لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الباء الموحدة]

صفحة 50 - الجزء 13

  وبالغَداةِ كِسَرَ البَرْنِجِّ ... يُقْلَعُ بالوَدِّ وبالصِّيصِجِّ

  فإنه أَراد: أَبو عليّ وبالعشيّ والبرنّي والصِّيصِيّ، فأَبدل من الياء المشددة جيماً.

  التهذيب: البَرْنِيُّ ضربٌ من التمر أَحمرُ مُشْرَب بصُفْرة كثير اللِّحاء عَذْب الحَلاوة.

  يقال: نخلةٌ بَرْنِيَّة ونخلٌ بَرْنِيٌّ؛ قال الراجز:

  بَرْنِيّ عَيْدانٍ قَليل قشْرُه

  ابن الأَعرابي: البَرْنِيُّ الدِّيَكةُ، وقيل: البَرَانيُّ، بلغة أَهل العراق، الدِّيَكةُ الصِّغارُ حين تُدْرِك، واحدتُها بَرْنِيّة.

  والبَرْنِيَّةُ: شبْه فخّارةٍ ضخمةٍ خَضْراء، وربما كانت من القَواريرِ الثِّخانِ الواسعةِ الأَفْواه.

  غيره: والبَرْنيَّة إناءٌ من خَزَفٍ.

  ويَبْرينُ: موضع، يقال: رملُ يَبْرينَ؛ قال ابن بري: حقُّ يَبْرينَ أَنْ يُذْكَر في فصل بَرَى من باب المعتل لأَنّ يبرينَ مثل يَرْمينَ، قال: والدليل على صحة ذلك قولهم يَبْرونَ في الرفع ويبرين في النصب والجر، وهذا قاطعٌ بزيادة النون؛ قال: ولا يجوز أَن يكون يَبْرين فَعْلْينَ، لأَنه لم يأْتِ له نظيرٌ، وإنما في الكلام فِعْلينٌ مثلُ غِسْلينٍ، قال: وهذا مذهب أَبي العباس، أَعني أَن يَبْرين مثلُ يَرْمين، قال: وهو الصحيح.

  برثن: البُرْثُنُ: مِخْلَبُ الأَسَد، وقيل: هو للسبُع كالإِصْبَع للإِنسان، وقيل: البُرْثُنُ الكَفُّ بكمالها مع الأَصابع.

  الليث: البَراثِن أَظْفار مَخالِب الأَسَد، يقال: كأَنّ بَراثِنَه الأَشافي.

  وقال أَبو زيد: البُرْثُن مِثْلُ الإِصْبع، والمِخْلَبُ ظُفُر البُرْثُن؛ قال امرؤ القيس:

  وتَرى الضّبَّ خفيفاً ماهِراً ... رَافعاً بُرْثُنَه ما يَنْعَفِرْ

  والمشهور في شعر امرئ القيس: ثانياً برثنه، يصف مطراً كثيراً أَخرجَ الضَّبٍ من جُحْره، فعامَ في الماء ماهراً في سباحَته يَبْسُطُ بَراثْنه ويَثْنيها في سِباحَته، وقولُه ما يَنْعَفِر أَي لا يُصِيبُ بَراثنَه الترابُ، وهو العَفَرُ، والبَراثن للسباع كلها، وهي من السباعِ والطير بمَنْزلة الأَصابع من الإِنسان؛ وقد تُستعارُ البَراثِنُ لأَصابع الإِنسان كما قال ساعدةُ ابنُ جؤيّة يَذْكُرُ النَّحْلَ ومُشْتَار العَسَلِ:

  حتَّى أُشِبَّ لها، وطال أَبابُها ... ذو رُجْلَةٍ شَتْنُ البَراثِنِ جَحْنَبُ

  والجَحْنَب: القَصير، وليس يَهْجوه وإنما أَراد أَنه مُجْتَمِعُ الخَلْق.

  وفي حديث القبائِلِ: سُئِلَ عن مُضَرَ فقال: تَميمٌ بُرْثُمَتُها وجُرْثُمَتُها؛ قال الخطابي: إنما هو بُرْثُنَتُها، بالنون، أَي مَخالِبُها، يريد شَوْكَتها وقُوَّتَها، والميمُ والنونُ يتَعاقبان، فيجوز أَن تكونَ الميمُ لغةً، ويجوز أَن تكونَ بدلاً لازْدِواج الكلام في الجُرْثومة كما قال الغَدايا والعَشايا.

  والبُرْثُن لما لم يَكنْ من سِباعِ الطير مثلُ الغراب والحمام، وقد يكونُ للضَّبِّ والفأْر واليَرْبوع.

  وبُرْثُنُ: قبيلة؛ أَنشد سيبويه لقَيْسِ ابنِ المُلَوَّح:

  لَخُطَّابُ لَيْلى، يالَ بُرْثُنَ منكُمُ ... أَدَلُّ وأَمْضَى من سُلَيكِ المَقانِبِ

  غيره: بُرْثُن حَيٌّ من بني أَسد؛ قال: وقال قُرّانٌ الأَسَديّ:

  لَزُوّارُ لَيْلى، منكُمُ آلَ بُرْثُن ... على الهَوْلِ أَمْضَى من سُلَيْكِ المَقانِب

  تَزُورُونَها ولا أَزورُ نِساءَكم ... أَلَهْفي لأَولاد الإِماءِ الحَواطِب