لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الواو]

صفحة 637 - الجزء 12

  عرَّفْنا أي شهدنا عَرَفَة.

  وعَيَّدَ القومُ إذا شَهِدُوا عِيدَهم؛ وقول الشاعر:

  حِياضُ عِراكٍ هَدَّمَتْها المَواسِمُ

  يريد أَهل المَواسِم، ويقال أَراد الإِبلَ المَوْسومة.

  ووسَّمَ الناسُ تَوْسِيماً: شَهِدُوا المَوْسِمَ كما يقال في العيدِ عَيَّدوا.

  وفي الحديث: أَنه لَبِثَ عَشْرَ سنينَ يَتَّبِعُ الحاجَّ بالمَواسِم؛ هي جمع مَوْسِم وهو الوقتُ الذي يجتمع فيه الحاجُّ كلَّ سَنةٍ، كأَنَّه وُسِمَ بذلك الوَسْم، وهو مَفْعِلٌ منه اسمٌ للزمان لأَنه مَعْلَمٌ لهم.

  وتوَسَّم فيه الشيءَ: تَخَيَّلَه.

  يقال: توَسَّمْتُ في فلان خيراً أي رأَيت فيه أَثراً منه.

  وتوَسَّمْتُ فيه الخير أي تَفَرَّسْتُ، مأْخذه من الوَسْمِ أي عرَفْت فيه سِمَتَه وعلامتَه.

  والوَسْمةُ، أهل الحجاز يُثَقِّلونها وغيرهم يُخَفِّفُها، كلاهم شجرٌ له ورقٌ يُخْتَضَبُ به، وقيل: هو العِظْلِمُ.

  الليث: الوَسْمُ والوَسْمةُ شجرةٌ ورقها خِضابٌ؛ قال أَبو منصور: كلام العرب الوَسِمةُ، بكسر السين، قاله الفراء وغيره من النحويين.

  الجوهري: الوَسِمةُ، بكسر السين، العِظْلِمُ يُخْتَضَب به، وتسكينها لغة، قال: ولا تقل وُسْمةٌ، بضم الواو، وإذا أَمرْت منه قلت: توَسَّم.

  وفي حديث الحسن والحسين، @: أَنهما كنا يَخْضِبان بالوَسْمة؛ قيل: هي نبتٌ، وقيل: شجرٌ باليمن يُخْتَضَبُ بوَرقه الشعرُ أَسودُ.

  والمِيسَمُ والوَسامةُ: أَثر الحُسْنِ؛ وقال ابن كُلْثوم:

  خَلَطْنَ بمِيسَمٍ حَسَباً ودينا

  ابن الأَعرابي: الوسيمُ الثابتُ الحُسْنِ كأَنه قد وُسِمَ.

  وفي الحديث: تُنْكَح المرأَة لمِيسَمها أَي لحُسْنها من الوَسامةِ، وقد وَسُم فهو وَسِيم، والمرأَةُ وَسِيمةٌ؛ قال: وحكمها في البناء حكم مِيساعٍ، فهي مِفْعَلٌ من الوَسامةِ.

  والمِيسمُ: الجمالُ.

  يقال: امرأَة ذات مِيسَمٍ إذا كان عليها أثرُ الجمال.

  وفلانٌ وَسِيمٌ أَي حَسَنُ الوجه والسِّيما.

  وقومٌ وِسامٌ ونسوةٌ وِسامٌ أَيضاً: مثل ظَريفةً وظِرافٍ وصَبيحةٍ وصِباحٍ.

  ووَسُمَ الرجلُ، بالضم، وَسامةً ووَساماً، بحذف الهاء، مثل جمُل جَمالاً، فهو وَسِيمٌ؛ قال الكميت يمدح الحُسين بن علي، @:

  وتُطِيلُ المُرَزَّآتُ المَقالِيتُ ... إليه القُعودَ بعد القيام

  يَتَعَرَّفْنَ حُرَّ وَجْه، عليه ... عِقْبةُ السَّرْوِ ظاهِراً والوِسام

  والوِسامُ معطوفٌ على السَّرْوِ.

  وفي صفته، : وَسيمٌ قَسِيمٌ؛ الوَسامةُ: الحُسْنُ الوَضيءُ الثابتُ، والأُنثئ وَسيمةٌ؛ قال:

  لهِنّك مِنْ عَبْسِيّةٍ لَوَسِيمةٌ ... على هَنواتٍ كاذبٍ مَن يقولها

  أراد⁣(⁣١) ... . وواسَمْتُ فلاناً فوَسَمْتُه إذا غَلبْتَه بالحُسن.

  وفي حديث عمر، ¥: قال لِحَفْصة لا يَغُرَّنَّكِ أَنْ كانت جارتُك أوْسَمَ مِنْكِ أي أَحْسَنَ، يَعني عائشة، والضَّرَّةُ تسمى جارة.

  وأَسماءُ: اسمُ امرأَةٍ مستقٌّ من الوَسامةِ، وهمزته مبدلة من واوٍ؛ قال ابن سيده: وإنما قالوا ذلك أَن سيبويه ذكر أَسماء في الترخيم مع فَعْلانَ كسَكْران مُعْتَدّاً بها فَعْلاء، فقال أَبو العباس: لم يكن يجب أَن يذكر هذا الاسم مع سكْران من حيثُ كان


(١) بياض بالأَصل بقد خمس كلمات.