لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الهاء]

صفحة 627 - الجزء 12

  يَخْلو فيه العاشقُ والشاعرُ؛ ويقال: هو وادي الكلام، والله أَعلم.

  الجوهري: هامَ على وَجْهِه يَهِيمُ هَيْماً وهَيَماناً ذهبَ من العِشْقِ وغيره.

  وقلبٌ مُسْتهامٌ أَي هائمٌ.

  والهُيامُ: داء يأْخذ الإِبلَ فتَهِيم في الأَرضِ لا ترعى، يقال: ناقة هَيْماء؛ قال كُثَيّر:

  فلا يَحْسَب الواشون أَنّ صَبابَتي ... بِعَزَّةَ، كانت غَمْرَةً فتَجَلَّتِ

  وإِنِّيَ قد أَبْلَلْتُ من دَنَفٍ بها ... كما أَدْنَفَتْ هَيْماءُ، ثم اسْتَبَلَّتِ

  وقالوا: هِمْ لنَفْسِك ولا تَهِمْ لهؤلاء أَي اطْلُبْ لها واهْتَمَّ واحْتَلْ.

  وفلان لا يَهْتامُ لنفسِه أَي لا يَحْتالُ؛ قال الأَخطل:

  فاهْتَمْ لنَفْسِك، يا جُمَيعُ، ولا تكنْ ... لَبني قُرَيْبةَ والبطونِ تَهِيمُ⁣(⁣١)

  والهُيامُ، بالضم: أَشدُّ العطش؛ أَنشد ابن بري:

  يَهِيمُ، وليس الله شافٍ هُيامَه ... بِغَرّاءَ، ما غَنَّى الحَمامُ وأَنْجَدا

  وشافٍ: في موضع نصب خبر ليس، وإِن شئت جعلتَه خبرَ الله وفي ليس ضميرُ الشأْن.

  وقد هامَ الرجلُ هُياماً، فهو هائمٌ وأَهْيَمُ، والأُنثى هائمةٌ وهَيْماءُ، وهَيْمانُ، عن سيبويه، والأَنثى هَيْمَى، والجمع هِيامٌ.

  ورجل مَهْيومٌ وأَهْيَمُ: شديدُ العَطشِ، والأُنثى هَيْماءُ.

  الجوهري وغيره: والهِيامُ، بالكسر، الإِبلُ العِطاشُ، الواحد هَيْمان.

  الأَزهري: الهَيْمانُ العَطْشانُ، قال: وهو من الداء مهيومٌ.

  وفي حديث الاستسقاء: إِذا اغْبَرَّت أَرضُنا وهامَت دوابُّنا أَي عَطِشت، وقد هامَت تَهِيمُ هَيَماً، بالتحريك.

  وناقةً هَيْمَى: مثل عَطْشان وعَطْشَى.

  وقومٌ هِيمٌ أَيِ عِطاشٌ، وقد هامُوا هُياماً.

  وقوله ø: فشارِبونَ شُرْبَ الهِيم، هي الإِبلُ العِطاش، ويقال: الرَّمْلُ؛ قال ابن عباس: هَيامُ الأَرض، وقيل: هَيامُ الرَّمْل، وقال الفراء: شُرْبَ الهِيم، قال: الهِيمُ الإِبلُ التي يُصيبها داءٌ فلا تَرْوَى من الماء، واحدُها أَهْيَمُ، والأُنثى هَيْماء، قال: ومن العرب من يقول هائمٌ، والأُنثى هَيْماء، قال: ومن العرب من يقول هائمٌ، والأُنثى هائمة، ثم يجمعونه على هِيمٍ، كما قالوا عائطٌ وعِيطٌ وحائل وحُول، وهي في معنى حائلٍ إِلا أَن الضمة تُرِكت في الهِيم لئلا تصيرَ الياءُ واواً، ويقال: إِن الهِيم الرَّمْلُ.

  يقول ø: يَشْرَبُ أَهلُ النار كما تشربُ السِّهْلةُ؛ وقال ابن عباس: شُرْبَ الهِيم، قال: هَيامُ الأَرض؛ الهَيامُ: بالفتح: ترابٌ يخالِطُه رَمْلٌ يَنْشَفُ الماءَ نَشْفاً، وفي تقديره وجهان: أَحدهما أَن الهِيم جَمعُ هَيامٍ، جُمِعَ على فُعُلٍ ثم خفِّف وكُسرت الهاءُ لأَجل الياء، والثاني أَن تذهب إِلى المعنى وأَن المراد الرِّمال الهِيم، وهي التي لا تَرْوَى.

  يقال: رَمْلٌ أَهْيَمُ؛ ومنه حديث الخندق: فعادتْ كَثِيباً أَهْيَمَ؛ قال: هكذا جاء في رواية، والمعروف أَهْيَل، وقد تقدم.

  أَبو الجراح: الهُيامُ داءٌ يُصِيبُ الإِبل من ماءٍ تشرَبُه.

  يقال: بعيرٌ هَيْمانُ وناقةٌ هَيْمَى، وجمعُه هِيامٌ.

  والهُيامُ والهِيامُ: داءٌ يصيب الإِبل عن بعضِ المِياه بتهامةَ يُصيبها منه مثلُ الحُمَّى؛ وقال الهَجَريّ: هو داءٌ يصيبُها عن شرب النَّجْلِ إِذا كثر طُحْلُبُه واكْتَنَفت الذِّيَّانُ به، بعيرٌ مَهْيومٌ وهَيْمانُ.

  وفي حديث ابن عمر: أَن رجلاً باعَ منه إِبلاً هِيماً أَي مراضاً، جمع أَهْيَم، وهو الذي أَصابه الهُيامُ، وهو داء يُكْسِبُها العطشَ؛ وقال بعضهم: الهِيمُ الإِبلُ الظِّماءُ، وقيل: هي المراضُ


(١) قوله [لبني قريبة] ضبط في الأصل بضم القاف وفتح الراء، وضبط في التكملة بفتح القاف وكسر الراء.