لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الهاء]

صفحة 624 - الجزء 12

  قرأَ فيه قراءة خفيّة؛ وقال الليث في قوله:

  ألا يا قَيْلُ، وَيحَكَ قُمْ فهَيْنِمْ

  أي فادعُ الله.

  والهِنَّمة: الدَّندَنة.

  ويقال للرجل الضعيف: هِنَّمة.

  والهَيْنَم والهَينَمة والهَينام والهَينوم والهَيْنَمان، كله: الكلام الخفي، وقيل: الصوت الخفي، وقد هَيْنَم.

  والمُهَيِنمُ: النَّمَّام.

  وبنو هِنّامٍ: خيٌّ من الجن، وقد جاء في الشعر الفصيح.

  هندم: الأَزهري: الهِندامُ الحسَن القَدِّ، معرَّب.

  هوم: الهَوْم والتَّهَوُّم والتَّهْويم: النوم الخفيف؛ قال الفرزدق يصف صائداً:

  عاري الأَشاجِع مَشْفوه أَخو قَنَصٍ ... ما تَطْعَمُ العَينُ نَوْماً غير تَهْوِيم

  وهَوَّم الرجلُ إذا هَزَّ رأْسَه من النُّعاس، وهَوَّمَ القومُ وتَهوَّمُوا كذلك، وقد هَوَّمْنا.

  أَبو عبيد: إذا كان النوم قليلاً فهو التَّهْويم.

  وفي حديث رُقَيقة: فبَينا أَنا نائمة أَو مُهَوِّمةٌ؛ التَّهْويم: أَولُ النوم وهو دون النوم الشديد.

  والهامَةُ: رأْس كل شيء من الرُّوحانيين؛ عن الليث؛ قال الأَزهري: أراد الليث بالرُّوحانيين ذوي الأَجسام القائمة بما جعَل الله فيها من الأَرْواح؛ وقال ابن شميل: الرُّوحانيون هم الملائكة والجنّ التي ليس لها أَجسام تُرى، قال: وهذا القول هو الصحيح عندنا.

  الجوهري: الهامَة الرأْس، والجمع هامٌ، وقيل: الهامَة ما بين حَرْفَي الرأْس، وقيل: هي وسَطُ الرأْس ومُعظمه من كل شيء، وقيل: من ذوات الأَرواح خاصة.

  أَبو زيد: الهامَة أَعلى الرأْس وفيه الناصية والقُصَّة، وهما ما أقَبَل على الجبهة من شعر الرأْس، وفيه المَفْرَق، وهو فَرْق الرأْسِ بين الجَبينين إلى الدائرة، وكانت العرب تزعُم أن رُوح القتيل الذي لم يُدْرَك بثأْره تصيرُ هامَة فتَزْقو عند قبره، تقول: اسقُوني اسقُوني فإذا أُدْرِك بثأْره طارت؛ وهذا المعنى أَراد جرير بقوله:

  ومِنَّا الذي أَبكى صُدَيَّ بن مالكٍ ... ونَفَّرَ طَيراً عن جُعادةَ وُقَّعا

  يقول: فُتِلَ قاتِلُه فنَفَرَت الطيرُ عن قبره.

  وأَزْقَيْت هامَة فلان إذا قتلته؛ قال:

  فإنْ تَكُ هامة بِهَراةَ تَزْقُو ... فقد أَزْقَيْتُ بالمَرْوَيْنِ هاما

  وكانوا يقولون: إن القتيل تخرُج هامةٌ من هامَته فلا تزالُ تقول اسْقوني اسقُوني حتى يُقتل قاتِلُه؛ ومنه قول ذي الإِصبع:

  يا عَمْرُو، إنْ لا تَدَعْ شَتْمِي ومَنْقَصَتي ... أَضْرِبْك حتى تقولَ الهامةُ: اسقوني

  يريد أَقْتُلْك.

  ويقال: هذا هامةُ اليومِ أو غدٍ، أي يموت اليومَ أو غدٍ؛ قال كُثَيِّر:

  وكلُّ خليلٍ رانيءٍ فهو قائلٌ ... مِنَ اجْلِكَ: هذا هامَةُ اليومِ أو غد

  وفي الحديث: وتَرَكَت المَطِيَّ هاماً؛ قيل: هو جمع هامة من عظام الميت التي تصيرُ هامةً، أَو هو جمع هائمٍ وهو الذاهب على وجهه؛ يريد أَن الإِبل من قلة المَرْعَى ماتت من الجَدْبِ أَو ذهَبَتْ على وجهها.

  وفي الحديث: أَن النبي، قال: لا عَدْوَ ولا هامةَ ولا صَفَرَ؛ الهامَة: الرأْس واسمُ طائر، وهو المراد في الحديث، وقيل: هي البومة.

  أَبو عبيدة: أما الهامَةُ فإن العرب كانت تقول إن عظام الموتَى، وقيل أَرواحهم، تصير هامَةً فتطير، وقيل: كانوا يسمون ذلك الطائرَ الذي يخرج من هامَة الميت الصَّدَى، فنَفاه الإِسلامُ ونهاهم عنه؛