لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الواو]

صفحة 639 - الجزء 12

  حتى إذا ما أوشَمَ الرَّواعِدُ

  ومنه قيل: أَوْشَمَ النبتُ إذا أَبصَرْتَ أَوَّله.

  وأَوْشَم البرْق: لمَعَ لَمْعاً خفيفاً؛ قال أَبو زيد: هو أَوَّلُ البرق حين يَبرُقُ؛ قال الشاعر:

  يا مَن يَرى لِبارِقٍ قد أَوْشَما

  وقال الليث: أَوْشَمَت الأَرضُ إذا ظهر شيء من نباتها؛ وأَوْشَمَ فلان في ذلك الأَمر إيشاماً إذا نظر فيه؛ قال أَبو محمد الفَقْعسيّ:

  إنَّ لها رِيّاً إذا ما أَوْشَما

  وأَوْشَمَ يَفْعل ذلك أي أَخذ؛ قال الراجز:

  أوْشَمَ يَذْري وابِلاً رَوِيّا

  وأَوْشمَت المرأَةُ: بدأَ ثدْيُها يَنتَأُ كما يُوشِم البرقُ.

  وأَوْشَمَ فيه الشيبُ: كثُر وانتشر؛ عن ابن الأَعرابي.

  وأَوْشَم الكرْمُ: ابتدأَ يُلوِّن؛ عن أَبي حنيفة.

  وقال مرة: أوْشَم تَمَّ نُضْجُه.

  وأَوشَمَت الأَعنابُ إذا لانَتْ وطابت؛ وقوله:

  أقولُ وفي الأَكْفانِ أَبْيَضُ ماجِدٌ ... كغُصْنِ الأَراكِ وجهُه، حيث وَشَّما

  يروى: وَشَّمَ ووَسَّمَ، فوَشَّم بدا ورقه، ووَسَّم حسُن.

  وما أَصابَتْنا العامَ وشْمةٌ أي قطرة مطر.

  ويقال: بيننا وَشِيمةٌ أي كلام شرّ أو عداوة.

  وما عصاه وَشْمةً أي طَرْفة عَينٍ.

  وما عصَيْتُه وَشمةً أي كلمة.

  وفي حديث علي، كرم الله وجهه: والله ما كتَمْتُ وَشْمة أي كلمة حكاها.

  والوَشْمُ: موضع؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

  رَدَدْتُهُمُ بالوَشْمِ تَدْمى لِثاتُهُمْ ... على شُعَبِ الأَكوار، مِيلَ العَمائم

  أي انصَرفوا خَزايا مائلةً أَعناقُهم فعمائمهم قد مالت، قال: تَدْمى لِثاتُهم من الحَرَض، كما يقولون: جاءنا تَضِبُّ لِثاتُه.

  والوَشْمُ: بلد ذو نخل، به قبائل من رَبيعة ومُضَر دون اليمامة قريب منها، يقال له وَشْمُ اليمامة.

  والوُشوم: موضع؛ والوَشْمُ في قول جرير:

  عَفَتْ قَرْقَرى والوَشْمُ، حتى تنَكَّرَتْ ... اوارِيُّها، والخَيْلُ مِيلُ الدَّعائمِ

  زعم أَبو عثمان عن الحرمازيّ أَنه ثمانون قرية، وذكر ابن الأَثير في ترجمة لثه في حديث ابن عمر قال: لعنَ الواشِمة؛ قال نافع: الوَشْمُ في اللِّثة، اللِّثة بالكسر والتخفيف، عُمور الأَسنان وهو مَغارِزُها، والمعروف الآن في الوَشْم أَنه على الجِلد والشِّفاه، والله أَعلم.

  وصم: الوَصْمُ: الصَّدْعُ في العُود من غير بَيْنونةٍ.

  يقال: بهذه القَناة وَصْمٌ.

  وقد وَصَمْتُ الشيءَ إذا شَدَدته بسرعة.

  وَصَمه وَصْماً: صَدَعه.

  والوَصْمُ: العيب في الحَسَب، وجمعه وُصومٌ؛ قال:

  أرى المالَ يَغْشى ذا الوُصومِ فلا تُرى ... ويُدْعى من الأَشْراف أن كان غانيا

  ورجل مَوْصومُ الحسَبِ إذا كان مَعيباً.

  ووَصَمَ الشيء: عابه.

  والوَصْمةُ: العيب في الكلام؛ ومنه قول خالد بن صفوان لرجل: رَحِم الله أَباك فما رأَيت رجلاً أَسْكَنَ فَوْراً، ولا أَبعَد غَوْراً، ولا آخَذَ بذَنَبِ حُجّةٍ، ولا أَعلمَ بوَصمْةٍ ولا أُبْنةٍ في كلام منه؛ الأُبْنة: العيب في الكلام كالوَصْمة، وهو مذكور في موضعه.

  والوَصَمُ: المرَضُ.

  أَبو عبيد: الوَصْمُ العيب يكون في الإِنسان وفي كل شيء والوَصْمُ: العيب والعار، يقال: ما في فلانٍ وَصمْة أي عيبٌ؛ قال الشاعر:

  فإنْ تكُ جَرْمٌ ذاتَ وَصْمٍ، فإنما ... دَلَفْنا إلى جَرْمٍ بأَلأَمَ مِن جَرْمِ