَتُؤْكَلُ جاراتي وجارُك سالمْ؟

  والنَّجْمُ هنا: نَبْتٌ بعينه، واحدُه نَجْمةٌ⁣(⁣٢) وهو


(١) قوله [بالفتح] هكذا في التهذيب مع ضبطه بالتحريك، وعبارة الصاغاني: بفتح الجيم.

(٢) قوله [واحده نجمة وهو الثيل] تقدم ضبطه عن شمر بالتحريك وضبط ما ينبت في أصول النخل بالفتح. ونقل الصاغاني عن الدينوري أنه لا فرق بينهما.